تقرير- محمد السباعى
تنطلق
صافرة البداية للعرس الإفريقي على إيقاع مواجهة نارية تجمع المغرب وجزر القمر،
لقاء يبدو على الورق محسومًا، لكنه في ميزان الكرة الإفريقية لا يعترف إلا بالجهد
والجاهزية. افتتاح يحمل رسائل مبكرة: لا مكان للأسماء وحدها، ولا قيمة للتاريخ إن
لم يُدعَّم بأقدام تركض وعقول تُحسن القراءة.
في
الجهة الأخرى من القارة، يبدأ حلم الفراعنة رحلة جديدة بحثًا عن النجمة الثامنة،
حلمٌ قديم يتجدد، لكنه هذه المرة يحمل عنوانًا خاصًا: أن يكون التتويج الأول في
تاريخ محمد صلاح مع المنتخب. مفارقة قاسية أن يكون أحد أعظم لاعبي العالم حاضرًا
في كل الأحلام، وغائبًا عن منصة التتويج القاري.
رؤية
فنية… وأزمة هوية
المنتخب
المصري يدخل البطولة بأسئلة أكثر من الإجابات. الأداء في المحطات الأخيرة لم يمنح
الاطمئنان، والهوية الفنية ما زالت ضبابية بين واقعية مفرطة تُجيد الدفاع، وعجزٍ
عن صناعة اللعب في الثلث الأخير. الاعتماد شبه الكامل على الحلول الفردية، وعلى
ومضات صلاح تحديدًا، يضع الفريق في مأزق تكتيكي متكرر: ماذا نفعل حين يُغلق الخصم
المساحات؟
الكرة
الإفريقية تطورت، والمنتخبات الصغيرة لم تعد تخشى الكبار. الضغط العالي، التحولات
السريعة، والجرأة الهجومية باتت أدوات الجميع. وهنا يظهر التحدي الحقيقي لمصر: هل
نملك خطة لعب واضحة؟ أم نراهن فقط على التاريخ والاسم؟
صلاح… العبء
والفرصة
محمد
صلاح ليس مجرد نجم، بل مشروع بطولة كاملة. غير أن تحميله كل شيء يظلمه ويُضعف
الفريق. المطلوب منظومة تخدمه، لا منتخب ينتظر معجزته. البطولة قد تكون فرصته
الأخيرة أو الأهم، لكنها لن تُمنح بالنيات، بل بتوازن حقيقي بين الدفاع والهجوم،
وبين النجومية والعمل الجماعي.
النقد
الصريح
بطء في بناء الهجمة
غياب صانع اللعب القادر على كسر التكتلات
تراجع في الفاعلية الهجومية رغم كثرة الاستحواذ
خوف مبالغ فيه من المجازفة
كلها
مؤشرات إن لم تُعالَج مبكرًا، فستجعل الحلم هشًّا، مهما بدا الطريق سهلًا في
بدايته.
الخلاصة
العرس
الإفريقي لا يرحم المترددين. والمجد لا يُهدى لمن يعيش على أمجاد الماضي. إذا أراد
الفراعنة اصطياد الحلم الثامن، فعليهم أن يلعبوا بعقل الحاضر لا ذاكرة التاريخ،
وأن يمنحوا صلاح منتخبًا يشبهه: جريئًا، سريعًا، لا يخاف من المواجهة.
وإلا… ستبقى
النجمة الثامنة حلمًا مؤجلًا، وحكاية تُروى أكثر مما تُعاش.

0 comments:
إرسال تعليق