كتب
الأستاذ مأمون الشناوي عن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للأستاذ أحمد
المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حيث وجه بالبحث عن أم كلثوم أخرى، وكذلك
شعراوي آخر، إلخ... الأستاذ في مقاله وصف الداء ورصد الدواء فقال:
في ظل
وجود توريث وفساد، لا تنتظروا مواهب. كلام من الآخر، هذه هي الحقيقة المرة. لا
تقولوا إن الأرض أجدبت وجرداء وقاحلة، لا والله! مصر على مر الزمان والمكان أرضها
خصبة وولّادة، لكن الظروف غير المواتية وغير الملائمة هي التي تقتل المواهب وتحكم
عليها بالإعدام. عندما تتاح الفرص، سنجد عشرات من أم كلثوم، ومئات من الشعراوي،
وسنجد سميرة موسى وعلي مصطفى مشرفة في كل العلوم والفنون. الأرض التي أنجبت طه
حسين ومحمود شلتوت ومحمد عبده قادرة على إنجاب غيرهم. وهذا ما استشعره الرئيس
بنفسه عندما وجه بالبحث عن المواهب. والمعنى: ابحثوا عن أسباب غياب المواهب، وما
هي الظروف التي تقف حجر عثرة أمام انزواء النوابغ والتي حالت دون ظهور هؤلاء؟
في كل
الهيئات والمؤسسات، في المعاهد والمدارس والجامعات، هناك نوابغ، لكنهم لظروف
متعددة يتوارون ويتولون إلى الظل، بحثاً عن سلامتهم النفسية والجسدية. والمؤسف
أننا نرى النطيحة والمتردية وما أكل السبع، وهم يتقدمون الصفوف ويجدون من يَحنو
عليهم ويأخذ بأيديهم إلى بر الأمان.
في
الإعلام كما في غيره، أساطير وأعلام، عندما تمهد لهم السبل، يبدعون ويبتكرون
ويلمعون.
وفي
علوم الدين، مصر هي القبلة لمن أراد الاستنارة. رحم الله من رحل بجسده، وبارك في
الأحياء وهم كُثر.
عذراً،
النوابغ لا يحتاجون إلى كشاف يجوب القرى والنجوع، يحتاجون فقط إلى إزالة الركام
وفتح الطريق وغرس روح الثقة بالنفس.
عندها
سنجد الشعراوي وأم كلثوم وغيرهم كثير.
فقط
علينا بتمهيد الطرق وفتح الآفاق.
وما ذلك
على الله بعسير.
**كاتب
المقال
كاتب
وباحث

0 comments:
إرسال تعليق