ذكرت في المقال السابق بلطجة الشوارع
وخطورتها ودوافعها وطرق علاجها، وهي بلطجة المواجهة أو الشخصية المضادة للمجتمع.
وفي هذا المقال نتعرض للبلطجة عن
بُعد وهي البلطجة الإلكترونية وبالأخص بلطجة مواقع التواصل الإجتماعي.
كثيراً ما تواجهنا هذه الظاهرة من
خلال تعاملنا مع المواقع المختلفة على الشبكات العنكبوتية لقضاء بعض الأعمال أو
التصفح لبعض المواقع حيث تجد نفسك مضطراً لمواجهة هذه الظاهرة والتعامل معها حسب
شخصيتك وثقافتك.
رأيي الشخصي أن من أشد انواع هذه
الظاهرة هي الأفلام التي تشرح وتعلم البلطجة بتفاصيلها من خلال الأفلام الطويلة ثم
اختصار هذه الأفلام في مقاطع صغيرة تحتوي على خلاصة ما يريد المؤلف بثه وإشاعته
بين الشباب ونشر ذلك على اليوتيوب.
كذلك حينما يفرض البعض على المجتمع (
من خلال الأفلام والبرامج ) شيئاً ليس من عاداته ولا تقاليده ولم يتربى عليه كأفلام
العري وتجارة المخدرات ونشر ثقافة أن القوة والوساطة والمحسوبية فوق القانون فهذا
نوع من أشد انواع البلطجة.
كذلك الإعلانات التي تفرض نفسها على المتصفح بكل
وقاحة سواء دينية تناقض الدين الرسمي فتدعو إلى ملة أو نحلة لا يستطيع المتصفح
البسيط ان يتعامل معها وربما وقع في حبالها، أو تجارية توقع المتصفح في مشكلة
مالية أو ثقافية توقع المتصفح في مشكلة أخلاقية وكل هذا في النهاية سببه سياسة
الفرضية الإجبارية على المتصفح في صورة بلطجة تشمل ضياع الوقت والمال وربما
المروؤة.
* أما عن التنمر الإلكتروني والذي
ينشط بقوة على مواصل التواصل الإجتماعي فحدث ولا حرج حيث الوقاحة بلا حدود وارتفاع
درجة التنمر بصاحب الرأي المخالف واستعداء الآخرين عليه ليسلم ويتراجع عن رأيه أو
ينسحب ويحذف ما قام بكتابته مما يعبر به عن رأيه الذي هو في الأصل حرية وحق مكفول
له.
من العجيب أن تجد أن أضعف الناس على
أرض الواقع العملي هم أشد الناس وأقواهم تنمراُ في العالم الإقتراضي حيث يعانون في
الواقع من كبت وضعف في أحد جوانب حياتهم الواقعية أو ممارساتهم الثقافية والسياسية
والدينية كذلك ، فبينما هو في الواقع مجرد ثعلب يعيش بمكره وتلونه بين الناس تجده
في العالم الإفتراضي أسد مفترس لكل من يخالفه الرأي ، وهذه الظاهرة المقيتة يعاني
منها أرباب الأقلام وأصحاب الرأي والفكر حيث يعيشون حالة من التنمر والتحرش من
صفحات غالبها وهمية اسماً وواقعية.
في الحقيقة بحثت عن علاج لمثل هذه
الحالات فلم أجد إلا زيادة الثقافة والتعلم والوعي الديني وتعليم أبنائنا وبناتنا
طرق مواجهة هذا النوع من التنمر مع الحرص الشديد ألا يقعوا في شباكهم مع الإعتزاز
بثقافتنا والتمسك بقوة الشخصية والثبات على الرأي فيما نقول أو نكتب.
**كاتب المقال
كاتب مصرى
وخطيب وإمام
بأوقاف الدقهلية
0 comments:
إرسال تعليق