ولد الشاعر نجيب سرور في قرية أخطاب مركز اجا
محافظة الدقهلية عام 1932 كانت عائله نجيب سرور تعمل في الزراعة على غرار سائر
الفلاحين في القرية وكانت الأسر تحصل على قوت يومها من الزراعة وتربية المواشي
وكان تلك الأموال تستخدم في إرسال الأطفال للتعلم في المدارس الحكومية
كان
للبيئة( القاسية والفقيرة) التي عاش فيها سرور دور كبير في تأسيس شخصيته فشبّ على
رفض الاستغلال والإقطاع والمناداة بتحقيق( الحرية والعدالة)
وبعدما
أنهى سرور دراسته الثانوية التحق بالجامعة( لدراسة الحقوق) فيها ولكنه تركها في
السنة الأخيرة كي يحقق حلمه في الانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية وهناك
درس التمثيل والإخراج وتخرج منه ليبدأ حياته المهنية
بدأ عهد(
نجيب سرور) مع الشعر بكتابته قصيدة (الحذاء) سنة 1956 والتي صور فيها ما عاناه
والده من ظلم وقهر على يد عمدة القرية
ولأنه
وكان محبًا للمسرح والتمثيل فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه
ليعمل في مجالي التمثيل والإخراج
سافر
نجيب سرور إلى (الاتحاد السوفيتي) لدراسة الإخراج المسرحي وبعدما عاد (نجيب سرور) إلى
مصر ألف بعض المسرحيات والدواوين الشعرية بجرأة شديدة وصراحة في انتقاد سلبيات النظام آنذاك
انتمى
نجيب سرور خلال شبابه للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) وهي إحدى المنظمات
الشيوعية في مصر
وفي عام 1958 سافر(نجيب سرور) في بعثة دراسية
إلى (الاتحاد السوفييتي) لدراسة الإخراج المسرحي هناك
عانى
سرور خلال تلك الفترة من مشكلتين فقد عمد الطلاب المرافقون له في البعثة إلى كتابة
تقارير أمنية مسيئة بحقه
في حين أن( الشيوعيين) كانوا يشكّون في انتمائه
الشيوعي نظرًا لأنه كان موفدًا ضمن بعثة رسمية
ولكن
شكوك الشيوعيين اتجاه سرور تبددت لما ألقى بعض الخطب الحماسية التي هاجمت نظامي
مصر والأردن لسياساتهما القمعية بحق الناس
ونتيجة لهذه (المواقف الثورية ) المعارضة قررت الحكومة المصرية سحب المنحة الدراسية
منه
بقي
سرور في( الاتحاد السوفيتي) ولكنه لم يكن على وئام مع التنظيمات الشيوعية هناك
ولذا قرر الذهاب إلى( المجر) ومنها عاد إلى مصر
سنة 1964
وألف مسرحية (بهية وياسين) عام 1965وبعدها
بعامين أنهى كتابة مسرحيته الثانية
(يا بهية وخبرني) وفي عام 1969 كتب مسرحية(الكلمات
المقاطعة) وفي ذات العام أصدر مسرحية نثرية بعنوان (الحكم قبل المداولة)
تابع
سرور مسيرته مع المسرح فقدم مسرحية (ملك الشحاتين) عام 1970ولكن العام التالي كان
حافلًا بالمعاناة فقد انتقد سرور بشدة أحداث أيلول الأسود في الأردن وهاجم طريقة (معاملة
الفلسطينيين) في مسرحيته (الذباب الأزرق) مما أثار حفيظه أجهزة الأمن المصرية
حينذاك
ولم تقف
الممارسات القمعية عند هذا الحد فقد جرت
محاولة اغتياله وطُرد من وظيفته ومنع من النشر لبعض الوقت
وهكذا ساهمت كل هذه الإجراءات في خروج قصيدة
سرور الشهيرة (الأميإت) ألى العلن
تميزت
هذه القصيدة بقسوتها الشديدة وبألفاظها الجارحة والخادشة للحياء إذ انتقد سرور
فيها أبرز رموز السلطة في مصر
ولكن
بالرغم من الكلمات الخارجة التي امتلأت بها قصيدة (الأميات) فإنها عبرت عن المرارة
الشديدة التي شعر بها سرور إزاء الأوضاع في مصر
كانت (الأميات) أشبه( بصرخة الرفض) التي أطلقها
سرور ردًا على ما آلت إليه أوضاع بلده.
أصدر( نجيب
سرور) طوال حياته عدة دواوين شعرية نذكر منها(لزوم ما لا يلزم) التي كتبها في
المجر وصدرت عام 1975 وديوان (الأميرات) و(بروتوكولات حكماء ريش) و(رباعيات نجيب سرور) وديوانا (الطوفان) و(فارس
آخر زمن)
ونشر
أيضًا عددًا من المقالات النقدية في بعض الدوريات الأدبية ولعل أبرزها تحت عباءة
أبي العلاء وهموم في الأدب والفنون
ومات (نجيب
سرور) في عام 1978 عن عمر يناهز 46عاما
0 comments:
إرسال تعليق