حسن بخيت يكتب عن : الإساءة إلى شيخ الأزهر خط أحمر .

أتحفنا الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور" بكتاباته وأراءه التي يخرجها لنا من الحين للأخر متهما شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بأنه تعامل خلال مؤتمر الأزهر الشريف للتجديد في الفكر الإسلامي، بعداء وتعالي مع الدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ومع كل من يطرح رأيا يخالفه.

وقال خلال برنامجه "90 دقيقة" المُذاع على قناة "المحور"، إن مناقشة شيخ الأزهر والدكتور الخشت، كانت كاشفة جدا، لافتا إلى أن "الخشت" كان يلقي محاضرة في جلسة التجديد في الفكر الإسلامي، وذهب بدعوة من منظمي المؤتمر، وألقى المحاضرة، موضحًا أن "الخشت" مذهبه قائم على أنه يريد أن يكون هناك عصر ديني جديد.

وتابع: "اللي حصل في المناقشة في المؤتمر يخليني مش متفائل، وأنا آخذ على شيخ الأزهر أنه يتعامل بعداء مع من يطرحون رأيا لا يعجبه، لأنه لما يقول الحداثيون يصدعوننا بالكلام عن التجديد، يعني أنه رافض للفكرة".

يبدو أن الصحفي والاعلامي الدكتور " محمد الباز ” لم يتعلم الدرس جيدا” ممن سبقوه ، أو من حاولوا الإقتراب من عظماء مصر وعظماء الأمة العربية والإسلامية ، أو من يحاول أن يقترب من تاريخهم والمحاولات المتكررة لتشويه تاريخ عظماء كتبت أسماؤهم في قلوب المسلمين بحروف من ذهب ، ولهم بصمة في حياتنا ، وليس في مصر فقط ، بل علي مستوي العالم بأكمله ،وأن التطاول الإعلامي على هؤلاء العلماء الأجلاء لا يسمن ولا يغني من جوع ، لأن الجميع يعرف ويعلم حب إمامنا وشيخنا الدكتور " أحمد الطيب"  لمصر وللإسلام وللأمة كلها، ونعلم مدى علمه وفقه وثقافته ومجهوده في الدعوة الى الله بالحسنى والموعظة الحسنة ، وتصديه لكل الأفكار المتطرفة والمنحرفة ، وهذا الجهد الكبير الذي قام به الرجل علي مدي سنوات عمره كاملة فى خدمة الدعوة الإسلامية وخدمة الوطن، وهو الذى عاش بكل أنفاسه يدافع عن الأمة العربية والإسلامية، ويدافع عن مصر فى كل مكان وفى كل محفل حتى صار رمزا مازال يعيش في قلب كل مصري وعربي

تساؤلات وتحليلات تراودني

الكاتب والصحفي والاعلامي الدكتور " محمد الباز" يشرح لنا تداعيات الحوار والنقاش الذي جرى بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة وهو لا يعلم أننا شاهدنا النقاش ونحفظه كلمة كلمة وعن ظهر قلب ، لكن : علينا أن نحسن الظن ، فربما يوضح لنا الدكتور الباز ما لم نستطع فهمه أو تأويله ، أو ربما يكون الدكتور محمد هو من يحتاج لمن يفسر له مقاصد شيخ الأزهر ، وتوضيح رؤيته وفقه ،  فالرجل تحدث بالمختصر المفيد وبأسلوب فقهي وعلمي وبدون تعصب ولا تجريح أو تقليل من شأن الأخرين ،وأعتقد أن الدكتور الخشت نفسه لم يأخذ رد شيخ الأزهر على أنه رد عدائي كما إعتبرته أنت ففى رأيى أنك جانبك الصواب إما لعدم إستيعابك لرد فضيلة الإمام الأكبر أو لغرض آخر فى نفسك .

شيخ الأزهر فضيلة الدكتور الطيب تكلم بكل أدب وعلم ودرايه ولم يتجاوز حدود الأدب والأخلاق وأسلوب الحوار والنقاش الراقي ، وانتقي الألفاظ في موضعها وبما تتناسب الحدث والتحليل ، وتكلم عن الدين والشريعة الاسلامية وعن ثوابت فقهية بطريقة علمية وبأسلوب جميل وبسيط ..

شيخ الأزهر هو إمام المسلمين ، فليس خاضعا لتقييم من دونه من العلماء والفقهاء ،  فالإمام الجليل يعرف قدره وعلمه وخلقه وتواضعه وسماحته القاصي والداني فهو المتزن الوقور المتواضع المهذب ولا نزكيه على الله ،ورده على الدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة كان علميا مهنيا بامتياز وهذا ليس تقييمي الشخصي فمن أكون أنا لأقيم شيخ الأزهر ، ولكن هذا رأي جمهور العلماء الأجلاء في بقاع الأرض ، ولو افترضنا أن رأي الدكتور الطيب لم يصبه الصواب في مسألة ما ، فمن ينقده أو يوضح خطأه ؟ بالطبع ، لابد وأن يكون عالم جليل من علماء الأمة الثقال ..

وأخيرا : يا دكتور محمد ، اتهامك لفضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر ظالم وباطل ، ولا يصدقه فاقد العقل ،  ففضيلة الامام الاكبر هو آخر من يوصف بالتعالي فهو الطيب بن الطيب اسما واصلا وقلبا . وكما يقولون .رمتني بدائها وانسلت

يناير 30, 2020