واهم من يظن أن القيادة مغنم بل هي مغرم.. العقلاء يفهمون ذلك ويدركونه جيدا. ربما كان المغنم الوحيد الذي يبقي للإنسان كرصيد ثابت هو حب الناس الأصفياء الأنقياء. صحيح انك لا تملك العصا السحرية لإرضاء الجميع هذا مستحيل بطبيعة الحال وبعد رحله طويلة وممتدة اجزم أن ماكان لله دام واتصل وان الدوام من المستحيلات هذا أمر مسلم به يدركه الحكماء ويبقي رصيد المودة والحب هو الكنز الذي لايفني.
استيقظت
صباح اليوم مبكرا فوجدت عدد من الرسائل علي الواتس أب منهم من يدعو لك بصلاح الحال
وآخر يبعث برسالة استنهاض للهمم ..ربما كان أبرزها رسالة من أحد الأئمة قال لي انه
كفيف البصر وانه بعث برسالته إلي شخصي الضعيف تبرئة له أمام الله . قال الإمام
المبصر بقلبه :أنه كان يكرهني( هكذا قال) ثم استطرد قائلا ذات مرة حضرت الي المديرية
وكانت لي مظلمة والكلام مازال للإمام المحترم وعندما قابلني وعرض مشكلته فوجئ بحل
جزري وسريع لها ..يقول بعدها أحببتك .مرت سنوات ثم تعرض لمظلمة أخري وجاء الي هكذا
قال ففوجئ برفع الظلم عنه والاستجابة لمطلبه .. وانا أشهد الله أنني لا أعرفه ولا
أتذكر اسمه..
الا أن
ما جاء في رسالته هو عهدي مع نفسي ومع الله ربما لقدر الظلم الذي تعرضت له مرات
ومرات وفي كل مرة ( كنت افوض الأمر لله دون غيره)
بعد أن تلقيت
الرسالة الأولي بساعتين تقريبا حمل الي الواتس رسالة اخري وأترك للقارئ الكريم
الاطلاع علي فحواها..
(القيادة
ليست كرسي نجلس عليه. القيادة فن وذوق واحتواء وكيف تقفز بالأسلوب ثم تهبط به ولم
تصعد مشكلة للقيادة للحفاظ على كرسي وأنما ضحكة هنا وابتسامة هناك وعنف هنا يتبعه
لين في الكلام بالرغم من التعامل مع فئات مختلفة الهوى.. وشهدت فترة عملك تقلبات
عليا وسفلي وتقلبات مجتمعية بجد وبصدق تعاملت مع من يجلسون على هذا الكرسي من عام ٨٨
أطول فترة قضاها مدير هنا وبحنكة وحكمة أدرت عجلة القيادة متخطيا عثرات ومطبات
وعوائق وعواصف وامواج كادت ان تعصف بسفينة القيادة ولكن الحكمة والعقل اوصلك الي
بر الأمان. اقول ذلك وانا لست موظفا من قريب أو بعيد لوزارتكم... ربنا يجعلك شمعة
نورها يضئ طريق أولادك وهذه سنة الحياة طرق سريعة ومشاوير طويلة ولكن لكل منها
محطة تصل إليها... قل ماعند الله خيرا وابقى)
انتهت رسالة
صديقي الذي يشغل مركزا مرموقا ولاعلاقة له بوزارة الأوقاف من قريب أو بعيد ..وانا
قد بلغت السن المقرر قانونا ..أقول كفي حب
الناس وكفي دعاء من قلب طيب ..
والحمد
لله رب العالمين..
**كاتب
المقال
كاتب
وباحث
0 comments:
إرسال تعليق