ظل الازهر الشريف حاملا للواء الإسلام وشريعته، حاميا للغة القرآن، وظل منارة للعلم يبصر الناس ويعلم أبناء المسلمين من دول العالم كافة، ليظل منارة للعلم، وجنديا مدافعا عن أوطان المسلمين، تتحطم في باحته أحلام الطغاة والمحتلين،، وسيظل الأزهر مناضلا ضد الاحتلال إلى أن ينصر الله إخوننا المجاهدين في غزة وفلسطين.
وقد كان ولا يزال إمامنا الأكبر الأستاذ الدكتور " أحمد الطيب" شيخ
الأزهر ، و علماء الأزهر المخلصين هم الأسرع تحركا فى الرد على القضايا العربية
والإسلامية ، ليبقي دائما شيخ الأزهر ، وعلماء الأزهر هم الأسرع والأسبق في
المواقف الحاسمة ، والقضايا الشائكة ، والتى تحتاج إلى وقفة الرجال وخاصة القضايا
المتعلقة بالعقيدة والأديان والثوابت الدينية والتاريخية ، ولعل الجميع تابع
المواقف الشامخة للأزهر ، الشريف ، والتى لا ينكرها الا جاحد ، ولا يرضى عن غيرها
الا عدو حاقد ،
وأتذكر ثلاثة مواقف من هذه المواقف التى وقف فيها شيخ
الأزهر وعلماءه المخلصين موقف الرجال ....
الموقف الأول : القرارات العبثية
والمجحفة التى أعلنها هذا المتطرف
المتغطرس " ترامب "، الرئيس الخاشم لأمريكا ، والذى أعلن فيها بأن القدس
عاصمة لإسرائيل ضاربا" بهذه
القرارات كل القوانين والمعاهدات الدولية
والحقوقية ..
كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد
الطيب، شيخ الأزهر، قد أعلن وقتها، رفضه طلبًا رسميًا من نائب الرئيس الأمريكي،
مايك بينس، للقائه ، وكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة قد تقدمت بطلب رسمي ،
لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكي مع شيخ الأزهر الدكتور "أحمد الطيب"، خلال زيارته للمنطقة
أنذاك ، ووافق الطيب في حينها على ذلك، إلا أنه بعد القرار الأمريكي المجحف
والظالم بشأن مدينة القدس، أعلن شيخ الأزهر رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء،
مؤكدًا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ، ويسلبون حقوق الشعوب،
ويعتدون على مقدساتهم.
وأضاف شيخ الأزهر قائلًا: «كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا
يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورًا عن هذا القرار الباطل شرعًا
وقانونًا».
وحمل شيخ الأزهر الرئيس الأمريكي وإدارته المسؤولية الكاملة عن إشعال
الكراهية في قلوب المسلمين وكل محبي السلام في العالم، وإهدار كل القيم والمبادئ
الديمقراطية ومبادئ العدل والسلام التي يحرص عليها الشعب الأمريكي وكل الشعوب
المحبة للسلام، وتحميل الرئيس الأمريكي تبعات نشر الكراهية التي يعمل الأزهر
الشريف ليل نهار على محاربتها ويسعي لنشر التسامح والمحبة بين كل الناس وخاصة تجاه
الشعب الأمريكي.
الموقف الثاني : في كلمة شيخ الأزهر في إحدي الإحتفالات بالمولد النبوي
الشريف مدافعا عن سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وردا على الحملات
والدعوات المنحرفة التى تدعوا الى الأخذ بالقرأن الكريم فقط في التشريع دون اللجوء
الى السنة النبوية الشريفة .
وفيما يلي نص كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحفـل الكـريم!
السلام عـلـيكم ورحـمة الله وبركاته.. وبعد؛
فيسـعدني أن أتقـدم إليكم وشـعب مصر العريق، وللأمـتين: العـربية
والإسلامية: ملوكا وحكاما وشعوبا، بأطيب التهاني بحلول ذكرى مولد نبي الإنسانية
ونبي الـسلام، صلـوات الله وسـلامه عليـه وعلى إخوته من الأنبيـاء والمرسلين.
هذه الذكرى التي تثير في وعي كل مسلم، ووعي كل من يعرف هذا النبي الكريم
ويعرف سيرته وأخباره، ويقدره حق قدره. عوالم من ذكريات العظمة والعظماء الذين
غيروا التاريخ وأنقذوا الإنسانية، وصححوا مسارها، وكانوا حلقة الوصل في إضاءة
الأرض بنور السماء.
وهذا النبي -العالي القدر العظيم الجاه -الذي يحتفل بمولده -اليوم-قرابة
مليار وثلث المليار من أتباعه في مشارق الأرض ومغاربها، له في رقابنا نحن المؤمنين
به والمنتفعين بسننه وتعاليمه وتوجيهاته، أكثر من حق وأكثر من واجب، لأنه صلوات
الله وسلامه عليه، لم يكن عظيما في باب واحد من أبواب العظمة الإنسانية يشد
الأنظار ويدهش العقول. ولكنه كان مجمع العظمة في كل أبوابها التي تستوجب الاحترام
والتوقير في كل عصر وكل قبيل..
وإنه وإن كان من المستحيل في هذه الكلمة المحددة: زمانا ومساحة، أن نلم بأي
جانب من جوانب العظمة المحمدية، المترامية الأطـراف والأبعـاد والتي اجتمعت لهذا
الإنسان الكامل، فإني لأرجو أن يكون لكلمتي متسع في الإشارة إلى أمر قديم متجدد،
يتعلق بهذه المناسبة الشريفة من قريب أو بعيد.. ذلكم الأمر هو: هذه الصيحات التي
دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها: من
الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة
التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب، في كل ما نأتي وما ندع من
عبادات ومعاملات، وما لم نجده منصوصا عليه في القرآن فإن المسلمين فيه أحرار من
قيود التحريم أو الوجوب..
اما الموثف الثالث : وهو بيان
الأزهر الشريف والذي كان قبل يومين ؛ والذي نعى فيه الأزهر الشريف، شهداء المقاومة الفلسطينية
الأبطال"، رافضا نعتهم بالإرهابيين، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش
الإسرائيلي مساء الخميس مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
جاء ذلك في بيان نشره الأزهر عبر حسابه الموثق بمنصات التواصل الاجتماعي،
قال فيه إنه ينعى "شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال الذين طالتهم يد
صهيونية مجرمة".
وأضاف بيان الأزهر أن "تلك اليد الصهيونية عاثت في أرضنا العربية
فسادا وإفسادا، فقتلت وخربت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة
الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون
دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتبَ به".
وأضاف الأزهر أن "شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق،
أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول
العدو تصويرهم كذبًا وخداعا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى
رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم
وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
وتابع البيان "الأزهر إذ ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية، فإنه يشدد
على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز
المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين".
وشدد الأزهر على أن "المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت
في سبيلها شرفٌ لا يضاهيه شرف".
واختتم بالقول إن "هؤلاء واهمون؛ وسيبقى الأزهر في قلوب المسلمين في
مصر والعالم، وستبقى منهجيته أكثر استقرارا وانتشارا وقوة وحصانة وتأثيرا" وسيظل
دفاعه عن الأمة العربية والإسلامية وقضاياها الشائكة ولن ينتهي رغم أنف المتربصين ..
قال تعالى :{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
0 comments:
إرسال تعليق