العالم كله يحترم ويجل مؤسسة الأزهر
الشريف، وشيخه الذى وقف وقفة الرجال في
مواقف عديدة، وسيكتب له التاريخ موقفه طال الزمان أو قصر ، فالأزهر هو الملاذ الذي يلجأ له الجميع وملاذ
الأمة والناس جميعًا, وهو منهج الوسطية ، والحجر الصلب والسد المنيع الذي تتكسر عليه وأمامه آمال المفرطين, والأفكار الهدامة، ومن يريدون
أن يأخذوا الناس إلى طريق الظلام ....
كان ولا يزال إمامنا الأكبر الأستاذ
الدكتور " أحمد الطيب" شيخ الأزهر ، و علماء الأزهر المخلصين هم الأسرع
تحركا فى الرد على القضايا العربية والإسلامية ، ليبقي دائما شيخ الأزهر ، وعلماء
الأزهر هم الأسرع والأسبق في المواقف الحاسمة ، والقضايا الشائكة ، والتى تحتاج
إلى وقفة الرجال وخاصة القضايا المتعلقة بالعقيدة والأديان والثوابت الدينية
والتراثية والتاريخية ، ولعل الجميع تابع المواقف الشامخة للأزهر الشريف في
القضايا الحاسمة، والتى لا ينكرها الا جاحد ، ولا يرضى عن غيرها الا عدو حاقد ..
وها هو اليوم يثبت شيخ الأزهر
الشريف وعلماءه أن الأزهر الشريف هو حائط الصد للسنة فى العالم ، ومنارة للدنيا،
وليس للمسلمين وحدهم، وحاضن للبشرية كلها ، وسيظل معلما للإنسانية ومدافعا عنها
وعن الإسلام.
رد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمنطق علمي على رئيس جامعة القاهرة
الدكتور محمد الخشت في حديث بشأن "التجديد والحداثة في الدين" خلال
المؤتمر الذي ينظمه الأزهر الشريف بالقاهرة ...
حوار شيخ الأزهر مع رئيس جامعة القاهرة ليس هو المقصود ، فهذا
من رأي البعض نصرًا ومن رأي الآخرين اختلافا وليس خلافا...ولكل فكر حرية التعبير ،
لكن ما نطق به أحمد الطيب شيخ الأزهر من كلمات تكتب بحروف من ذهب ، وجعلتنا
نشعر بالسعادة والفخر ، وكأن الإسلام ينبض من جديد ...
قال الشيخ الطيب خلال جلسة "دور
المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"، بمؤتمر
الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي: "إن الحرب على التراث بذريعة
الحداثة هو شيء مصنوع تماما من خارجنا لتفويت الفرص علينا، وكنت أود أن تكون كلمة
تلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق وهو التجديد، أن تكون معدة سابقًا
ومدروسة، وليست نتيجة تداعي الأفكار والخواطر."
وأوضح أن "رئيس الجامعة نادى
بترك مذهب الأشاعرة وتحدث عن أحاديث الآحاد، وقال له إن الأشاعرة لا يقيمون فقههم
على أحاديث الآحاد، وإنني درست ذلك في المرحلة الثانوية في الستينيات، وهم لا
يقيمون مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على حديث متواتر".
وأشار إلى أن هذا التراث الذي يتم
التهوين من شأنه اليوم خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، لكن تصوير التراث على أنه
يورث الضعف والتراجع فإن ذلك يعد مزايدة عليه، وأضاف نحن نحفظ عن الإمام أحمد بن
حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست حداثية، وأن الحداثيين حين يصدعوننا
بهذا الكلام يزايدون على التراث وعلى قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه
تقديس، وهذا تعلمناه من التراث نفسه وليس من الحداثة".
وفيما يتعلق بأن القرآن قطعي الدلالة وتشكيك
البعض فيما يعرف بالحقيقة المطلقة، رفع شيخ الأزهر نسخة من كتاب للدكتور الخشت،
وسأله: هل تعتقد أن كتابك هذا مطلق ولا تشك فيه؟! وهنا ضجت القاعة بالتصفيق لشيخ
الأزهر، وقال الدكتور الخشت إنه يمكن أن يرد وسوف يرد عندما يرغب فضيلة شيخ
الأزهر، لكن الدكتور الطيب استمر في مداخلته.
وقال:" سيدي الكريم أنت أستاذ اللغة
العربية، هذا سؤال تقريري أطرحه لكي أرد بنفسي عليه في محاولة لتوصيل الفكرة التي
أرغب في إيصالها. والإجابة أنك إذا كنت تتوقع ان هذا الكلام في هذا الكتاب مطلق
فقد سقط مذهبك، وإذا كنت تعتقد ان هذا الكلام مشكوك فيه، فأرجو حين تتأكد مما ورد
فيه أن تهدي الي الكتاب."
وبدا أن رئيس جامعة القاهرة
الدكتور محمد الخشت كان قد أهدى نسخة من كتاب له بعنوان: "نحو تأسيس عصر ديني
جديد" لفضيلة شيخ الأزهر قبل بدء جلسة المؤتمر.
وتابع الطيب:" أما قصة أن
القرآن قطعي الدلالة وظني الدلالة ليست مقولتي ولا مقولتك، تلك مقولة التراثيين،
وتعلمناها من التراث"، موضحًا: "درست العلوم الحديثة في المرحلة
الثانوية، ودرسنا في أصول الدين البحث العلمي وعلم الاجتماع، أما تصويرنا أننا ليس
معنا سوى المصحف والتفسير، فإن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة".
واستطرد: "الفتنة الكبرى من
عهد عثمان، هي فتنة سياسية وليست تراثية، وأنت كرئيس للجامعة يقتدي بك ويستمع لك
طلابك، والسياسة تختطف الدين اختطافًا في الشرق والغرب، حين يريدون تحقيق غرضً لا
يرضاه الدين".
وكان رئيس جامعة القاهرة الدكتور
محمد الخشت، قد دعا إلى ضرورة تجديد علم أصول الدين، بالعودة إلى المنابع الصافية
وهي القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية المطهرة ، وأضاف -خلال جلسة "دور
المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"- "إن
التجديد يقتضي تغيير طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويقوم على رؤية جديدة عصرية
للقرآن الكريم بوصفه كتابًا إلهيَا مقدسًا يصلح لكل العصور وكل الأزمان".
ورد شيخ الأزهر على رئيس جامعة
القاهرة، محمد الخشت، حيث قال: "أنا كنت في منتهى الخزي وانا أشاهد ترامب مع ..
إسرائيل (نتنياهو) طبعا هم الذين يخططون ويقولون ويتحكمون ويحلوا لنا المشاكل، لا يوجد
أحد عربي ولا أحد مسلم، هذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه..
وفي النهاية أقول : شكرا للإمام
الأكبر شيخ الأزهر ، الذي أقنع في ردوده وأينع وأثمر ، واعتقد انه عبر بصدق عما
يجيش في صدر كل عربي ، والشكر موصول أيضا لرئيس جامعة القاهرة ؛ إذ أتاح لنا
بإثارته القضية بطريقة لمتابعة والمناظرة الحية، وأسلوب الحوار الراقي الذي نفتقده
منذ سنوات.. أرجو أن ا أن حرية التعبير والمناقشة هي الوصفة المثالية لاحياء الأمة
لكي تستعيد وعيها وتتوقف عن عداء نفسها
0 comments:
إرسال تعليق