من خلال تجربتي في الذهاب لبيت
الله الحرام لاداء مناسك العمرة سأنقل لكم بعض ما واجهته في الطريق الذهاب والاياب
وهي عبارة عن أمور ومعاناة يمر بها كل معتمر قاصدا بيت الله الحرام ، أضعها بين أيديكم واترك لكم الحكم ..
تواجدنا في مطار بغداد الدولي
الساعه الرابعه مساءا ، فالتوجيهات للمعتمرين تنص بتواجد المسافرين قبل أربع ساعات
من موعد إقلاع الطائرة المتوجهة إلى المدينة المنورة لحكمة لايعرفها الا قائد
الحملة والذين سبق له السفر للمدينة لعدة مرات بحكم عمله ...، كان موعد الإقلاع الساعه الثامنه مساءا ..إلا
أن الطائرة تأخرت عن موعدها ، وكان المطار يضج بالمسافرين اغلبهم من كبار السن
والعجزة ، الخدمات داخل المطار رديئه جدا ولا تليق بكون المطار يمثل عاصمة دولة
ولا يليق باسم بغداد العظيمة ، المطار
عبارة عن صاله ومصلى للنساء واخر للرجال وحمامات وعدد من المحلات لبيع الحلويات
والتي تباع بالدولار وبعضها بأسعار عشرة أضعاف اسعارها الحقيقيه ، لاتوجد مقاعد
كافية للمسافرين لذا تجد الكثيرين قد افترشوا الأرض الغير نظيفه نوع ما ،
علبه العصير الفين دينار عراقي ،
قطعه شكولاته ستة آلاف دينار عراقي ..علما بأن سعرها داخل بغداد الفين ونصف دينار
عراقي وبشتى النكهات، لم أرى موظف يمر بالمسافرين ولو بطريق الخطأ الكل مشغول
بنفسه ، الناس تترقب وصول الطائرة دون جدوى ...تمضي الساعات والناس ابصارها مشدودة
للوحة الإعلانات والتي أعلنت إقلاع الطائرة من مطار المدينة المنورة متوجهه إلى مطار
بغداد ووجدت قد رسمت بعض الفرحه على وجوه كبار السن ورددوا عبارة ياالله استبشارا
بقدوم الطائرة لنقلهم إلى المدينة ورسمت بعض ملامح السخرية على وجوه البعض الآخر
ولم يصمت أحدهم كثيرا حتى قال لاحد كبار السن ممن يجلس بجواره وكان حديثه بصوت
عالي وكانما يوجهه لجميع من فرح بخبر اقلاع الطائرة ، لا تفرح ياحاج فالمسافة
بعيدة وهنالك إجراءات كثيرة أمامنا حين تصل الطائرة للعراق فعليك بشد حزاميين
وارتداء حذاء رياضي للركض ولن اتكلم أكثر سترى كل ذلك بنفسك...، هنا قالت امراءة
مسنة: العراق بكبره ليس لديه سوى هذه الطائرة وعندما تصل ستكون حرارة المحرك كبيرة
يحتاجون لنصف ساعه للتبريد واملاءها بالوقود وطاقمها يحتاج للراحه وربما يتم
استبداله قالتها بطريقه عجائزنا الساخرة من الأمر ولكن لم تعلم أن ماقالته هو أم
الحقيقه وهذا ما سيحدث فعلا ...
مضت الساعات كأنها دهرا من الزمن
، وحين قرب موعد إقلاع الطائرة أعلنت إدارة المطار بأن الموعد تأجل إلى الساعه
العاشره بمعنى اضافه ساعتين من الانتظار والتعب والاعياء لكبار السن وذوي
الاحتياجات الخاصة، اينما تدير وجهك تجد
التذمر من المسافرين، نام البعض في المصلى
رغم عدم جواز النوم داخل المساجد، وجاءت الساعه العاشرة وتأمل المعتمرين خيرا الا
ان الطائرة لم تصل وتأجل الموعد إلى الساعه الواحده بعد منتصف الليل وبعده إلى الساعه الرابعه صباحا ، ولكم أن تتخيلوا
المعاناة التي تحملها المعتمرين في ال ٩ ساعات من الانتظار ، أغلب المسافرين كانوا
من اخوتنا التركمان من محافظة نينوى ومن جنوب العراق وقافله من كربلاء وقافلتين من
بغداد... وفي الساعه الرابعة من فجر اليوم التالي حدثت ضجة في المطار الكل يحمل
حقائبه ويسرع بالخطى وكأنه سباق الماراثون وهنا ظهر موظف منزعج جدا ..وطلب من
الجميع الوقوف حسب الدور والا لن يقوم بالسماح للمسافرين بالمغادرة انتظم الجميع
وكأنهم في طابور الصباح تحت تذمر الموظف الذي يتعالى صوته بالصراخ حينما يسأله احد
المسافرين الكبار هل يعطيه الفيزة ام جواز السفر ،
وكان التفتيش غريب جدا ومضحك ،
بنفس الوقت فعلى جميع المسافرين خلع احذيتهم، خلال التفتيش ولا اعرف الغرض من ذلك
، بقيت الإجراءات التفتيشيه والصراخ على المسافرين المزدحمين على باب التفتيش
للدخول حوالي ساعه كاملة سقط خلالها أكثر من معتمر من كبار السن والعجزه ، من شدة
الاعياء والتعب
وفي التفتيش قاموا بسحب العصائر
وقناني المياه من المعتمرين ولحد الان لم أعرف سبب خلع الاحذيه في التفتيش ومصادرة
العصائر وقناني المياه لايعلم سببها سوى الله عز وجل ، ارتدى المسافرين احذيتهم
وصعدوا الطائرة والغريب كلا جلس في المقعد الذي اعجبه وليس حسب ما خصص له ولم يتم
