كتب: عادل وليم
ولدت عام( 1938)كان والدها القائمقام عبدالحميد مقلد ضابطا وطنى الاعتقاد وفدى الانتماء، والأسرة ذات ثراء يكفى لكى نصفها بأنها من أغنياء الفلاحين
عندما كانت (شاهندة مقلد ) تلميذة في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة شبين الكوم، التقت هناك (مدرسة يسارية) هي (أبلة وداد متري) جعلت شاهندة تتعلق بها وبمبادئها وأعطتها كتاب (أصل العائلة) لكن التلميذة لم تفهم لكنها لم تستسلم لعدم الفهم فطلبت من معلمتها كتابًا آخر ثم آخر حتى أعطاها( صلاح حسين) ابن خالتها وقتها وزوجها فيما بعد كتاب الاقتصاد السياسي من تأليف ليونيتيف والذي من خلاله استطاعت أن تقرأ
وعاشت الفتاة القروية( شاهندة مقلد) بقريه كمشيش الواقعة في محافظة المنوفية والمجاورة لقرية
( ميت أبو الكوم) حيث ولد الرئيس المصري (أنور السادات) حياةً اعتيادية في ظلّ وضع اجتماعي عرف بالتفاوت الطبقي منذ قرون طويلة
ولكن الفتاة (شاهندة) قرأت بشكل مبكر كتباً ذات طابع اشتراكي وحتى ماركسيّ فحدث التحوّل الفكري الأول في صيرورتها وبدت مستعدة نفسياً لتقبل الأفكار المغايرة والغريبة ربما على البيئة المصرية
والذي ازداد رسوخاً وقوّة بعد ظهور زوجها المستقبلي وابن خالتها( صلاح حسين) وكان اشتراكياً ماركسياً
وتقول شاهندة عن زوجها إنه كان يؤمن بالله ولم يهتم بالفلسفة المعادية للدين بل كان يهتم بالدرجة الأولى بما قاله كارل ماركس عن الاستغلال وفائض القيمة والصراع الطبقي. وخاض الزوجان صراعاً مريراً مع بقايا الإقطاع في مصر والذي لم تقض عليه إصلاحات الرئيس جمال عبد الناصر وتوزيع الأراضي على الفلاحين الأجراء المحرومين من ملكية الأرض. ووقفت شاهندة مقلد إلى جانب هذه الإصلاحات وسياسة عبد الناصر عموماً وركزت في صراعها مع الإقطاع على أسرة صلاح الفقي الذي يشترك اسمه مع اسم زوجها ورفيقها صلاح حسين. وتطوّرت المواجهة بين أنصار الفلاحين والإقطاعيين وانتهت
( بمقتل صلاح حسينن) في الرابع أبريل عام 1966 بعد فترة قصيرة من إنجاب شاهندة لابنتها بسمة فهرعت الأرملة ذات السبعة والعشرين عاماً إلى مكان الحادث وشاركت في تشييع جنازة زوجها القتيل متوعدة بمواصلة نضاله من أجل الفلاحين.
