حسن بخيت يكتب عن :" كنت أمزح "

" كنت أمزح "... عبارة نسمعها كثيرا من القريب والصديق ، تتكون من كلمتين، لكن يتوارى خلفها كثيرون، معتذرين ونادمين على "تصرف" لم يتوقعوا أنه سينهي أو يؤثر في علاقتهما مع قريب أو صديق، أو أنه سيكوم سببا في تدمير الحياة النفسية لشخص ، أو ربما ترويع شخص أمن ،بعد أن عاش لحظات عصيبة ليس من السهل أن ينساها أو يتجاوزها بعد هذا التصرف الأحمق الذى يسمى " مزاح ، أو هزار " حتى وإن سمع من الأعذار كثيراً .

وعلى الرغم من أن "المزاح " يكون في كثير من المواقف بقصد المتعة والتسلية، إلاّ أنه غالباً ما يحدث شرخاً قوياً في صميم العلاقات الاجتماعية، خصوصاً حينما يتم بطريقة فجة وقاسية وتحت مظلة "الاستهزاء والسخرية والترويع والخوف ، فإخافة الأخرين والاستهزاء بهم والسخرية منهم أمر مرفوض وغير محبذ ،ولو على سبيل المزاح والضحك ، ومنهى عنه في جميع الأديان ، وخاصة الشريعة الإسلامية والتى نهت عن مثل هذه الأمور التى تؤدي إلى تخويف الأخر وترويعه ، أو الاستهزاء به والتقليل من شأنه أمام الأخرين ، وقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الوقوع في هذا الفعل السازج الأحمق ، ولو على سبيل اللعب والمزاح ، وحثنا على نشر الأمن والأمان بين الناس لاستقرار المجتمع .

ولعل الجميع تابع قبل يومين المشهد المؤسف الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك" ، وهو "فيديو" لشابين يخيفان طفلا من ذوى الاحتياجات الخاصة، عن طريق الاعتداء عليه من خلال كلب بوليسى بينما لم يتضح مكان ولا زمن تصوير الواقعة حتى الآن، مما تسبب فى حالة من الغضب بين مستخدمى فيس بوك ، مطالبين الكشف عن هويتهم ومحاكمتهم ،، ويظهر الفيديو الطفل محاولا الهروب من أمام الكلب، بينما يقوم الشاب بالتعدى على الطفل الذى يبدو من ذوى الاحتياجات الخاصة، مما أثار العديد من ردود الأفعال على السوشيال ميديا ،،والذين وطالبوا فيها بمحاسبة الشابين ومحاكمتهم لإخافة وإرعاب الطفل ..
مشهد عام من مشاهد الخروج عن عرف المجتمع ، واختراق القانون ، نراه أمام أعينا من الحين للأخر ،، يشعرنا بالقلق والخوف ، ويدق ناقوس الخطر، لاننا نجد وللأسف الشديد قد أخترقت كل المباديء والقيم ، وانتهكت الأخلاق والأعراف بشكل أو بأخر ، حتى تكاد تتلاشيء شيئا فشيئا ، وتبعثرت شيم الكرام ، وذهبت نخوة الشباب عند العديد من أفراد المجتمع .

 

مايو 30, 2020