• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 13 يونيو 2023

    أنثى الكمان!! ..مسرودة قصصية ..بقلم الروائى / شوقي كريم حسن

     

     


    يقول(عاتي الهايم) الولد المدبج بأنس الحكايات التي لاتعرف الانتهاء و الذي ادمن سكن الكواهين،رافضاً كل ما تطلقه زرازير حنجرة أمي المتوسلة رجوعه،الذي طال لسنوات نسيت حسابها حتى وضعت خيطاً  يابساً من البردي معلماً بعقد متتاليه منكمشة الى بعضها، أخذاً بكياني العارف بمكانته واهمية اعتزاله/— تأمله وحفظ ملامحه،، كمان من ذات قصب النايات التي لانتقن غير الاعداد لقيامتها الابدية،،للكمان قدرات خارقة عجيبة تصيب العقول بالذهول والدهشة، لأنه يجعلنا انصاف ملائكة يتقاسمون احلامهم مع وجوه شيطانية  تملأ الكون بالضجيح والدسائس والمؤمرات،تسعى الى انغام  صاخبة رعناء دون معرفة السبب،الذي يساوي بينهما ،بهدوء تبدء بالسريان،وحين تقف عند بوابات القلب المتصاعد الوجيف ،تتسارع خطاه محاولاً الهروب الى ملاذ اعتياد ايامه،المتكررة مثل اوارق سود بالية مستنسخة،الكمان شجن يدب فوق ملامس الارواح بالفة تثير شبق الاشتهاء الممتد الاطراف دون نهايات،الكمان بشكله الشبيه برأس لقلق مرفوع الهامة يبصر كونه الضاج بالنعيق والثغاء والخوار، بصمت،ماكنت اعرفه قبل اقتحام مدن الطين المدجنة لنفايات المدينة الرافضة لوجودنا الباعث على الاشمئزاز ،خطواتناالمرتبكة  المجيدة للتردد والخوف ،الباحثة بين الانقاض والنفايات عما يثير  ابتهاج الروح الراغبة بالانطلاق،تأخذني الاستغرابات لتفحص ما اراه يشير اليَّ بريبة مشوبة بالكراهيات الدافعة الى الاسى،لم اك ادري لماذا ينظرني سكان المدينة التي حفظت دروبها عن ظهر قلب، دونما احترام واستصغار واضحين ،حاولت مراراً تفسير مبعثهما لكن الفشل الهمني فكرة الرجوع من حيث اتيت،وان كانت أمي ترفض هذا الامر بعناد صبياني قاطع،،لايسمح بالرد والمجادلة،حين علم معلم الصف الثالث باء، الملوح بعصاه الشبيهةبصولجان ملكي برأس تنين ،اني آت من عوالم لم تر تلك اللوحة العجيبة الجامعة للغرائب باسمها الذي ظل يعكر لساني لايام طويله(تتتت لمزيون،،،،تتتتفلزون…تتتبزلون) وما فقهت ماتعني كلمة كهرباء،لوح بعصاه مهدداً مخاوفي التي فاضت بيسر  من بين فخذي المرتجفتين  هلعاً معلم الصف الاول الباقي هناك ما كان ليفعل ذلك/اياك  والاعتداء على  غيرك،..العصا تروض  الشيطان الذي جئت تحمله من قحط مذلتكم ووقاحاتها الملطخة للمدينة بقاذوراتها!!

    اياك والسؤال،،،الصمت وحده مطلوب منك!!

    لسانك  حصانك اجمحه دوماً وان تمكنت اقترب من ضفاف الخرس..لتكتسب رضاي ومودتي،،مثلي لايحب الاتين لتلويث المدينة بحكاياتهم الخرقاء وافعالهم المشينة،،،افهمت؟!!

    طوحت برأسي مثل جناحي إمسكة مصابة بشظية قصبة، معلناً موافقاتي التي لابد منها،  مطلقاً جمجمتي المنقوعة بالوقاحات بالعودة الى ملاذي الشهدي المليء بالبهجة والارتياح، الشختورة الافعوانية المغسولة بماء الحسن تندفع بغنج انثوي يثير شبق الرغبات ،مسيرة متهادية مصحوبة بنداءات الغاق ودجاج الماء ونعيق الكراسيع، تنحدر الاحلام  ببطء حذر ناحية همس الحناجر المتصاعد عند اول خيوط الفجر،اميز صوت أخي الاكبر (عاتي الهايم)المتنامي العشق بين الكثير من الاصوات،المتربعة على عروش البردي والشفلح وهسيس قامات القصب التي تقبل وجه ازرقاق الماء باجلال يرهف الافئدة، حين يطلق

    ( عاتي) جوامح اعماقه لتروح الى حيث مقاصدها، ترفع أمي رأسها متحسرة،تاركة تنور انوثتها يصرخ لهبا،تقول مطلقة حسرات روحها بزعل متلاحق.