توجيه المسافرين أو الفات نظرهم إلى جلوس كل مسافر في مكانه المحدد ، وشعرت من
حركة المضيفات السريعه داخل الطائرة وكان فوق رؤوسهن الطير فعلمت بأن هذه هي
الطائرة الوحيده التي تنقل المسافرين من وإلى مطار المدينه المنورة لذا ستعود لحمل
بقية المسافرين من مطار بغداد بعد رحلة عودتها من ايصالنا إلى المدينه . وبعد
إقلاع الطائرة قدموا وجبة فطور عبارة عن رز ومرقه لا يعرف ماهي وعلبه عصير ..اعادها
الجميع لهم واكتفى المسافرين بعلبة العصير فما الحكمة من طبخ وجبة غداء في الساعه
الرابعة فجرا .... إحدى المسافرات وضعت قنينة ماء فارغه في كيس النفايات داخل
العربه التي تقودها إحدى المضيفات لجمع ماتبقى من طعام المسافرين وتفاجأ الجميع
بقيام المضيفه بإخراج القنينة الفارغه ورميها بوجه تلك السيده أمام دهشه الجميع
فالسيدة لم ترد رميها داخل الطائرة بل وضعتها في كيس القمامه فكان تصرف المضيفه
غير مؤدب ولا يليق بوظيفتها فقال احد المسافرين وهو شاب في العشرين من عمره ارمي
القنينه الفارغه داخل الطائرة وهي مجبره على تنظيفها..، لم تنطق المضيفه بكلمة
واحده بل اكملت مسيرتها إلى نهاية الطائرة،
وصلنا إلى مطار المدينه المنورة كان الجو باردا نوعا ما ، استلمنا حقائبنا
وتوجه الجميع لختم الجوازات وإكمال الإجراءات..الموظفين منتشرين في كل مكان وعمال
النظافه أيضا المطار كبير جدا والمقاعد كثيرة الإعلانات في كل مكان الموظفين
يرحبون بالمسافرين ويدلوهم على الطريق لاكمال الإجراءات يوجد أكثر من ست موظفين
على الحاسبات على كلا الجانبين وهن من
النساء يقمن بالإجراءات بسرعه فائقه ولا يسمحن بوقوف مسافرة بالانتظار من تكمل
عملها تطلب من المسافرين التوجه إليها وبعد إكمال التصاريح بالدخول
هنالك سلالم لنزول المسافرين
الكترونيه وكذلك أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة وفي باب المطار هنالك باصات
بالانتظار لنقلنا إلى الفنادق المخصصة لكل شركة بالإضافة لوجود عربات لنقل الحقائب
إلى الباصات والموظفين منتشرين بنفس الهمة يطلبون ارتداء الكمامات والاسراع بعبور
الشارع خوفا من الحوادث..
اكملنا المراسيم واقمنا ست ايام
في المدينة المنورة الإجراءات كانت مشددة بسبب كورونا على ضرورة الحصول على تصريح
لدخول الحرم النبوي الشريف وهذا القرار كما لاحظنا يشمل السعوديين أيضا، والذي لايملك تصريح لن ينال فرصة الدخول إلى
الحرم الشريف مهما كان ..الحمدلله وفقنا الله لزيارة قبر الرسول الكريم(ص) وكانت
الإجراءات من ال س ٨ مساءا حتى الساعه ٣ فجرا لشدة الازدحام وكثرة الوفود وكان
نصيب كل وفد عشر دقائق لاداء الصلاة داخل الحرم النبوي الشريف بعدها زرنا جميع المزارات والمراقد في المدينة المنورة
بعدها توجهنا إلى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة وقمنا بذلك في اليوم التالي
لوصولنا بعد حصولنا على تصريح بذلك اكملنا المناسك وزرنا جميع المزارات والمواقع
الأثرية الاسلاميه والمراقد المقدسه والمزارات في مكة وجبالها خلال سبعه ايام من
مكوثنا هناك أجواء روحانيه جميلة جدا نتمناها لكل مسلم ومسلمه وبعد انتهاء الرحله
لم نجد حجز عن طريق مطار جده لذا اضطررنا للحجز عن طريق مطار المدينه مما مكننا من
صلاة الفجر في الحرم النبوي الشريف وزيارة مسجد غمامة ثم التوجه إلى مطار المدينه
المنورة تم إكمال الإجراءات خلال ربع ساعه من تواجدنا ثم ذهبنا لقاعه المغادرة وهي
عبارة عن قاعات مرقمه وفي كل قاعه موظفين ولوحة اعلانات وحمامات صحيه ومصلى وفي
الطائرة كان الطاقم عراقي وكانت المعامله جيده من قبلهم مع المسافرين وصلنا مطار
بغداد الساعه العاشرة صباحا وتوجهنا لختم الجوازات كان هناك ضابط برتبة مقدم حينما
تنظر إليه تشعر بهيبة العراق في وجهة واقفا كالاسد في منتصف الطريق يرحب بالقادمين
والكل يرد بالترحم على والديه لما يبديه من تعاون ويطلب من الرائد المعقود
الحاجبين الرفق بالناس وعدم الصراخ بوجوههم وفي نفس الوقت يطلب بكل أدب واحترام
التباعد بين المسافرين عند شباك ختم الجوازات
والحمدلله وجدنا عربات لنقل الحقائب للحافلات التي تنتظرنا بباب المطار ...كانت
هذه تجربتي نقلتها لكم بكل امانه وادعوا حكومتنا ومن يهمه الأمر أن يوجهوا انظارهم
إلى المطار كونه يمثل العراق والمفروض أن يكون بمستوى خدمات يليق به ..
0 comments:
إرسال تعليق