عم السيد - رحمه الله -
نموذج " فريد "
يعشق العمل والالتزام
والانضباط مسلكه دون التفات او استهتار ؛
فبعد صلاة الفجر ينطلق إلى العمل ،
وهناك وقت ما
قبل الفجر
كما قال لى :
يؤدى فيه ركعتين
لله باخلاص ؛
ثم يباشر طهى " الفول"
وتجهيزه ٠٠٠!
فقد بات متقن
الفول والطعمية ، وما يتعلق بهما من جرجير وطرشى
، وبصل ،
وبات له زبائن من
فصيلة " البسطاء "
•••!
ملتزمين " عربة الفول"
فى أوقات محددة ،
والتى باتت فى الحى " شهيرة"
حتى ان بعض {اصحاب المعالى}
يمرون عليها
ويسعدون بتناول الفول والطعمية ؛
حتى بعد ان بات صاحب "عمارة"
واتته الدنيا تريد ان توقفه عن مساره
الاخلاقى البسيط ، لم
يتغير كما تغير الآخرين ، بل كان ثابتا قويا كأن هذا المال لاشيء
حتى انه صنع " مصطبة" خاصة
يجلس عليها،
{معتبرا} دون ان يدرى به احد •••!!!
ويباشر عليها احيانا بعض الاعمال ،
شاء القدر ان اجلس عليها معه وهو يقوم على بعض ما يلزم
لتجهيز الطعام ،
ولا مانع ان
يركب " عجلة " او " بطة "
او " تروسيكل "
المهم ان كل هذا فى اطار اداء واجبات العمل ومقتضياته٠٠٠
حظيت بالجلوس معه مرات ومرات ،
أتعلم منه ،
فقد كنت أراه " ملكا " فى هذه الحياة الدنيا ،
لا يأبه لقائل او متقول ؛
فهو يملك قوة إيمانية خاصة؛
مؤداها : عمل باخلاص٠
وصدق هذا العارف الذى قال له
احد الأمراء
سلنى حاجتك ٠٠٠؟؟؟!
فقال له العارف :
او لى يقول ، ولى عبدان هما سيداك٠٠؟!
قال ومن هما ؟
قال : الحرص والهوى، فقد غلبتهما وغلباك، وملكتهما
وملكاك ٠٠٠!
نعم فقد انتصر [عم السيد ]على
الحرص والهوى ،
بقوة إيمان ،اعطته
نيشان التواضع،
وقلادة الحب ،
واخلاص العمل ؛
كان عم السيد قد بلغ ارذل العمر ،
وقد باتت كلماته
قليلة فتركيزه الأعمال الطيبة
النافعة
، فاذا اقتربت
منه تسمع الحكمة ؛
بات كما يقال :
مؤمن عارف حفظ
الله له عقله ،
فبات له استقلال فى " عمله " ٠
فالعمل منه يخرج
،مثمر وطيب ونافع
وفيه لك ان تقول :
فلما استبان الصبح ادرج ضوءه
بانواره انوار ضوء الكوكب
قال سيدى بن عجيبة فى هذا المشهد ؛
[ استقلال العبد بعمله ،
هو مثل بروز الزرع من منبته،
ووفور بصيرته هو اخراج حبه فى سنبله ،
وبدو لائحة من سلطان المعارف هو اصفراره،
وظهور انوار التوحيد التى تفنى وجوده وتغمره فى وجود
الحق هو صيرورتها حطاما ٠]
شاء القدر العظيم ان أحظى بلقاء عم السيد فى مرحلة
احسبها من انوار التوحيد؛
ولازال الخلف مواصلا الرحلة ،
ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ٠٠؟!

0 comments:
إرسال تعليق