عندما أجلس كعادتى أشاهد التلفاز ، لا أشعر بأننى أجلس على مقعدى أشاهد ما يحلو لى من قنوات ، بل ينتابنى شعور بأننى واقفه فى " سوق التلات " والباعه من حولى يصرخون بأسعار بضاعتهم مروجون لها بكل ما يمتلكون من طاقه .
فمثل تحول الشوارع العامه لعبور المشاه إلى أسواق للباعه " الجائلين
" ، فقد تحول أيضاً التلفاز من أداه للتسلية و عرض الأفلام والمسلسلات والأخبار
والأغانى ، إلى سوق كبير للباعة " الجاهلين "
فإعلانات السلع التى تُعرض على التلفاز تدخل على العمل الفنى فتفقده رونقه المؤثر
و تسلب منه مذاقه الجميل للدرجة الكفيلة بنسيان المشاهد ما كان يشاهده ، وكذا الحال
فى الأخبار والأفلام
حتى القنوات المخصصة للأطفال لاخظت أنهم لم يعتقوها لحالها أيضاً .
أى منطق الذى يرجح عرض اعلان ( طقم المفروشات العصرية ) أو ( مشد الجسم العبقرى
) على قناه تخاطب الطفل ؟! ولكننا نرجع لمرجوعنا و نقول " أحمدك يا رب "
وكتر خيرهم .. الحقيقة أنها جت على أعلان ( طقم المفروشات والحلل الأستانلس )
وهذا مما يدعوا لأثارة الحقد والحسد على الفئة العمرية للأطفال أنهم رُحموا من الإعلانات التى على غرار
" تايجر كينـج " فأنا كـ بنت يحكمها الحياء والخجل شأنى شأن أى فتاه ، أتسأل
يا من أخترت طريق الدعايا الإعلانية لكسب الأموال وأخترت مثل هذه السلع لتروجها
، ألا يوجد عندك فتيات ؟!
ألا يشغل تفكيرك أن طريقة وأسلوب عرض هذه السلع على التلفاز من الممكن أن تخدش
حياء من يراها ؟ ففعلتك هذه تقوم عن طريقها بانتهاك فكر عفيف لكل من يرون مثل هذا الأعلان
فإن أعدت التفكير لوهله ستتيقن أنك ترتكب جريمه مقابل الكسب المالى
فأنا أود أن أقول أن ( لكل مقام .. مقال ) والخروج عن هذه الحكمة يعتبر قتل
للمبادئ ، ووصمه عار تتخلل القيم ، فالتلفاز يا ساده وسيله لإمتاع النفس بالفن النظيف
وتغذيه العقل بالفكر السليم ولمتابعه كل ما هو جديد يحدث فى وطننا العزيز .. لا متجر
كبير يروج به السلع ، المقبول منها واللا مقبول .
0 comments:
إرسال تعليق