السياسة الخارجية لسلطنة عمان مدرسة متفردة أرساها السلطان الراحل قابوس بن سعيد ، مدرسة لا تعرف الصخب ولا العنتريات ولا الإستقطابات الحادة ، تعرف كيف تنجو بنفسها من مأزق التورط بمواقف وأعباء وتحسن التعامل مع كل متغيرات وألاعيب السياسة ، حدث هذا في خضم أحداث صعبة على حافة الحدود العمانية سواء حرب الخليج بمراحلها المختلفة أو التطورات في اليمن أو قطيعة الدول العربية مع مصر في أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، نأت السياسة العمانية بفضل حكمة قابوس من فخ المعسكرات والمحاور والتكتلات ، فانعكس ذلك على مسار التنمية وحسن إستغلال موارد البلاد البسيطة من الأسماك والبترول .
أثناء أحد اللقاءات الصحفية التي أجريتها أنا والزميل الأستاذ أحمد الجبلي مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر بصنعاء مع الوزير المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي عبد الله في فندق شيراتون صنعاء لم نجد ما يمكن أن يكون مانشيتا ساخنا في كلام الرجل الذي تربى على منهاج قابوس ، تحدث في كل شيء ولم يقل شيئا ، لباقة وحكمة وتريث واختيار العبارات والألفاظ ، وهدوء وابتسامة وتعميم وتجنب أي كلمة يمكن أن تسبب مشكلة مباشرة مع أحد ، لهذا ظلت عمان واحة سلام ومحبة وأصبحت دولة بلا أعداء .
0 comments:
إرسال تعليق