    —- ليته يكف عن انين القلب..اتباع هوى القلوب مضيعة للاعمار؟!

    يرد الاب—— لمِ تطالبنه بالكف،،ماكف انين قلبي حتى وانتِ بين يدي،،واعمارنا ما شافت الضيم وما انكسرت انام زمن،،القلب الذي يختار يعرف هواه ولايجعل للشك مكاناً ليخذله!!

    تقول الام— غيرتك الدنيا ما عدت اشم حرائق قلبك مثل قبل انطفأت نيران حنجرتك  الغاوية للاشتياق.. من بعيد كانت حنجرتك تشرني اليك،،اهيم مثل مخبولة عند الجرف صارخة(آآآآ ياونين گلبي)

    يرد الاب ضاحكاً بعد ان يورث سيجارته اللف المليئة بسوادات التذكر— ايا ليت الزمان يعود يوما فاحدثه بما فعل الفؤاد،،اشم ريحك عن بعد،،فتذوب احلامي

    بين يدي الوصال..آآآحاه من ضيمك ياگلبي!!

    ترد الام ناشجة احزانها —مااريد له سلوك دروب العذاب مثلما سلكناها!!

    يرد الاب— اتركي الولد لحاله،،دعيه يمتحن قلبه،، مثلما امتحنا قلوبنا،،واخذناهاالى حيث نريد!!

    تقول الام—ما اخذته الغربان لاتعيده الخنازير.. محنة ارواحنا قلة صبرها!!

    —- منا اخذ الصبر والينا يعود،،، صبر متوارث لافكاك منه ولا خلاص..دنيانا هذه ما كانت لتبقى لولا عنادنا المرافق للصبر،، ما عنتنا الدنيا الا من خلال عشق ونايات ترتل احلامنا!!

    تهز الام رأسها موافقة،شامرة طاسة ماء حارملاث بطحين عند باب البيت مبسملة،  اعادتني صرخات المعلم الى دائرة ذهولي المشاكسة،قال المعلم ملوحاً بعصاه—- مالذي تجيد فعله ؟!

     بهدوء وحكمة معلم الصف الاول اليف ،الباقي عند ضفة الهور منذ سنوات لايتذكرها احد، رفعت رأسي

    محاولاً تتبع  دبيب سؤاله المحمل  بالرائج من الاجابات ،قلت هامساً— كل شيء!!

    قال مبتسماً— مادمت  ات من هناك انت

    عارف بالغناء..حناجركم مهوسة بخلق آهات  توقد مصابيح فشلنا في بث كوامن الامنيات!!

    قلت بصوت تعمدته منغماً،لاتشوبه ملامح الارتباك،

    مطعم بلذة الفطراق المحطم لكياني.

    —استاذ الذي يجاور القصب ولاتجيد حنجرته الغناء ما عرف الهور وما خبر اسراره.. القصب علمنا  معاني الانين  والتحسر واتقان لملمة الروح بين يدي من تهوى وتريد!!

    دون تردد اقتعد المعلم المنكسر الروح مثل حمامة شائهة،صرف الرحلة الامامية،بعد ان اشار بطرف عصاه الى سكانها المساكين المرتجفين هلعاً،بالانتقال صوب مقاعد الجلوس المكتظة بالراعفين قهراً،المتمتمين بهمس وجل الرب بأن تنتهي تلك اللحظات دون  رفرفة العصا،وصرخات التوجع.قال امراً  ببرود اثار حفيظتي.

    — غنِ……!!

    بغتة اشتدت اوتار الروح قسوة،فراحت تطلق آهات رفضها الملكومة بصمت،خلته يأخذي الى حيث يقف(عاتي)مراقباً موكب الطرادات ماراً ببطء،مغطى

    بتراتيل الفرح ،قال — رأيت،، تمر دون حتى الالفات اليَّ..لمِ ملأت حنجرتي اخضرارات الهور بالاهات،،!!

    — كف عن توسلاتك نحن محكومين باقدار سوانا؟!!

    — افسدتك الكتب ليتني ما اعلمتك الطريق!!

    — صاحبي ابن الروح ،، سمعتك مرة تعلن ليَّ ما افسدت حروف الكتب النفوس وما قتلت مراداتها!!

    — ااااانا قلت هذ؟!!

    — حين تصاب القلوب بالهلع  تنسى العقول حكمتها

    لتهيم في فيافي شوهاء الملامح!!

