الله على حضرتك دكتورتنا الغالية ..ما اجمله من وصف ..بأنامل ذهبية وعقل راجح وسرد ممتع ووصف أمتع ؛دخلنا الحدث وعشنا معه من خلال القصيدة ..فروعة الشاعرة انها جعلت القصيدة تجربة شعورية لكل من يقرأها ..فمن خلال الأبيات الأولى لم تعط الشاعرة مساحة للقارىء فى التفكير يعيش القصيدة أم ينتظر لنهاية آخر شطر ..فكان الدخول فيها مباشرة ومعايشتها من خلال :
في ليلةٍ بلغَ الجحودُ مُشمّرَا
كيف الأمانُ وكيف أن يُتَصَوّرَا
يا جعدةُ، الشّرُّ الذي
أضمرتِهِ
هزّ السّماءَ تزمجرًا
وبما جرى
ناهيك عن وصف سدنا الحسن
بانه ريحانة لجده سدنا النبى صلى الله عليه وسلم.
.ريحانةٌ للمصطفى وشَبِيهُهُ
سمّمتِهِ وتَرَكتِهِ مُتَحَيّرَا
كأسُ المنيّةِ مِلؤهُا
سُمُّ اللظى
وعلى يديكِ شبابُهُ قد
أدبَرَا
وبوجهِهِ باتَ الرّدَى
متلوّنًا
كالزّرعِ في وديانِهِ
بَدا أخضَرَا
وكَتَمتِ كُفرًا بالضّميرِ
وبعتِهِ
لم ترقبي عينَ الإلٰهِ
تَفَكُّرَا
وما هذا الشجن الممزوج
بالحزن وما هذا التلاقى فى الكلمات وما هذا الجرس فى موسيقى الأبيات ..كأس المنية
..سم اللظى...على يديك..شبابه ادبرا.......... بات الردى متلونا.....وما هذا الإبداع
فى تسخير مترادفات الطبيعة للقصيدة ..الزرع..وديان..اخضرا...ولم تنس شاعرتنا ان تختم
هذا المقطع بالحكمة ..كتمتِ كفرا بالضمير وبعتِه..لم ترقبى عين الإله تفكرا.
ولم تنس شاعرتنا أن تشير إلى من سمته وهى زوجته جعدة
بنت الأشعث بإيعاز من معاوية..وهنا كتبت شاعرتنا
يا جعدةَ الغدرِ الذي
في حِجرِهِ
باتت نوَايا الخُبثِ فيهِ
تَفَطُّرَا
بَرِأ الغَرورُ وعن فِعالكِ
فانزوى
خوفًا ومن جرمٍ بأن يَتَكرّرَا
أفعى المضاجعِ إن بدت
بِدَلَالِها
فأحذر بيومٍ قُربَها إن
قُدّرَا
ذاكَ المصابُ بمثلِهِ
لي وجعةٌ
دربي بِدربِكِ فاطمٌ مهما
جرى
فلم تتوان شاعرتنا فى
استحضار التاريخ امام عينيها وهى تكتب القصيدة وتذكر اسم زوجته "جعدة" التى
وضعت له السم مرارا ووصفتها بالغدر ..والأفعى..كلام كثير يقال فى هذا المقام ..احسنت
وابدعت شاعرتنا ..فسلمت يمينها .
0 comments:
إرسال تعليق