• اخر الاخبار

    الخميس، 1 سبتمبر 2022

    قصة قصيرة بعنوان/ الضرة..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير

     


    اعتاد التاجر حسون أن يشتري خروفاً بين فترة وأخرى ليكون جاهزاً للذبح عند نزول الضيوف عنده ..

     ووعندما يشتري الخروف يسلمه الى احد زوجاته المكلفة  بخدمة البيت في ذلك اليوم .. تقوم زوجته بربط الخروف في المكان المخصص لتربية الحيوانات خلف داره ، وهذا المكان متصل بالبيت عن طريق ممر طوله اربعة امتار وعرضه  ثلاثة امتار ، يسهل الدخول والخروج منه ، والمكان عبارة عن ساحة مسيجة بجدران عالية  بمستوى بناية الدار ، ومسقفة من  الجانبين ، اما سقفها في الوسط فأنه مكشوف يسمح بدخول الشمس والهواء  ، وصُمم البناء ليكون صالحا لتربية وحماية الحيوانات الأليفة ، وبنفس الوقت  يمنع وصول روائح فضلات الحيوانات  الى داخل البيت ..

    كانت عائلة حسون في تلك الايام خالية من المشاكل التي تحصل بين نساءة  بين فترة واخرى وعلى اتفه الاسباب ..

    في احد الايام ، اشترى حسون خروفاً صغيراً ابيض اللون ، وعلى رأسه قرنين صغيرين ، وسلمه الى أحد زوجاته المكلفة بخدمة البيت في ذلك اليوم  وأكد عليها بربطه جيداً..

    - اربطيه جيداً وقدمي له العلف الكافي مع الماء ؛

    - سوف اربطه واقدم له العلف والماء المتوفر لدينا  .

    - المهم ان تتأكدي من ربطه ..

    -  اعرف ، اعرف ، كما تريد ..

     فقامت بربطه وقدمت له العلف والماء ويظهر انها لم تربط الخروف بشكل جيد ، وبمجرد ان ذهبت الى المطبخ  لاعداد

     طعام العشاء ، استطاع الخروف ان يفلت من الحبل وتحرك باتجاه البيت تاركا علفه ومائهُ ،  ودخل من خلال الممر الى البيت ..

    والبيت الكبير المبني بناءاً شرقياً عبارة عن غرف مطلة على ساحة البيت المكشوف ..

    وبالنظر لبرودة الجو فان جميع الغرف مغلقة عدا غرفة زوجة حسون المكلفة بعمل البيت في ذلك اليوم ؛؛

    استمر الخروف بالمشي امام الغرف المغلقة  ،الى أن وصل الى باب غرفة زوجة حسون المفتوح ..

    وقف الخروف بباب الغرفة ، و شاهد صورته في مرآة الكنتور المقابل لباب الغرفة تماماً ، 

    وعند مشاهدة الخروف لصورته في المرآة ، ظن ان خروفا آخر في الغرقة ،  فاستعد للمبارزته ..

     ولهذا رجع خطوة الى الخلف وتقدم بسرعة فائقة وضرب المرآة التي تهشمت من قوة ظربته بقرنيه القويتين ،  واحدثت ضربته صوتا قوياً سمعه  كل من في البيت ، وخرجوا من الغرف ، مستفسرين عن مصدر الصوت ..

     (وعرفوا بأن المشاغب الخروف الذي ترك علفة ومائه ومكانه  وجاء لضرب المرآة  واحداث هذه المشكلة الكبيرة ) ..

    وكانت صاحبة الكنتورأول من حضر ؛؛ وبدون تروي أو تفكير إتهمت ضرتها بأنها هي التي قامت بحل حبل الخروف ، واسمعتها شتى صنوف الكلام الجارح ؛؛؛ وردت عليها ضرتها بما يناسبها

    من الكلام المشابه لكلامها ؛؛

     وهكذا فان هذا الخروف  بعمله هذا  ، قد احدث مشكلة كبيرة ، بين زوجات حسون ، و لم  تنتهي الا بحضور الحاج حسون  ؛؛

    الذي جاء مستفسراً  من زوجته التي سلم الخروف  اليها عن سبب الصياح ...

    -           ماذا حصل ؟

    -           الخروف نطح باب الكنتور وتكسرت مرآته ؛

    -           ولماذا لم تربطيه جيداً ؟

    -           ربطته ولكن زوجتك الاخرى هي التي اطلقته من رباطه؛

    -           وهل يعقل هذا الكلام ؟ انها في غرفتها  والباب مغلق عليها وعلى اطفالها ؛!

    -           انك لم تصدقني ؛ واكثرت من البكاء والنحيب والشكوى من ضرتها ..

    -           بسيطة ان شاء الله غداً نشتري مرآة جديدة للكنتور ولاداعي للصياح والبكاء ..

     في اليوم التالي امرهم الحاج حسون بذبح الخروف ، ليكون وجبة غداء للعائلة بدلاً من تقديمه للضيوف جزاءً على عمله المشين ..

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان/ الضرة..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top