• اخر الاخبار

    الاثنين، 17 أغسطس 2020

    *اضاءة في شعر هاشم الرفاعي* قصيدة. .ابا الحسن..للناقد العراقى جليل شبر

     *اضاءة في شعر هاشم الرفاعي* قصيدة. .ابا الحسن..للناقد العراقى جليل شبر

    عندما مسكت قلمي ..ارتجفت اناملي ..وازدادت خفقان قلبي المتوجس خوفا. .وانا أقرأ عنوان القصيدة اخذتني هزة ورعدة جعلت مشاعري كانها انتفاضة وثورة ضد الظلم والطغيان فابو الحسن ثورة المحرومين الثائرين في وجه الطغاة...ما اثارني هو العنوان بدأه شاعرنا ...ابا الحسن  .. هذا الاسلوب الطلبي بصيغة حرف النداء المحذوف يشعرالقارىء بمكانة المخاطب ويعتبر من الأساليب البلاغية الرائعة وقد جعلني اقف اجلالا لمن ناداه الشاعر وطلب منه الإقبال او الانتباه عليه كيف لا؟
    والمخاطب ابن عم لأعظم شخصية في التاريخ البشري شخصية الرسول الكريم محمد (ص) وزوج
    لابنته البتول فاطمة الزهراء ع ووالد  لسيدين هما سادة شباب اهل الجنة. ...
    شاعرنا حذف حرف النداء ليس زيادة في القول إنما أراد أن يقول : انه ابو الحسن فاحزم عدتك وارقى بحرفك فإنك في حضرة سيد البلغاء والمتكلمين. ...
    مااروعك أيها الرفاعي !وانت تجعل من ممدوحك سلطة ولكن اي سلطة  ؟ تلك التي تتخذ من المحرومين والمعدمين سلاحا لمحاربة الظلم والفساد والطغيان ..
    (كنت السيف ذا الشفرين) هنا ابدع شاعرنا في رسم صورة مبتكرة خالية من التقليد فوجدته مجددا في لفظة... الشفرين...القاطعين فسيف علي( ع  ) ليس ككل السيوف فهو عادل قاطع بتار لكل الظالمين والفاسدين وهنا رسم وابدع من خلال التجسيم الصوري للسيف وهو في يد رجل العدالة الإنسانية ...
    الممدوح رغم مايملكه من السلطة والمكانة التي تمناها غيره الا ان شاعرنا بالتفاة ذكية جعلها هي من تطلب على وليس علي ع من يطلبها وهي الحقيقة بذاتها ..فهو لم يتشرف بها بل هي من تشرفت به إذ جعلها عنوانا لنصرة الفقراء ومن جار الزمان عليهم فهو اب لكل يتيم كما وصفه شاعرنا الرفاعي  فعلي( ع) يمثل صورة قائمة إلى الذات والمطالب الدنيوية الرخيصة .. فزهده اقوى من شراهة غيره في حب الدنيا حيث جعلها زادا للآخرة..
    لله درك ياطائر الجنوب وانت تسير بخطوات ثابتة وواثقة نحو المجد الشعري والالق الأدبي لترسم لنا صور لممدوحك.. من وجهة نظري انك لم تكتب بقلم واحد ولا بيد واحدة فمدادك غزير فاض على كل الأسطر وانت تضع الحرف الاصيل في مكانه المليء بالشموخ...
    يبدو ان شاعرنا تمتلك ثورة من التعابير المجازية فكل كلمة في القصيدة ..ثورة يستحقها صاحب المقام فيخاطبه بالقول : ( أنت السيف ..انت الحق ..انت التواضع )
    وهنا أبدع الشاعر في استخدام( ال)
      التعريف حيث تعتبر من أدوات التوكيد القوية وهي طريقة القصر ..
    أراد شاعرنا أم يشعر المتلقي ويقول له عليك ان تقف وانت تقرأ  عن علي ع بالمقام وصاحبه اهل الكرم والشجاعة..
    من اجمل ماقاله شاعرنا ( الحق يسير مع على حيثما سار ) وما اثارني هنا تلك الصرخة المدوية التي أطلقها الشاعر من أرض الكنانة ..من قاهرة المعز..فيخاطب الممدوح بكل شجاعة وصراحة ...
    انت الشجاعة ...انا الكرم. ..انا عظمة التبعل.. انت للدفاع..
    هذه الصور الرائعة للممدوح تشعر المتلقي بالثروة اللغوية والمفردات الغزيرة التي يملكها الشاعر وهذا يظهر جليا من خلال الانتقالات الصورية الممزوجة بالايحاء الصوتي المليء بالعنفوان والكبرياء التي لاتليق الا بالفرسان فما اروع  الممدوح! وما أزكى ! النفس الشعري! الذي أطلق العنان لهذه الجمل والتراكيب الجميلة ...
     من احلى وأروع ماقرات (   انت عظمة التبعل).... في داخلي احسد الانامل التي خطت هذه العبارة  الممزوجة بالكبرياء والفخر وهنا روعة في تداخل الصور بين المديح
    والفخر رغم تقارب الغرضين من ناحية الفكرة...
    ينقلنا الشاعر إلى غصن جديد او ورقة جديدة ...إلى الطهارة بعينها فهو يرى ان الصلاة عنده تختلف اذ استخدم المفردة مجازيا وبصورة جديدة فهي في نظره تحمل صفة الوجوب في ممدوحه وهنا أراد جلب الانتباه ليشعر القارىء بهيبة ومكانة الممدوح  حيث يرى شاعرنا ان الصلاة باطلة في غيره ...
    لله درك فرغم البعد الزمني بينك وبين ممدوحك أشعارنا وكأنك في عصره..
    لقد أبدعت..واجدت .. .رسمت بحرفة.. فكنت رائعا وانت ترسم صورة زاهية لممدوحك...وجعلت المفردة طيعة بين يديك..
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: *اضاءة في شعر هاشم الرفاعي* قصيدة. .ابا الحسن..للناقد العراقى جليل شبر Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top