فكُتب على الأرملة أن تخوض الصراع بمفردها وتربي أبناءها الثلاثة في ظلّ ظروف صعبة وسلطة جائرة كانت غالباً ما تخضعها إلى الإقامة الجبرية أو السجن ولاسيما في عهد الرئيس أنور السادات
وشاءت الصدفة أيضاً أن تلتقي( شاهندة مقلد) (بأشهر مناضل ثوري) عرفه التاريخ الحديث وهو (أرنستو تشي جيفارا) وقد حدث اللقاء على النحو التالي كان( عبد الناصر) يرافق( جيفارا) ليطلعه على إنجازات (ثورة يونيو) فدعي الاثنان لتناول طعام الغداء في( منزل السادات) بقرية ميت أبو الكوم لينتهي برنامج زيارة الثائر العالمي بمؤتمر يعقد في قرية
وكان على الموكب أنّ يمّر بقرية (كمشيش) المجاورة. فاستغلت( شاهندة مقلد) الفرصة وأحضرت مع عدد من الفلاحين المتعلمين لافتة ووقفوا على جسر في طريق الموكب كتب عليها: (نحن معزولون عنك منذ سنوات يا جمال عبد الناصر، وممنوعون من الكلام معك. ونحن نمثل هنا قريةً ثورية ونقف إلى جانبك)
وعندما توقفت سيارة عبد الناصر عند الجسر هتفت به( شاهندة مقلد) نريد أن نتحدث إليك يا عبد الناصرفانتفض عبد الناصر من مقعده وبعدما اقتربت شاهندة من سيارته المكشوفة رأت( جيفارا) يجلس إلى جانبه وصافحت شاهندة عبد الناصر وضيفه وسملت رسالة الفلاحين إلى الرئيس ثم خاطبت جيفارا بالقول: نحن فلاحو قرية كمشيش، وسكّان القرية الثورية وبعدما ترجم كلامها إلى( جيفارا) هبّ واقفاً ورفع قبضته تحيةً لها فاطلق الفلاحون عاصفة من الهتافات والتصفيق دون أن يعرفوا هوية الضيف الثوري الأسطوري.
وإذا ما كان اللقاء (بجيفارا) لقاء عرضياً، فإن زيارة( سارتر) كان مخططاً لها تماماً وكادت تقتصر على قرية كمشيش وحدها، والإعراب عن التضامن مع أهلها ومع( شاهندة مقلد) بصورة خاصة والتي حضّرت للفيلسوف الوجودي الشهير عدداً من الأسئلة المتعلقة بهموم الفلاحين وقريتهم. ومنها: كيف اطلعت على أوضاع قريتنا؟ وبأي شعور أتيت إلى كمشيش؟ فأجاب سارتر بأنه قرأ تقريرا عن كمشيش في صحيفة فرنسية، فأراد أن يعرف حقيقة ما يحدث هنا في هذه القرية. وقال إنّه جاء بمشاعر متناقضة، فكان يشعر بالحزن من ناحية، بسبب مقتل أحد قادة الفلاحين برصاص أحد كبار الإقطاعيين. لكنه أظهر إعجابه بشجاعة الفلاحين من ناحية أخرى، لأنهم لم يستسلموا للأمر الواقع. وقال إنه سعيد للغاية في وجوده بينهم ورؤية إصرارهم على مواصلة النضال
وبعد( رحيل عبد الناصر) يأتى( السادات) ويقرر الانتقام من( كمشيش) وحوصرت القرية وهدم النصب التذكارى( لصلاح حسين) وصدر قرار من وزير الداخلية بابعاد 20 شخصا منهم ثلاثة نساء وعلى رأس الجميع شاهنده إلى خارج القرية ويبقى المبعدون مشتتين لخمس سنوات حتى صدر حكم من محكمة القضاء الإدارى بعدم دستورية قرار النفي
وفى عام ( 1975) وعقب المظاهرات الشهيرة (اعتقلت شاهندة) وتتوالى مرات الاعتقال (ثلاث مرات) وفى المرة الرابعة هربت شاهندة. وكرد على هروبها( يعتقل ابنها الأكبر ناجى) لكنها تواصل نضالها وهى هاربة
ومع تأسيس( حزب التجمع) تأتى شاهندة ومعها كمشيش( وتصبحم شاهندة) أول أمينة للحزب فى المنوفية. وتواصل شاهندة معارك الفلاحين فى صفوف اتحاد الفلاحين
(تحت التأسيس) ومعاركها فى صفوف
( حزب التجمع)
ورغم تقدمها في السن الاانها قادت العديد من المظاهرات و المسيرات ضدحكم الأخوان حتي اعتدى عليها احد رجال (خيرت الشاطر)
(المشهد الشهير امام الاتحاديه) وقدتوفيه في عام( 2016) عن عمر يناهر(78) عاما
سلاما لروح الصديقه العزيزه والاستاذه شاهندة
0 comments:
إرسال تعليق