الأحقاف
ما هى الأحقاف :نلاحظ ان الله العليم ذكر موطن قوم عاد وانهم بالأحقاف ولكن السؤال المهم : اين هى ؟ وقد قال الإمام الطبرى حيث يقول بعد أن ذكر اختلاف المفسرين في موضع الأحقاف، قال رحمه الله تعالى : " وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشام .
وجائز أن يكون وادياً بين عمان وحضرموت .
وجائز أن يكون في الشحر، وليس العلم به أداء فرض ولا في الجهل به تضييع واجب ".
فالقرآن ذكر موطن عاد ، وأنه بالأحقاف ، وأقرب الأقوال أن الأحقاف بحضرموت ، ولكن لا يلزم أن يكون القبر هنالك ، لاحتمال أن هوداً رحل بمن معه من المؤمنين بعد أن أرسل الله الريح العقيم فدمرت ديار عاد. فإن لم يرحل فلا يمكن أن نحدد موضع قبره إلا بنص إما من القرآن – ولقد علمنا أن لا نص في القرآن يشير إلى ذلك فضلاً عن أن يحدده – وإما من السُـنة .
يلزم علينا ان نرى حقيقة الأحقاف فى لسان العرب فأصلها الحِقِف والحقف اصل الرمل واصل الجبل واصل الحائط ( والعجيب اننى ما وجدت كثيرا من المفسرين تحدثوا عن معنى العربية فى الأحقاف الا الطبرى وبالتالى اظن ان الاحقاف قد تكون مناطق جبلية ورملية ومناطق محاطة ببساتين ، وبالتالى قد يكونون موزعون فى اماكن شتى ومتفرقة من الجزيرة العربية حتى حدود الشام وقد ارسل الله لهم هودا ومعه رسل ارسلهم ربى الى اقوام اخرى سكنت مناطق متباعدة عن قوم عاد ) . والله تعالى اعلم واحكم .
ولابد ان نقرأ سورة الأحقاف لنتعرف عليها فقد لفت نظرى آيتين :_
قلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " ( الاحقاف: 4) لا حظ اثارة !! ذكر بن عاشور فى كتابه التحرير والتنوير " و " أثارة " بفتح الهمزة : البقية من الشيء . والمعنى : أو بقية بقيت عندكم تروونها عن أهل العلم السابقين غير مسطورة في الكتب . وهذا توسيع عليهم في أنواع الحجة ليكون عجزهم عن الإتيان بشيء من ذلك أقطع لدعواهم .
تدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ( الاحقاف :25 )
لاحظ لا يرى مساكنهم !! فأصبحوا أي صاروا ، وأصبح هنا من أخوات صار . وليس المراد : أن تدميرهم كان ليلا فإنهم دمروا أياما وليالي ، فبعضهم هلك في الصباح وبعضهم هلك مساء وليلا .
والخطاب في قوله " لا ترى " لمن تتأتى منه الرؤية حينئذ إتماما لاستحضار حالة دمارهم العجيبة حتى كأن الآية نازلة في وقت حدوث هذه الحادثة والمراد بالمساكن : آثارها وبقاياها وأنقاضها بعد قلع الريح معظمها والمعنى : أن الريح أتت على جميعهم ولم يبق منهم أحد من ساكني مساكنهم .
وبالتالى نلاحظ : أثارة ... لم ترد الا هنا ,,, ولا يرى الا مساكنهم .. !! والمساكن هنا بقية من آثار الريح العقيم التى دمرت كل شيئ
وقال الفراء : لا يرى الناس لأنهم كانوا تحت الرمل ، وإنما ترى مساكنهم لأنها قائمة . كذلك نجزي القوم المجرمين أي مثل هذه العقوبة نعاقب بها المشركين . ا ي لا ترى أنت يا محمد أو كل من يصلح للرؤية إلا مساكنهم بعد ذهاب أنفسهم وأموالهم
والله تعالى اعلم
0 comments:
إرسال تعليق