أَنَا الثَّاوِي عَلَى جَمْرٍ
أُحَلِّقُ فِي مَسَاءَاتٍ
مِنَ الأَشْعَارْ
****
أُسَبِّحُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ
أَدْحَضُ كَيْدَ شَيْطَانٍ
فَيَنْشَطِرُ الهَوَى شَذَرًا
بِضَوْءٍ هَائِمِ الأَطْوَارْ
****
وَسَيْفُ الحَرْفِ فِي لُغَتِي
يَقُضُّ مَضَاجِعَ الفُجَّارْ
****
أَنَا وَالشِّعْرُ أُغْنِيَةٌ
مِسَاحَاتٌ وَتَرْتِيلٌ وَهَمْسٌ
دَامَ فِي لَيْلِي بِلَا تَكْرَارْ
****
فَسُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِضَوْءِ الحَرْفِ
فِي الْمَلَكُوتِ تَسْبِيحًا
يَطُوفُ الكَوْنَ بِالأَنْوَارْ
****
أَنَا رُوحٌ
وَبَوْحُ قَصَائِدِي الثَّكْلَى
رُؤَى وَجَعِي
يَزُفُّ الضَّوْءَ لِلْأَقْمَارْ
****
وَمَا كَانَ الْهَوَى عِنْدِي
تَبَارِيحًا مِنَ السَّلْوَى
وَنَبْضُ الحَرْفِ مَسْلُولٌ
عَلَى الأشرارْ
****
ومن سِرُّ النُّبُوءَاتِ الْعُلَا ضَوْءٌ
وَآيُ السِّحْرِ تَلْثُمُهَا
عَصَا مُوَسَى
وَتَوْرَاةٌ وَإِنْجِيلٌ وَقُرْآنٌ
وَفِي وَحْيِ الرُّؤَى أَسْرَارْ
****
لِتَبْقَى بَصْمَتِي ضَوْءًا
مِنَ التَّفْسِيرِ وَالتَّنْوِيرِ
وَالتَّصْوِيرِ وَالْإِبْهَارْ
****
سَأَبْقَى رَغْمَ مَا فِي الكَوْنِ
مِنْ غَيْمٍ
وَرَغْمَ القَحْطِ والأَخْطَارْ
****
وَسِجِّيلٌ عَلَى الأَعْدَاءِ قَاطِبَةً
بِسَيْلِ لَهِيبِ مُنْبَثِقٍ
مِنَ الأَمْطَارْ
****
سَأبْقَى فِي مَرَايَا الكَوْنِ سَوْسَنَةً
تُصَاحِبُنِي يَمَامَاتٌ
وَأَسْرَابٌ مِنَ النَّوْرَسْ
تُحَلِّقُ فَوْقَ هَامَاتِ الْعُلَا صَمْتًا
تَهِيمُ بِسَاحَةِ النَّجْوَى
وَفَوْقَ شَوَاطِئِ الأَنْهَارْ
***
تَزُفُّ الحُبَّ وَالإِيمَانَ وَالنُّورَ
وَتَزْرَعُ فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ أَقْمَارًا
تَهِيمُ بِفتنة المعنى
كَمَا الْإِعْصَارْ
****
وَمَا كَانَ الهَوَى إِلَّا
دُعَاءَ مَنَابِعِ الأَشْوَاقِ
فِي صَمْتٍ
يُحَلِّقُ هَا هُنَا ضَوْءٌ نَسَائِمُهُ
بَسَاتِينٌ مِنَ الأَزْهَارْ
***
سَأَبْقَى رَغْمَ بَيْنِ البَيْنِ
فِي الْأَجْوَاءِ
وَالأَنْوَاءِ أُحْجِيَةً وَلَنْ تُثْنِي
أَمَانيِ الْعُمْرِ
فالأَحْلَامِ وَالأَقْلَامِ...
فِي شِعْرِي تَكُونُ شِعَارْ
***
يَظَلُّ الحَرْفُ فِي لُغَتِي صَدَى وَجْدٍ
أَطُوفُ مُرَنِّمًا وَحْدِي
يَكُونُ الذِّكْرُ لِي زَادًا ..
وَمُتَّكَأُ الدُّعَا رِيًّا
صَلَاةُ الْوَجْدِ مَمْشَايَا
عَصَا رُوحِي
وَمِحْرَابِي رَصِيفٌ خَارِجَ الأُفُقِ
وَإِيمَانِي يَكُونُ الكَعْبَةَ العَصْمَاءَ
مُرْتَكَزَ الرُّؤَى وَمَدَارْ
******
قصيدة تفعيلة
*كاتب القصيدة
شاعر مصرى
من ديوان قبس من الرؤيا
0 comments:
إرسال تعليق