ويمضي قطار العمر دون توقف إلاّ ما رَحِمَ ربي وحين يمنح عباده فسحات من أمل كي يسترجعوا مافات عنهم وما سَلَفْ ، وكي لاتقتلهم الحسرات حيناً من دهرٍ كانوا فيه يتخبطون بين الثبات في المواقف وبين الرحيل منها والهرب.
ويبقى سر الثبات راجحاً بوجود الأمل
والإيمان بيقين حصوله مهما تعددت العِلل . والأمر لايعدوا كونه معتمداً على حجم
إيمان الفرد بقطعية حلوله ولو بعد حين .
يُوسُف عاش العِلَل ويعقوب مدرك لها وعالم
بها فضلاً عن كونه نبيّ ، وحَدَس الأبُ واقعٌ لامحالة لكنه يترفع ويتظاهر بعدم
وقوعه خشية سِبق أمر لله قطعيُ الحصول وهو مؤمن به.
وبين هذا وذاك تعددت الأحداث وإختلفت
المواقف وتفاوتت الرؤى ، وأخذ كل فريق بما لديهم فرحون ، واللظى يأخذ حيزه في جوف
يعقوب ، إذ لا ناصر له غير ألله ولا مُعين .
يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك ، فكم من
أناسٍ كَشَّرت أنيابها وذئاب يُوسُف بريئةٍ من دمه . وقالوا نحن عصبة ، ولكنها
حَلَّتْ عُقَدها على حينَ غَرَّة ودونما إستحياء.
قالوا إقتلوه أو إطرحوه أرضاً ولمّا يزلوا
على هذا حتى ألقوه في غياهب الجُب ، ولم يعلموا أن السّيارة كانوا على موعدٍ معه
بإذن إلله ولو أنهم إبتاعوه بثمنٍ بخسٍ وبدراهم وإن كانت معدودة .
يوسُف كان له موعداً مع الله ومع الناس
والزمن والله لايُخلِفَ الميعاد .
0 comments:
إرسال تعليق