من المحزن جدا عندما يكتب الكُتاب المسلمون في التاريخ عن غير المسلمين ويصنعون قادة من جنسيات وقوميات أجنبية مختلفة ويضعونها في قمة الاحترام و الإجلال والتعظيم .. أما مَن فتحوا البلاد وحرروا العباد ونشروا العدل والمساواة وعاشوا بين الناس بتواضع ويحملون الدين والأخلاق والوفاء لا يذكرون ولا تجد لهم ذكرا او قد صب غضب أقلامهم وشوهوهم ونسبوا لهم كل سيئة .
إن الأمر مقصود وواضح لكل منصف
ولكل عاقل المراد منه أن نفــقد هويتنا
العربية المسلمة رويدًا رويدًا حتى ننسلخ منها ويتكون جيلاً لا يعلم عن عروبته وتاريخه و إسلامه وقادته
شيئا عظيما يفخر به ويقتدى به من الأجيال الشابة ليكون شبابنا بلا هدف ولا تاريخ
ولا....
وبين ذلك تضخ الماكينة الإعلامية
الخارجية والداخلية والصحف والفضائيات وباقي أصناف الإعلام المقصودة لانتشار الإباحية والفجور والأخلاق السيئة
ومحاربة العلم والعلماء وثقافة مكارم الأخلاق وباقي العلوم الإنسانية الصحيحة .
فالغرب ليس لديهم أبطال حقيقيون
في تاريخهم .. لذلك تجِدُهُم يُعلّمون أبناءهم الشخصيات الوهمية .ويُنتجون لهم
أفلاماً من 5 أجزاء عن باتمان أو سبايدرمان أو سوپر مان .. ويُظهرونهم يدافعون عن
الأرض وعن
أمر يكا .
فإننا نحزن ونشفق على أمتنا العربية الّذين يعلّمون أبناءهم هذه الشخصيات .. ويتركون
تاريخ امتنا العظيم وعظماء القادة أمثال ابو بكر وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
صحابة النبي العربي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وخالد بن الوليد الذين حطّـموا
إمبراطوريتي الروم وفارس في 5 سنوات .. وفي معركة مُؤتة فقط تكسّر في يد خالد بن
الوليد ثمانية أسياف.
وفي معركة اليرموك الصحابي
"ضِرار ابن الأزور" كان الروم يُسمونَه "الشيطان عاري الصدر"
لأنه قتـل 20 قائدًا لهم مبارزةً (واحداً
بعد الآخر) وحطّـم معنوياتهم ..
وكذلك القعقاع بن عمرو التميمي
كان يَقف في مقدمة الجيش بكل شجاعة فقال في حقه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : لا
يُهزَم جيشٌ فيه القعقاع.. لأنه بطل حقيقي
.
ويوسف بن تاشفين .. أغضبوه فصعدَ
للأندلس وهو في عمر 83 سنة وانتصر على الصليبيين انتصارا ساحقا
والقائد موسى بن نصير .. كان
أعرجاً عندما فتح شمال إفريقيا والأندلس .
ومحمد الفاتِح سيّر لهُم السفن
براً ولم تصدّق أعينُهُم هذا الخبر حتى وجدوه في شوارِعِهِم قد فتح القسطنطينية
الّتي لا يُمكن فتحها .
وعُمر بن عبد العزيز في دولته كان
يحكم من الصين والهند إلى الأندلس .. ونشر فيهم العدل جميعاً حتى قال : أنثروا القمح في رؤوس الجبال للطير
حتي لا يُقال : جاعت نفس في عهد عمر .
والمنصور إبن أبي عامر .. لم
يترُك أي أسيـر مسلم في سجـن أي كافـر بل حرّر الجميع ،
وأعزّ الله به المسلمين وخاضَ 54
معركة لم يُهزم في أي واحدةٍ منها قط ..
وأَلب أرسلان جمع له بابا الفاتيكان جيشاً من كل أوروبا
قِوامُه 200 ألف جندي للقيام بالحملة الصلـيبية الثانية ، فالتقى بجيش المسلمين الذي قوامه 20 ألفا فقط
،وانتصروا عليهم انتصارا ساحقاً .. حتّى
أنهم أسَروا الإمبراطور الروماني.
ومحمود الغَزنَوي ، فتحَ الهند
ووجد فيها صنماً عظيما يأتيه الناس من كلّ مكانٍ ومن كل حدب وصوب وكان عدد ممن
يقومون بخدمته وسَدَنَتهِ (50 ألف شخص)، فانتصر عليهم جميعاً ،
وأغرَوْهُ بكلّ مال الدُّنيا حتى
لا يهدِم الصَّنَم العجيب فقال : "إذا ناداني الله يوم القيامة أُحب أن
يناديني : أين محمود هادِم الصّنَم وليس أين محمود تارك الصَّنَم ولما وصل الفاتِح
عُقبة بن نافع بخَيلِه إلى المحيط الأطلسي
، حتى غاصت قوائم خيله بالماء نادى بصوت عالٍ قائلاً : (اللهم اشهد أني قد بلغتُ
المجهود ، ولولا هذا البحر لمضيت أًقاتل مَنْ كفَــرَ بك حتى لا يُعبَدَ أحدٌ غيرك)...
هؤلاء هم أبطال العرب الحقيقيون الذين
اعطوا الإنسانية دروسا في الشجاعة والأخلاق وسيعرف اشبالنا وشبابنا سيرتهم . فلسنا كمَن لا تاريخ له كما
يُحاولون إيهام شعبوبنا بذلك حتى يحطّموننا ثم يستعبدوننا ..
ونحن من واجبنا العربي والوطني ان
نوجه دعوة للكتاب العرب والمؤرخين ولكل المنصفين والمثقفين من أمتنا العربية ان
يضعوا جل اهتمامهم في تدوين تاريخ أمتنا العربية وان يكون ذلك ضمن المناهج التربوية والتعليمية ليطلع أشبالنا
وشبابنا على تاريخ أمتنا الناصع.
0 comments:
إرسال تعليق