حسن بخيت يكتب عن :كيف تفاعل الذباب الالكتروني مع مظاهرات لبنان؟

يشهد لبنان منذ مساء الخميس موجة احتجاجات عارمة غطت معظم المدن اللبنانية بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وقيام الحكومة باجراءات تقشفية شملت فرض حزمة ضرائب جديدة.

التفاعل مع المظاهرات في لبنان لم يكن حكرا على اللبنانيين فقط فقد تصدر اسم" لبنان"  تويتر في معظم الدول العريية على مدى الأيام الماضية ، وعلق الكثير من الشباب العربي على صور اللبنانيات ، في تلك المظاهرات  والاحتجاجات بكثير من الكلمات والأوصاف ذات الإيحاء الجنسيّ، والتحرش اللفظي ، والنكات الجنسية العنصرية .

وعندما تم نشر صور المتظاهرات اللبنانيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ، فتح المجال أمام نوع آخر من المعلقين المتحرشين والمراهقين الّذين وجدوها فرصة للفكاهة الجنسية والعنصرية ، الّتي تعبر عن شهوة مصطنعة لجذب عدد أكبر من المعلقين ، كالـ "ميمز" الّذي يدعو من ينوي الزواج إلى الانتظار؛ لأنّ الثورة قامت في لبنان، ونساؤها الجميلات الفاتنات قادمات لاجئات، وغيرها من المنشورات الّتي من الصعب إعادة كتابتها أو وصفها!!

والغريب في الأمر أن هذه الصيحات الجنسية والعنصرية ذاتها على "السوشيال ميديا"، ومواقع التواصل الاجتماعي خلت من مظاهرات الربيع العربي الأخري  ( ان كان هناك ربيعا أصلا ) كمظاهرات  تونس ومصر وليبيا واليمن والسودان والجزائر والعراق ، فخلال هذه المظاهرات لم نسمع بهذه الصيحات والايحاءات الجنسية من الكائنات الذكورية ، ولم يهتم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بجمال نساء هذه البلاد ، ولم تركز الأبصار على أجساد النساء وملابسهن ومفاتنهن كما حدث مع نساء لبنان، وكأن ّ النساء في المظاهرات والثورات يجب أن يرتدين زيًّا خاصا" أو يكن على شكل معين من الحضور والجمال والاغراء، ، حتى يرضين المجتمعات الذكورية المتفرجة، وكأن جسد المرأة سيبقى إلى الأبد بين الشباب العربي بالمواقع الاجتماعية  موضوعا للفرجة ، وتمتع النظر بمفاتنها وملابسها ..

إنّها أزمة الذكورية والتسلط التي يحملها الرجال في مجتمعات مأزومة، تبرر هذه الانتقادات بالخوف على القيم والأخلاق، لكنّه الرغبة في الجسد النسائي في الوقت ذاته؛ فهو بالنسبة إليهم مصدر للمتعة والفرجة .

يبدو أن هؤلاء الجهلاء لا فائدة منهم في الدنيا الا أنهم يأكلون ويشربون ويتناكحون ( فهم كالأنعام بل هم أضل )، فلم نرى منهم سوى نشر العبث واللعب والفوازير عبر صفحاتهم أوعبر مواقعهم الالكترونية المختلفة  لكن لا عجب في ذلك ، فهم الذباب الألكتروني الذى أصاب المجتمع بالأمراض والفيرسات

أكتوبر 22, 2019