قال القلم لماذا لا تكتب.. قلت وهل
يستطيع قلمي أن يكتب عن رجل بقدر وحجم هذا النبيل الخلوق ..منذ سنوات بعيدة كنا نسمع عنه( عامل بسيط مكافح ومناضل) ومعارض شريف لم يكتسب من مشواره السياسي الممتد
لسنوات خادما ومدافعا عن حقوق الغلابة ومن موقع اليسار .
طلب القلم مرة أخري أن أكتب فقلت له حياء وأدبا
كيف اكتب عن رجل حُمِل "بضم الحاء"
علي الأعناق وفي كل انتخابات حرة ونزيهة كان الأول علي أقرانه. عارض من أجل مصالح الناس ووقف في خندق الوطن
عندما تعرض للمخاطر .
وأخيرا طاوعت نفسي وكتبت عنه أنه
البسيط الفقير الغلبان حبيبي وحبيب الملايين يعرفه القاصي والداني من أبناء شعبنا .
نصيرا للحق ظهيرا للمكلومين والغلابه .
لم يبحث يوما عن الشهرة ؛ بل كانت أفعاله
هي من شهرته . ذاع صيته وانتشر خبره انه ( البدري فرغلي ) اسمر بوجه الأرض التي
نشأ فيها شهم وجدع كعادة المدينة الباسلة ..تراه فتجده مصريا أصيلا قريبا من الناس
كل الناس . قد تختلف معه إلا انك لا تملك إلا الاحترام والتقدير أمام شخصيته المتفردة الواعية ..مثقف كما لو
كان حاصلا علي الدكتوراه ..يتحدث في كل العلوم وقارئ جيد لكل ما يدور حوله .
البدري فرغلي سياسي من طراز فريد ومختلف هو علي درب النبلاء سار ومازال تلميذ نجيب
للراحل خالد محي الدين وزميل كفاح ونضال ابو العز الحريري وقباري عبد
الله وعادل عيد ..
يظل الرجل البسيط هو الانقي والابقي .. جاهد تحت
قبة البرلمان والمضابط مسجلة ،وامتد نضاله خارج البرلمان كان صاحب دعوي المطالبة
بالعلاوات الخاصة لتحسين دخول طبقة كبيرة وعريضة.. وفي أروقة المحاكم ودهاليزها ..
خاض المعركة النبيلة والشريفة.
واخيرا ..صحيح أنه
لم يكن وحيدا فقد كان خلفه تسعه ملايين هم أرباب الحاجات ( المعاشات) ..صدر الحكم
التاريخي الذي يعد وثيقة تدرس في مدرجات
كليات الحقوق و الأكاديميات . قال قضاه
الادارية العليا كلمتهم للتاريخ وللزمن وسطروا أنبل الكلمات وانتصروا كعادتهم
للغلابه ..
الآن ربما عرفتم لماذا كان الحياء
وعدم التجرأ في الحديث عن الرجل الذي قدم
ولم ينتظر وضحي ولم يطلب الجزاء الا من الله، انه ابن مصر البدري فرغلي ..
**كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق