الداعية الدكتور صلاح هارون يواصل كتابة سلسلة مقالاته عن أشرف الكلمات .. هلوعا وجزوعا ومنوعا 32

هلوعا وجزوعا ومنوعا

ذكر الله العظيم كلمة الإنسان 56 مرة فى كتابه وسأركز على خلق الإنسان حيث قال " خٌلق الإنسان ضعيفا - خلق الإنسان من عجل - ان الإنسان خلق هلوعا " بالإضافة لخلق الإنسان من تراب وماء وطين وصلصال فالضغف والعجل سمتان للإنسان من ضمن عشرات السمات التى ذكرها الله تعالى لهذا المخلوق ومن بينها الهلع والجزع والمنع فما تفسير ذلك ؟
هلوعا: مشتقة من الهلع وفى لسان العرب ما يلى :
1- الحرص
2- الجزع وقلة الصبر
3- اسوأ الجزع
4- الحزن
5- الجبن عند اللقاء
6- الهيلع الضعيف
7- ناقة هلوع اى سريعة
8- وفى النهاية تعريف رائع انه لا شيئ له - ماله جدى و لا عناق
من خلال ما سبق يتضح أن كل هذه السمات التى اراها مذمومة هى التركيبة الإحيائية للانسان التى تبنى على الضعف والحرص والجبن والتعجل وهذه الخصائص تظهر فى الجزع او المنع وعليه أن ينتصر على على هذا الذم لينجو فهو ام منوعا او جزوعا
اذا مسه الخير منوعا
الصراع بين الخير والشر هما مدار الحياة من استطاع ان يفصل بينهما نجا فالمنع كما فى لسان العرب هو ان تحول بين الإنسان والشيئ الذى يريده وهو خلاف العطاء وعلى الانسان ان يعلم ان الخير اختبار بين ان ان تمنع او تعطى ومنوعا مأخوزة من ناقة مانع : اى منعت لبنها .
واذا مسه الشر جزوعا
الجزع عدم الصبر فيترتب عليه خوف وحزن فالشر ما يصيبه من احداث ضارة بالنسبة له فتتسبب فى صراع يمزقه لقطع منفصلة عن بعضها حتى تسمعه يقول " انا اتقطع من الداخل " والقطع احد اهم تعريف الجزع وذلك حين تقول انجزعت العصا اى انكسرت نصفين فهذا الشر يجعله ضعيفا عاجزا عن الإنتاج فبصبح قليل الحيلة كقطع الوادى اى جانب الوادى وهو الرمل الذى لا نبات فيه
والله اعلم

يناير 15, 2020