ثمار الخاطر هو كتابى الأول والذى أعتز به كثيرا لأنه كان بداية طريقى إلى الكتابة وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الإجتماعية والتى أراعى فيها الإختصار مع قوة الفكرة قدر الإمكان وتلك هى مدرستى فى الكتابة حيث لا أميل إلى الإطالة التى تكون مملة فى بعض الأحيان إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك ، وقد قررت نشر سلسلة مقالات كتابى بشكل أسبوعى من خلال جريدتنا المتألقة والواعدة "الزمان المصرى"
وسوف أقوم بكتابة هذه المقدمة فى يداية كل مقال حتى يتمكن من فاته قراءة المقالات السابقة فهم الأمر.
( الإستعمار)
كلمة يكاد يعرفها كل البشر ، بل وذقنا مرارتها أيضا فى منطقتنا العربية ، ولكن هل للإستعمار شكلا واحد أم أشكالا متعددة ؟
فالكل يعلم الشكل المعروف و هو الإستعمار العسكرى من خلال إحتلال قوات عسكرية لدولة معينة أراضى دولة أخرى .
وهذا نوع واحد من أنواع الإستعمار ، فهناك أنواع أخرى ، مثل الإستعمار الإقتصادى والإستعمار الفكرى والإستعمار العقائدى ومن الممكن أن نسميه غزوا إذا أردنا الدقة.
والسؤال هنا : ماهو النوع الأخطر ؟ أنا أرى أقلهم خطرا هو الإستعمار العسكرى ، لأنه يكون شيئا ظاهريا ويمكن مقاومته ولا يستطيع خداع الشعوب ، وبالتالى فإن كل ما يأتى منه يكون مرفوضا.
ونحن كعالم عربى ذقنا مرارته كما أسلفت سابقا
وكافحت الشعوب حتى تخلصت من هذا الإستعمار باستثناء فلسطين المحتلة إلى الآن، ولكن ترى هل انتهينا من محاولة إستعمارنا ؟
والظاهر للعامة أنه نعم نحن نعيش فى إستقلال وللأسف لا يدرك كثيرون ما يحاوله المستعمر من غزو جديد ولكن بطريقة أخرى و هو الغزو الفكرى الذى هو من أخطر أنواع الغزو أو الإستعمار ، لأنه يقدم بطريقة جميلة خادعة تكون عبارة عن ما يسمى ، ثقافة وتحضر وغير ذلك من المسميات ، وبالتالى تتقبلها الشعوب بكل سرور لأنها فى نظرهم أمر صحى ، ولا يدرون أنها أقوى أنواع الإستعمار التى تشوه أكثر آلاف المرات من الآلات العسكرية وذلك لأن الآلة العسكرية تدمر أشخاصا بقتلهم ومبانى بهدمها ولكنه لا يقضى على وجود دولة أو أمة ، لكن الغزو الفكرى يدمر مجتمعات بأكملها لأنه يبدد فيها قيما ومبادئا ويفرض عليها أفكارا أخرى وهذا لا يحدث مع شعب بعينه ولكنه يحدث مع معظم الشعوب ، فلابد أن ننتبه من أنواع الإستعمار الأشد خطورة ، وعلينا أيضا أن نتمسك بالقيم والمبادئ التى نشأنا عليها لأن لكل أمة فكر وقيم ومبادئ مختلفة هى التى تحدد هويتها ، فإذا ما تبنت غيرهم فإنها تكون فى هذه الحالة كالشخص الذى يسير فى الشارع وقد حمل هوية شخص آخر.
وبالطبع هذا لا يجوز وإلا أصبح شخصا بلا هوية حقيقية ولا ترضى أمه لنفسها ذلك.
لذا يجب على الأمم التمسك بهويتها خيرا لها بدلا من أن تضيع بين الأمم ، وهذا الدور هو طبعا لشباب الأمم لأنهم النواة، فإذا فسدوا ، فسدت الأمة ولا يوجد مانع من الإتطلاع على الثقافات الأخرى لمحاولة الإستفادة منها ، ليس للتقليد الأعمى وفقط.
0 comments:
إرسال تعليق