    —- غنِ….اريد ان يحفظ القصب والبردي نشيج صوتك الشبيه بنسيم ليالي الكوانين وثعوال دخانها،،

     المخدر للرؤوس!!

    —-آه ..تشب نيران الافئدة حين يصرخ التوسل.. يعبر على الطيب ونيني..رويداً يهدأ حفيف الحناجر،،ليحط

    طير السعد فوق هامة من يحب شدوه..

    ——( ياروحي بطلي النوح.. شلج عليه،،، وحدي وطريقي بعيد.. والبيه بيه)!!

    / تعصف سماوات الفصل بريح عاتية،تلم كل مايحويه من وجوه مرعوبة،ومعلم يلوح بعصاه  بحركة تشبه حركة راقص شديد الافتتان بنفسه الطافحة بالغرور،

    ملقية به خارج سكينة النفوس التي راحت تراقب  حنيني وهو يفر هارباً الى البعيد مجتازة كل موانع المدينة العاملة على تدجيني مثل دجاجة ماء،،ابصرتها تشير اليَّ ،بعينين مبتسمتين،واصابع

    مخضبة بالحناء،اغرب ما تعيشه العقول،لحظة اكتشاف وجيف الافئدة ورنين اجراس التحذير،

    تراجعتُ الى الوراء محاولاً الابقاء على فتنة وجودها،

    المشعة بالارتياح،اصابع حوريات تتحرك بالفة رقيقة

    مصدرة انغام موسيقها المتلاحقة بخطوط بيض تلج مادرك الفهم، لمرتين انكسر اللحن قليلاً، فتوهجت   نيران استغرابها، قلت خائفاً— مالك اوقفتِ رفيف اجنحة الملاك!!

    ردت بصوت خافت مليء بالخجل— انطفأت جمرات لحظة الوصول،،،احسست بالانغام اضاعت الدروب!

    همست برقي ولد مكبل بحبال عرفانها—- ما كان عليك التوقف،،!!

    صاح المعلم مهتاجاً— لاتوقف نزف الروح..لاتتوقف مادمت تجيد اذابة جليد الاحزان!!

    اشارت ملوحة  بالاقتراب،ملقية بعنفوان انوثتها الى رحم تمتمات حذرة محاطة بهالات من الخجل الشديد القتامة ،لم يعد للفصل الثالث ومعلمة الملوح بعصاه مثل قائد فرقة موسيقية عكر المزاج ثمة من وجود، بانت المسافة الرائحة بتؤدة صوب الاخضرار مختصرة خطانا المتعثرة بشباك الارتباك  الملقية باحلامنا الموشومة  بالاشتياق وسط عالم شديد الغرابة يصدر انغاماً  من خلل كمانات تمد رؤوس لقالقها  اللائذة  بعتمة الليل محاولة الانفلات   في الطرف القصي،يقف ( عاتي) ملوحا بكلتا يديه كمن اكتشف سراً داعياً ايانا بالحذر حين  البدء باجتياز  مسارب الماء المغطاة بارواح قصب نايات ميتة، الموصلة اليه،ثمة انغام كمانات ونايات يلاحقها

    انين حناجر لاتعرف غير همهمات الوجع المستبيح

    للواعج النفوس الباحثة منذ دهور موغلة بالقدم  عن منافذ تشطب معالم القهر والفوضى لتشيد مكانها

    ازمنة تستطيع ايواء الحناجر التي لاتعرف سوى الابتهاج ان هي عرفت الطريق اليه،صاح المعلم الواقف عند باب الفصل ملوحاً بعصاه.

    — عودوا،،، لا تضيعوا اعماركم وسط تيه لايفقه المعاني ولا يجيد ترتيبها!!

    صحت بصوت تعمدته لينا—-  لا وجود  لنا بغير امكنتنا المخضرة تلك!!

    اخذتها الى ظهري، وببطء مبالغ فيه،بدأنا العبور صوب  مواويل(عاتي الهايم)الذي راح يتفتل مطلقاً أهات التشجيع والارتياح( للكمانات قدرات غير مكتشفة مادامت لاتصاحب سليلة القضب،حين تهيم بانغامها دون الاكتراث لغير انينها المتشبث بمنابع الحناجر  الصافية/آآآ يازمن شلك عليَّ وشرايد/!!

    تغفو الحواس  ممسكة  بأهداب استحسانها، وحده

    الهايم يرنو الى المعلم الذي اقتعد الارض واضعاً رأسه بين يديه مطلقاً نحيباً حاداً، غير قادرٍ على كتمانه!!

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أنثى الكمان!! ..مسرودة قصصية ..بقلم الروائى / شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top