صحيح بيقولوا مصر ولاّدة، ومن زمان ولحد يوم القيامة مصر فيها مبدعين في كل المجالات.. منهم الأدباء.. مصر فيها على مدار تاريخها كله مجموعة أدباء زى ما بيقولوا بالبلدي إيديهم تتلف في حرير.. مبدعين، مثقفين، وألوانهم الأدبية مختلفة.. بس من وسط الكتير دول فيه كام واحد ضد النسيان.. حجم الإنتاج اللي سابوه ينور عقول غيرهم؛ ضخم ومتنوع بشكل غير تقليدي.. من اللي ضد النسيان دول فيه واحد عبقري بالذات في حتة لوحده كده.. الأديب الراحل "عباس محمود العقاد" اللي النهاردة 28 يونيو عيد ميلاده..
اتولد "العقاد"
سنة 1889 في مدينة أسوان.. أسرته لقبها (العقاد) عشان كان أغلب جدوده بيشتغلوا في صناعة
الحرير فسموهم "العقاد".. والده كان موظف بسيط، ويمكن ده كان سبب إنه يدخلّه
بس مدرسة إبتدائية عشان يتعلم أساسيات التعليم لإن الراجل ماكنش عنده القدرة إن إبنه
يواصل في سكة التعليم!.. بس الإبن العبقري واللي بيستغل أى ربع فرصة بتيجي قدامه ماكنش
محتاج أكتر من الشوية اللي قعدهم في إبتدائي عشان يكّون أسطورة إسمه بعد كده!..
فيه حدوتة دمها
خفيف حصلت معاه في إبتدائي.. في يوم زار المدرسة الإمام "محمد عبده"؛ فناظر
المدرسة صمم يخليه يبص على كراسة الطالب "عباس محمود العقاد" اللي كاتب فيها
موضوع تعبير.. الإمام "محمد عبده" قرأ اللي مكتوب وطبطب على كتف الطفل
"العقاد" وقال عنه: (ما أجدر هذا أن يكون كاتباً)، وكانت بمثابة نبوءة..
أخد الشهادة الإبتدائية..
قعد في بيتهم.. بدأ يقرأ كل حاجة.. أى كتاب يقع تحت إيده كان بيقراه بنهم وشغف ده غير
سعيه في تكوين مكتبة خاصة بيه من مصروفه اللي أصلاً بسيط بس الكتب كان ثمنها قليل لإن
مش كتير بيهتموا بيها.. بسبب إحتكاكه بالسياح الأجانب لقط اللغة الإنجليزية والفرنسية
والألمانية منهم بسهولة وهضمها وبقى كمان بيكتب بيهم!.. وبسبب إجادة اللغات دي برضه
بقي يقرأ كتب إجنبية في كل المجالات!.. "العقاد" الصغير كان محدد هدفه من
البداية.. أنا عايز أكون كاتب موسوعي!..
والده مات سنة
1905، و"العقاد" كان عنده 16 سنة فأضطر إنه يشتغل في الإدارات الحكومية عشان
يقدر يصرف علي نفسه.. بس ده ماكنش سبب يمنعه إنه يواصل قراءته المتعمقة في الكتب والصحف،
ومتابعة مقالات كبار الكتاب، وبالذات كبار كتاب المقالة العرب والأجانب..
لما بدأ يكون مخرون
من الثقافات المتعددة نتيجة القراية الكتير كان لازم يطلع له إنتاج أدبي ما.. بدأ يكتب
في الصحف المشهورة زى صحيفة "الدستور" اللي كان بيصدرها "محمد فريد
وجدي".. شوية بشوية توثقت صلته بالوسط الصحفي والثقافي في مصر.. وكتب في كذا مكان
تانيين برضه زى صحيفة "المؤيد"، و"الأهالي".. وفي سنة 1912 أصدر
كتابه الأول "خلاصة اليومية".. وتوالت الكتب والإبداعات لحد ما وصلوا لـ
100 كتاب..
ليه "العقاد"
أديب عبقري؟.. الحقيقة إن أسباب كتير ممكن يتم سردها هتثبت المعلومة دي بسهولة؛ لكن
أهم حاجة بتميز كتابات الراجل العظيم ده إنك ماتقدرش تحصره في إتجاه أو سكة معينة عن
غيرها.. هو عبقري في الأدب، وفى الشعر، وفي النقد، وفي التحليل، وفي السياسة، وفي التأريخ!..
ده غير كتابته بكذا لغة كمان!..
كفاية مجموعة العبقريات
اللي كتب من خلالها بالتفصيل عن كذا شخصية خالدة في تاريخ البشرية وتناول قصص حياتهم
من مختلف الزوايا بشكل يخلّيك ماتقدرش تسيب أى كتاب فيهم غير وإنت مخلصه!.. زى كتب:
(عبقرية محمد، عبقرية الصديق، عبقرية عُمر، عبقرية الإمام علي، عبقرية خالد، حياة المسيح،
غاندي، برنارد شو)..
"العقاد"
قضى حياته وهو بيكتب ويصدر كتب في كل حاجة لدرجة إنه قال لما بيوصف نفسه وشغفه بالكتابة:
(إنني منذ أن بلغت سن الطفولة وفهمت شيئا يسمى المستقبل، لم أعرف لي أملاً في الحياة
غير صناعة القلم).. بإختصار ده راجل كرّس حياته لتعليم الناس..
تم تكريم
"العقاد" في حياته عكس أغلب المبدعين اللي بناخد بالنا منهم بعد وفاتهم وإختاروه
عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة ودمشق، وكمان أخد أعلى جايزة في مصر وهي جائزة
الدولة التقديرية..
محافظة "أسوان"
بعد وفاته عملت له متحف خاص بإسمه فيه مقتنياته الشخصية من ملابس وكتب وصور ومخطوطات
بخط إيده، وخلدت كلية اللغة العربية في الأزهر اسمه وأطلقوه على قاعة من قاعاتها، وفيه
شارع مهم بإسمه في القاهرة..
اتوفي "العقاد"
يوم 12 مارس سنة 1964 بعد ما ساب بصمته في الثقافة العربية وبقي يستحق حرفياً لقب أديب
ضد النسيان.
المصدر: مواقع
0 comments:
إرسال تعليق