مشاهد مأساوية يستيقظ عليها الجميع ، من جرائم القتل والعنف ، تهز وجدان المصريين ، وأصبحت محاضر الشرطة وقاعات المحاكم مسرحا للنزاع والتحقيق في قضايا سفك الدماء ، والذى أصبح أمرا سهلا وبسيطا بين الأشقاء ، وبين أبناء الوطن الواحد ، ولاتفه الأسباب ، ولعل الكل تابع أخر ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي، ومقطع فيديو لكمسري بأحد القطارات المتجه إلى الأقصر، ألقى شابين من القطار وهو في غاية السرعة؛ لعدم حوزتهما على ثمن تذكرة القطار ، ولقى أحد الراكبين مصرعه تحت عجلات القطار، وأصيب الآخر بإصابات بالغة الخطورة، نتيجة الفعل الغريب الذي قام به الكمسري ، وقبلها سحل مواطن أمام المارة حتى الموت .. ومقتل خمسة فى خلاف بين عائلتين.. و.قتل طفلة صغيرة ووضعها وإشعال النيران فيها .
مشاهد كثيرة تنذر بحياة مرعبة ومخيفة ، تجردت كل معاني الإنسانية من هؤلاء الشياطين ( بالتأكيد : أقصد شياطين البشر ) ، وأصبحت أرواح البشر رخيصة في زمن بلا أخلاق ولا قييم ولا مبادئ ، هل يوجد سبب يقبله عقل يجعل كمسري القطار يلقي بشابين من القطار وهو مسرع ليلقوا حتفهما ؟
فماذا نقول عندما نعلم أن السبب تافه وهو رفض هذان الشابان دفع أجرة القطار والتى لا تتجاوز ال70 جنيها ، لعدم امتلاكهما ثمن التذكرة ..
أما الأمر الأكثر رعبا وفزعا هو السلبية والتبلد الذي أصاب معظم الناس ، فكلنا نعلم أن عربة القطار يكون فيها قرابة ال100 راكب ، فلماذا لم يتدخل الركاب لحل المشكلة بين الكمسري والشابين قبل حدوث الكارثة ؟ اما بدفع التذكرة لهما ، أو بمنع الكمسري من هذا التصرف الارهابي ..
هكذا صار المجتمع ساحة للعنف والجريمة .. فما الذى حدث؟ هل هى إفرازات أزمة اقتصادية تدفع بحممها فى مجتمع يعاني ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية السيئة ؟ هل هى أزمة بطالة فى مجتمع تتمدد فيه طوابير الخريجين كل عام؟ أم أزمة إعلام يضخ فى عقول الشباب بذور الفتنة والعنف كل يوم؟ فالفن الحالي بما يقدمه من أعمال درامية وسينمائية يعمل علي تغيير المجتمع بلون الدم من خلال ماتعرضه هذه الأعمال من مشاهد عنف وابتزال وتجاوزات أخلاقيه ولفظية وسرقة واغتصاب وبلطجة , ما يجعل التقاطها من قِبَل المشاهد أمرًا سهلا , أم هى أزمة تعليم فشل فى صياغة عقول جيل جديد قادر على تحمل المسئولية ومواجهة تحديات المستقبل ؟ أو ربما تكون بسبب غياب الأسرة والتى فقدت دورها الرقابي على الأبناء , وضعف التربية والأخلاق ...
ظاهرة العنف والبلطجة والقتل تهدد الأمن الاجتماعي وتدق ناقوس الخطر لمرحلة خطيرة وحاسمة تمر بها مصرنا الحبيبة بعد فترة عصيبة من الثورات , ومحاربة الارهاب والمتربصين في الداخل والخارج ...
ماذا حدث لنا ؟ كنا فى قديم الزمان نتعايش بالاخلاق ، ونتجاور بالحسنى ، ونتعامل بالأدب ، فلماذا اختلت هذه القيم وانهارت مكارم الأخلاق وأصبحنا وكأننا نعيش فى الغابة . والتى تقوم فيها الحياة على الاقتناص والهروب .
الى هذا الحد نعيش اليوم اسوا حالات التمزق والتردى والموت البطىء ونتمرغ فى الوحل عاجزين عن مواجهة ما يحيط بنا من عوامل الدمار والانهيار . ووصلنا الى قمة الانهيار فى الاخلاق والقيم . واصيب المجتمع بامراض خطيرة يصعب الشفاء منها : كالعنف والغل والحقد والكراهية , بجانب الجهل والتخلف الذى نعيش فيه .
أفيقوا أيها المصريون
مصر تبكي إليكم..... مصر تشتكي لكم.... مصر تشتكي منكم.....
لا تنتظروا الدولة... وحدها لن تستطيع... التيار شديد جدا !!!!!...
وأنتم السبب في شدته... لأنكم لم تتحركوا , لن تراقبوا أولادكم , وتركتموهم فريسة لاعلام فاسد أو ضيوف مأجورين... أو تجار عملاء... !!!!!
أفيقوا أيها المصريون
احذروا .. انتبهوا.. أرجوكم.. افيقوا.. الدولة وحدها لن تستطع بمفردها.. فهي بكم لأنها منكم ولكم..
حافظوا على هويتكم المصرية .....
حافظوا على عاداتكم وتقاليدكم الطيبة ....
حافظوا علي أمنكم ومؤسساتكم ......
حافظوا على أولادكم وبناتكم من الضياع ........
فمصر لن تحتمل .. لا دمووووع........ لا آهاااااات......... لا دماااااااء أخرى ........
0 comments:
إرسال تعليق