للتعقيد أمثلة كثيرة يمكننا إيجادها في عالمنا، ولكن في الحقيقة، قد نجد عالمنا هذا أيضًا مثالًا للتعقيد كما أنه أكبر هذه الأمثلة، وذلك نتيجة لوجود عدة عوامل ومكونات في هذا العالم أثرت عليه بشكل كبير من حيث تركيبته، ومن مكونات هذا العالم المؤثرة عليه الألوان، وقد أثرت بشكل كبير على العالم رغم عدم إدراك البعض لذلك ولمفهومها وأهميتها وذلك نتيجة لوجودها في حياتنا اليومية كما أنها خلقت العديد من المشاكل في المجتمعات البشرية.
يوجد في عالمنا المعقد عدة أشياء يصعب على العقل البشري تفسيرها أو إيجاد معنى مناسب لها، وقد تكون الألوان من أمثلة هذه الأشياء على الرغم من وجودها وأهميتها في حياتنا اليومية، ولكن بعض الفلاسفة والعلماء حاولوا إيجاد معنى لهذه الألوان وتبسيطه، فتم تفسير الألوان على أنها جزء من مكونات كل مادة وتؤثر على محيطها كما أنها تحدث تغييرًا في شخصيتها وتجعلها خاصة وفريدة بها، ويمكننا التأكد من ذلك عن طريق إعطاء هذه الألوان بعض الاهتمام والتركيز فإن تأثيرها موجود منذ قديم الأزل.
إنَّ الألوانَ لها أهمية وتأثير على العالم، وقد أثبتت الكثير من الدراسات تأثيرها الكبير على الإنسان من حيث حالته النفسية ومشاعره، حيث إن كل لون يرتبط بإحساس لدى الإنسان حتى وإن كانت بعض هذه الأحاسيس نتجت عن تعامل البشر مع الألوان طوال حياتهم، فعلى سبيل المثال اللون الأبيض واللون الزهري يعطيان الإنسان شعورًا بالبهجة والسعادة وهذا بسبب طبيعة هذين اللونين ودرجتهما، بينما اللون الأسود يعطي الإنسان شعورًا لا إراديًا بالحزن والتشاؤم وقد يكون ذلك نتيجة لاستخدام البشر هذا اللون للتعبير عن حزنهم وخاصة لوفاة أحبابهم، ولكن للأسف، لم يقتصر تأثير الألوان على هذا الجانب المسالم فقط بل أحدث العديد من المشكلات في المجتمع.
تَعامَلَ البشر مع الألوان طوال حياتهم، وأثَّرَت عليهم بشكل كبير، ولكن كعادة البشر، فقد قاموا بإساءة فهم هذا التأثير وأنه مجرد متعلق بالأحاسيس وأقرب إلى أن يكون افتراضيًّا لا واقعيًّا، ونتيجة لذلك أوجد البشر عدة مشاكل لا تزال موجودة في مجتمعاتهم، ومن أمثلتها مشكلة تحديد ألوان الجنسين، فإن سألت أي إنسان وخاصة الأطفال عن اللون المناسب للإناث والذكور فسيجيبك باللون الزهري وأحيانًا الأحمر للإناث وباللون الأزرق أو الأسود للذكور، وقد يخلق ذلك جدلًا أو سوء فهم عندما يرتدي ذكر ملابس زهرية أو حمراء أو عندما ترتدي أنثى ملابس سوداء، وأيضًا العنصرية، فإن جمال اللون الأبيض وإيحاءه بالسلام واستخدام اللون الأسود للتعبير عن الحزن تم إساءة فهمهم من قبل البشر، حيث نظر البشر لذوي البشرة السمراء بأنهم أقل قيمة من ذوي البشرة البيضاء، ولا زالت تمثل هذه المشكلة أكبر مشكلات المجتمعات البشرية.
إن الألوان مثال لعدة أشياء نجدها في عالمنا لا يكون لها معنى صريح، ولكن البشر يستخدمون هذه الأشياء ويعدلون صورتها لكي تناسب احتياجاتهم، وبالتالي يتم خلق مشاكل تضر بهم وبمجتمعاتهم، وهذا قد يوضح لنا جزءًا بسيطًا من طبيعة البشر المعقدة التي تميل إلى توفير احتياجاتهم الحالية دون النظر للعواقب والمستقبل.
0 comments:
إرسال تعليق