• اخر الاخبار

    الجمعة، 22 فبراير 2019

    حسن بخيت يكتب عن : " مجرد وجهة نظر "



    لا أحد يجهل أهمية التشجيع والتحفيز في حياة الإنسان بصفة عامة وفي كل المجالات ، وأهمية ذلك في العملية التعليمية بصفة خاصة ، بل أصبح التعزيز مطلب أساسي وحيوي لأبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات، ويمثل التكريم تحفيزاً على الجهد والمنافسة والعطاء، وله فوائد عدة تعود نتائجه على المجتمع والفرد بصفة خاصة، كما إنه يترك انطباعا بالفخر والفرح والغبطة لدى صاحبه، لكن ما أراه متبع في معظم المدارس، إن لم يكن جميعها ، وأرى ذلك كل عام ، وبنفس الطرق التقليدية المتبعة ، فأنا قبل أن أكون كاتب صحفي ، ابن المؤسسة التعليمية في المقام الأول ، فمنذ 20 عاما وأنا أعمل في المجال التربوي التعليمي ، أما الكتابة والصحافة فهي موهبتي في المقام الأول ..
    نعود لموضوعنا ، فما إن يتم الإعلان عن نتائج الاختبارات ونتيجة الفصل الدراسي الأول ، ومنذ الأسبوع الأول لبداية الفصل الدراسي الثاني، وتبدأ معظم المدارس ، إن لم يكن جميعها، بتكريم الطلاب المتفوقين ، أو ما يطلق عليهم الأوائل أو " الطلاب المجيدون"
    وقد تختلف طرق ومعايير تكريم المتفوقين من مدرسة إلى أخرى شكليا ، أما مضمون التكريم عند غالبية المدارس يكون بطريقة واحدة وهى تكريم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى ( الأول ، والثاني ، والثالث ) من كل صف دراسي دون النظر إلى النسبة المئوية لمجموع الدرجات ، فهم يكرمون بناء على تفوقهم على أقرانهم في الصف الدراسي الواحد ، وليس بالضرورة أن يكون بناء على تفوقهم الدراسي وارتفاع معدلاتهم الدراسية،
    هذا التكريم من وجهة نظري الشخصية لفئة معينة نتيجة لتفوقهم عن أقرانهم في صف واحد، وفصل دراسي واحد فقط ، في وقت لم ينتهي العام الدراسي بعد ، وما زالت الفرصة لجميع الطلاب بتحسين نتائجهم ،ولم يفق أبناؤنا بعد من استيعاب نتائجهم، فقد تجد كثيرا من الطلاب وقد أجتهدوا في الفصل الدراسي الثاني ويحصدوا على مراكز متقدمة بعد احتساب متوسط الفصلين الدراسيين ( الأول والثاني ) ، في حين تجد أصحاب المراكز الأولي في الفصل الدراسي الأول لم يحالفهم الحظ ، وقد يخفقوا في نتيجة ودرجات الفصل الدراسي الثاني ، ويكون مجموع درجاتهم للفصلين غير مؤهل لهم بحصولهم أى مراكز تستحق التكريم ، ناهيك عن رد الفعل السلبي الذى تخلقه طريقة هذا التكريم لدى الآخرين من أبنائنا وبناتنا وتتسبب في مشاعر سلبية بين الطلبة والمعلمين، وتولد مشكلات نفسية لدى الطلبة الآخرين، كما تخلق توترا بين الطلاب، سواء في المدرسة أو في المنزل ، خاصة في الصفوف التى يكثر فيها المتفوقون ويزيد التنافس فيما بينهم..
    وبهذه الطريقة المتبعة لن يكرم سوى ثلاثة طلاب فقط في كل صف مهما كانت درجات بقية المتفوقين مرتفعة، وفي صفوف أخرى قد يكرم طلاب ليسوا في حقيقتهم متفوقين من حيث النتائج، وإنما جاء تكريمهم بناء على كون درجاتهم أفضل من درجات أقرانهم الآخرين فهم أفضل الضعاف أو متوسطي المستوى الدراسي، وهذا يعني أن المدرسة قد تكرم طلابا ربما تكون نسبتهم العامة 70% أو أقل من ذلك في بعض الأحيان ، وقد تحرم طلابًا من التكريم في فصول أخرى قد تصل نسبتهم 90% أو أكثر من ذلك، وهذا ما عايشته بنفسي مع ابني العام الماضي، والذى لم يكرم رغم أن معدل نتيجته بالفصل الدراسي الأول كانت 93%، فقد تم تكريم الثلاثة الأعلى معدل في نفس الصف ، فكان ترتيبه بنسبة 93% بالمركز الخامس .
    تساؤلات تفرض نفسها ، أطرحها على القائمين والمختصين على العملية التعليمية ، وهى مجرد وجة نظر لا أكثر ...
    -- هل تعتبر هذه الطريقة هى الطريقة المثالية في التعزيز ؟ وهل تحقق العدالة بين الطلاب في تكريمهم ؟
    -- لماذا لا يتم الانتظار حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني حتى تكتمل الدرجات لجميع الطلاب ؟، ويتم تكريم الطلاب بداية كل عام دراسي ..
    -- كيف يتم تكريم الطلاب الحاصلين بمعدل فوق ال 90% بنفس تكريم الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ والحاصلين على معدل يصل إلى 80%، وقد يصل المعدل إلى 70% في بعض الأحيان ؟
    -- لماذا لا يتم تكريم طلاب الفصل الدراسي الثاني والحاصلين على معدلات التفوق، مثلما حدث مع أقرانهم في الفصل الدراسي الأول ؟ ...فمعظم المدارس لا تكرم طلابها في الفصل الدراسي الثاني، حيث أن الطلاب بعدها سيقضون إجازة نهاية العام الدراسي
    -- ماذا عن حالة ولي الأمر والذى يجد ابنه من الراسبين في مادة أو أكثر في نتيجة نهاية العام الدراسي ،رغم أنه كان من المكرمين في الفصل الدراسي الأول ؟وذلك لان تكريمه جاء بمعدل 65% !!
    -- لماذا لا يكون التكريم حسب الدرجات والمعدلات العامة دون النظر إلى ترتيب الطالب على الصف ؟ ... ففي حال كانت درجاته مرتفعة فترتيبه على الفصل سيأتي نتيجة طبيعية لمستواه الدراسي ، بحيث يكون التكريم لمعدل يبدء من حصول الطالب على معدل 80% فأعلى أو 85 %فأعلى أو 90% فأعلى , كل مدرسة على حسب مستوى طلابها في التحصيل الدراسي ، ومستوى طلابها العلمي ،وعلى ضوء هذه النسبة المحددة يقسم الطلاب إلى مستويات كالمستوى الأول ويكون من 95% فما فوق، والمستوى الثاني يكون من 90% فما فوق ، والمستوى الثالث يكون من 80% وما فوق ، وهذا التكريم بهذه الطريقة يعني أنه سيقصر على المتفوقين فقط مهما قل أو كثر عددهم، فهو تكريم حسب الكيف لا الكم، إذ ليس محكومًا بعدد محدد، فقد تكرم مدرسة ما عددًا كبيرًا من الطلاب، كونهم يستحقون التكريم، وقد تكرم مدرسة أخري عددًا قليلا فقط كون هذا العدد القليل هو المستحق فقط للتكريم ...
    إنتهت وجهة النظر ... وللحديث بقية ..
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " مجرد وجهة نظر " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top