• اخر الاخبار

    الجمعة، 8 مايو 2020

    قراءة فى قصيدة للدكتورة الشاعرة الكبيرة : احلام الحسن ..بقلم: نبيل عجوة

    قراءة فى قصيدة للدكتورة الشاعرة الكبيرة : احلام الحسن ..بقلم: نبيل عجوة

     
    ألحزنُ القاتلُ في عينيك
    يُمزّقني قِطعًا يقطعْ
    والدّمعُ الجاري في خدّيك
    يُعذّبُني وبكَم مصرعْ
    وفؤاديَ من جُرحٍ يبكي
    أدمتهُ يداكَ كما المدمعْ
    بكلامٍ محبوسٍ يُضني
    مرعوبًا من خوفٍ يجزعْ
    تيّارُ جفاكَ يُباعدُني
    والقلبُ لقربكَ كم يطمعْ
    ومصيري صعبٌ يُرعبُني
    لفَناءِ هوَايَ لقد شَيّعْ !
    أتظنّ فؤاديَ من حجرٍ
    أم لم يعشق ذاكَ المطلعْ
    وجهًا من عمركَ في سنةٍ
    قد داهمني قمرًا يطلعْ !!
    في حينٍ أنّي لم أعرف
    بحقيقةِ ذاكَ ولم أخضعْ
    حتّى واتتني تبصرةٌ
    سُبحانَ اللهِ وما يصنعْ
    في ركبٍ أقداري تمضي
    فتُسيّرني قدرًا أوجعْ
    إنّي أهواكَ وقبلَ لُقاك
    ومن ذاكَ الذّرِ الأروعْ
    وبعادُ هواكَ يُزمّلُني
    وكأنّي من قُربٍ أفزعْ
    ألهجرُ القاسي عذّبني
    والقُربُ بلا حقّ ٍ يُرجعْ !
    فأدورُ على نفسي وجَعًا
    أجراسُ صموديَ لم تقرع
    جمدتْ أطرافي من أملٍ
    مغلوقُ الأبوابِ الأربعْ
    وبداخِلهِ يهفو شجنٌ
    وبخارجِهِ قيدٌ يمنعْ
    فتأكّد أنّ ببوصلتي
    روحٌ مامن قيدٍ يردعْ
    فالرّوحُ ستمضي سابحةً
    تتحدّى السّجنَ وما زعزعْ
    إلّا أن يظهرَ للرّائي
    من غربٍ للشّمسِ المطلعْ
    ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
    غاصت شاعرتنا فى بحر النفس العاتية امواجه المتلاطمة محاولة لملمة الجروح والاحزان التى تمر كما الطوفان فتعصف بكل شيىء امامها فهى كالنار التى لا تبقى ولا تذر( جراح احزان اتراح شجن الالام ) فى وسط هذا الزحام تحاول شاعرتنا أن تسكن الريح . وتهدأ العاصفة لتحول الاتراح الى افراح. والالام الى امال. والشجن الى سعادة. والقيظ الى ربيع دائم. وهى بين شد وجذب فى وسط هذة الصراعات وبالهام من الله تصل الى نقطة التحول. الى حال اخر فسبحان المحول والمغير الذى لا يتغير. ولكن بالرجاء والدعاء والطلب من صاحب الامر. يأتيها الفرج وتعود بالنفس الى طبيعتها. ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها. وهى أفلحت فى تزكيتها. وعودة البحر الى هدوئة وجمالة واماله هكذا شاعرتنا المتألقة الحرف. الأنيقة البيان. المتجددة الصورة الخيالية والبيانية فى أبياتها الجزلة اللفظ والمعنى فالعاطفة المسيطرة على الشاعرة الحزن واللوعة والأسى زلزال مدمر وعاصفة لا تهدأ تذهب بكل ساكن. أنظر الى قوة المعنى فى التعبير بالحزن والتشبية بالرجل القاتل وابرازها للمعنوى بصوره حسية ملموسة تجعلك تعيش الواقع ومرارة الموقف الذى ينتابها من الحزن على مقصودها. بطريقة أدبية رخيمة عالية الدقة فى التعبير. وجزالة اللفظ. وأنظر الى عبقرية الشاعرة انها لاحظت هذا الزلزال المدمر من الحزن لا شكوى ولا كلام بل قرأته فى عينى المقصود. وبارهاف حس وصدق مشاعر صار هذا الحزن بها يمزق ويقطع مستخدمة اقوى تعبيرات القتل لعظم الفعل ثم تنتقل بالحزن الى صورة ومنها الدمع أجرته على مقلتى المقصود كانسان يعدو ويجرى يا يالروعة الصورة الخيالية الذى تزيد المعنى وتقوية . وترسم الصورة بوضوح بريشة فنان خبير. وانظر كيف وهزة الملك ملك الجوارح وتصويرة برجل يبكى من شدة الألم والجرح الذى سببه الحزن وتسطرد الشاعرة فى كل ابياتها بالانتقال من الصور الخيالية الى الصورة الجمالية الواقعية. الواقع الحقيقى من كلام ثم جفاء ثم مصير ثم هفو القلوب وانها رقيقة تحس وتشعر وتتعايش وليست حجرثم تبدأ تعطى جرعة من الأمل والعاطفة للمقصود وتشبيهه بالقمر المضيىء ثم تدل عليه بان الأمر أنما فاحأها لا بيدها ترتفع بالمقصود وتهبط. ثم تبدأ فى حياء شديد تعترف له بمهل عن هواها وتسير الأحداث بشكل فيه دل وعلو وقوامة على المقصود فى رقة ودعة وجمال. فالحق والحق اقول انها بحق تنزيل من التنزيل . واستعير على نفس السياق من الشاعر ابيات ازكى
    بها تحليلى حيث قال
    ماذا اصاب قلوبنا؟
    تاهت بين المأسى والمنى
    فالنبض يبحث عن امل
    والشمس ضلت فى السماء طريقها
    والنجمة البيضاء ضاع بريقها
    والعمر يسال هل ترى
    يوما ستملأ بالضياء دروبنا
    الخوف يعبث بالقلوب
    والحزن عربد فى النفوس بلا خجل
    والحب تملؤة العيوب
    لا صدق فيه ولا احتواء ولا غزل
    لكننا رغم الأسى
    رغم اختناق العمر فى كل الدروب
    سنظل نرنو للحياة بنظرة فيها امل
    لا خوف فيها لا دموع ولا فشل
    ماذا يفيد على الحياة وجودنا
    ان مات فينا النبض وانطفأ الامل
    ارجوا ان اكون قد وفقت فى فهم ما رنت الها شاعرتنا الجميلة
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قراءة فى قصيدة للدكتورة الشاعرة الكبيرة : احلام الحسن ..بقلم: نبيل عجوة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top