المشحوف :بقلم / عايد الطائي

 

         المشحوف من وسائط النقل المائي التي إستخدمها الإنسان منذ أكثر من ٥٠٠٠ آلاف سنة مضت ، وهو أحد أنواعها المتمثلة ب السفن والمراكب والزوارق وكذلك مايسمى ب (البلم) أو (الشختور) وهو الإسم الذي يطلقه سكان جنوب العراق عليه .

      أصل المشحوف سومري ويعني الزورق الصغير والسريع الحركة . كما يعني في لسان العرب لإبن منظور ومعجم المعاني الجامع للكلمات العربية ب (الممشوق) أو( الرشيق ) .        كما ورد معناه أيضاً ب قشر الجلد يمانية .

      شكل المشحوف أستلهم من شكل الهلال الذي هو جزء من القمر و المتجه جانبه المحدب نحو الأسفل . كما أن القمر هو أحد الظواهر الطبيعية التي كانت تعبد في جنوب العراق ويمثل الإله (نانا) السومري في العصور السومرية ، والإله (سين) في العصور اللاحقة لها .

      صُنِع المشحوف من القصب والبردي من خلال جمعها ولفها بواسطة حبال ومليء فراغاتها بالقير وجلود الحيوانات مثل الماعز والابقار والجاموس وغيرها .

 كما صُنِعَ من الخشب أيضاً ولكن لندرة الخشب وغلاء اسعاره جعل من صناعته مقتصرة على بعض الشرائح الميسورة .

     كما إستمدت بعض أنواع الزوارق شكلها من ورقة سعفة النخيل (الخوصة) كون شكلها الانسيابي فضلا عن شهرة اشجار النخيل نفسها وهي رمز من رموز حضارة بلاد الرافدين  ولهذا سمي الزورق أحياناً ب ( البلم ) نسبة الى كلمة balm الإنجليزية والتي تعني شجرة النخيل .

     لم يكن المشحوف هو الوحيد المستخدم في مياه الأهوار والمسطحات المائية والقنوات والجداول والأنهر وفي مقدمتها نهري دجلة والفرات بل ، كانت هناك أنواع أخرى عديدة أستخدمت في النقل والتجارة والإحتفالات الرسمية وغير الرسمية الملكية ومن شرائح المجتمع والدينية وحتى الجنائزية وغيرها بين بلاد الرافدين والبلاد الأخرى المجاورة ومنها بلاد الإغريق والرومان وبيزنطة وفارس والهند وماوراء النهر وغيرها حتى بات لها أسماء معينة نظراً لشهرتها ومكانتها العملية فمنها زوق دلمون وزورق مكان وزورق موهنجدارو الذي كان يمخر عباب البحر ليصل بلاد باكستان والهند عبر مياه الخليج .

**كاتب المقال

باحث وخبير في علوم السياحة

 والآثار والتراث

 

يونيو 24, 2023