يتمتع الكاتب بحرية في احداث
روايته؛ فيبدأها بداية سعيدة و ينهيها نهاية مأساوية أو يعجب بالتفاؤلية و إن كانت
على حساب الواقع
و على هذا فإن الشخوص ايضا
يتحركون لا بحريتهم بل بحرية الكاتب فيضحكون و يبكون و يسعدون و يبكون كل هذا بأمر
و موافقة من الكاتب
أما الكتب التي تعتني بالسيرة فقد
لا يستطيع الكاتب أن يسيطر على الاحداث و الشخوص فيها ؛ فلو تفحصنا كتاب "رحلة
الضياع؛ ذكريات لاجئ" للكاتب الفلسطيني جمعة حماد لوجدناه ينقل صورة طبق
الأصل عن حياته في بلدته"بئر السبع" و هي أكبر مدن "النقب" و
ذكرياته هناك و شخصيته التي تعكس ثقافته ثم يصور سقوط "النقب" تصويرا دقيقا و لا ينسى ارتفاع الشهداء فيثير
الشجون و يشحذ الهمم
أما الكتاب الذين سردوا قصصا
تعالج أفرادا أو مجتمعات فقد تحكم بعضهم في سير الاحداث و الشخوص فبدأوا ذلك
كله و انهوه بما يستسيغه البعض و ينكره
آخرون
ففي رواية "الأشجار و اغتيال
مرزوق" للكاتب عبد الرحمن منيف تجد احداثا مقلقة غير منطقية؛ فمدرس الجامعة
عبد السلام منصور هجر وطنه بسبب تكميم الأفواه ليلتقي بإلياس نخلة الذي هجر وطنه
ايضا بسبب المصائب التي ألمت به و خسارته للمال الذي ورثه عن أبيه و ينتهي المطاف
بعبد السلام منصور الى ان ينتحر بعد ان يموت صديقه مرزوق قتلا
إنها أحداث مترابطة كأن من كتبها
يريد ان ينهي روايته بطريقة سريعة خشية الملل؛ و لكن المتمعن يدرك أن الكاتب يريد
بهذه الأحداث المأساوية المتكررة ان يثبت ان المواطن العربي مهزوم من الداخل و هو
معرض للانهيار في أي لحظة
0 comments:
إرسال تعليق