بعد مساعي يائسة لعزل مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، بل وتعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي، هاهي مصر رئيس الاتحاد الأفريقي لهذا العام، ومن بعده النجاح في اقتناص تنظيم كأس الأمم الأفريقية، وهذا نجاح يحسب للدبلوماسية المصرية بلا أدنى شك.
ولكن النجاح الأكبر الذي ننتظره هو ألا نفوت هذه الفرصة التاريخية في علاقتنا مع قارة واعدة وخصبة، ومطمع لحيتان الشرق (الصين) والغرب (أوروبا وأمريكا).
خسارة كبيرة ان يمضي العام ولَم نحقق إنجازات غير مسبوقة في علاقتنا مع أشقائنا الأفارقة بما يسهم في ترسيخ مكانة مصر السياسية ودعم جهودها التنموية.
وبناء عليه، ومن منطلق الانتماء الخالص لهذا الوطن، أضع المقترحات التالية أمام صانع القرار المصري، وهي كالتالي:
أولا: حتمية التعاون مع الأشقاء في افريقيا بندية تامة واحترام تام، بحيث نتجنب اخطاء الماضي عندما تعالينا على افريقيا، وأدرنا لها ظهرنا فأداروا لنا ظهورهم، بل اقتنصهم الأعداء، واقصد هنا إسرائيل، التي حلت في إثيوبيا وحوض النيل عندما غابت مصر منذ حادث اديس أبابا.
ثانيا: تكليف المكاتب التجارية في سفاراتنا في افريقيا بتكليفات محددة وواضحة، وهي دراسة الفرص الاستثمارية والتجارية في كل دولة أفريقية، بما يمكن شركاتنا ومنتجاتنا من دخول تلك الاسواق، وبالتالي فتح ملايين فرص العمل للمصريين هنا...ولكن تحقيق هذا الهدف الطموح يلزمه غربلة تلك المكاتب، التي هي غالبا مشغولة بالأقارب والمحاسيب الضعفاء كما هو الحال في اغلب مؤسساتنا...لايمكن لضعيف مسنود غير مؤهل ان يخدم وطنه وخاصة في شأن عظيم كهذا.
ثالثا: تكليف السادة المستشارين الثقافيين بالسفارات المصرية بافريقيا بالترويج للجامعات المصرية، مع حجز مجموعة من المنح الدراسية للنجباء من ابناء القارة السمراء للدراسة في كبريات الكليات المصرية...فهذه هي القوة الناعمة وهؤلاء سيكونوا يوما سفراء يدافعون عن مصر في دولهم....وفِي نفس الوقت سنشجع قدوم آلاف الطلاب الأفارقة بمرور الوقت للدراسة بجامعاتنا على نفقتهم او نفقة دولهم وهذا مصدر مهم جدا للعملة الصعبة، وتحريك لكافة القطاعات في مصر.
رابعا: تكليف الأزهر الشريف بالعودة بقوة لأفريقيا، من خلال برنامج واضح ومحدد يشمل عدد من المنح للنابغين من طلاب دول قارتنا السمراء للدراسة بالأزهر وجامعاته، اضافة الى إعداد برنامج دعوي معد جيدا من خيرة الدعاة، للانطلاق لأفريقيا، فإذا عدنا لافريقيا حتما ستعود إلينا.
تحقيق الأهداف المشار اليها وغيرها الكثير يلزمه عقد جلسة او ندوة مغلقة، يدعى اليها خيرة العلماء في مختلف المجالات، وتكون تحت رئاسة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء، بحيث تكون هناك حالة من العصف الذهني، تنتهي الى مشروعات وبرامج يتم تنفيذها على الارض في قارتنا الجميلة والبكر...هذا هو المنهج العلمي في التفكير وبناء الأوطان.
كلمة أخيرة، لكل الاعتبارات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ينبغي أن تكون أفريقيا هي خيارنا الاول، فأفريقيا قارة واعدة للغاية، بتداعى عليها الأكلة من كل مكان، ولهذا ما زلت متمسكا بان يكون لدينا وزير للشؤون الأفريقية، شغله الشاغل هو افريقيا وتنمية علاقتنا معها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا...دمتم بالف خير.
0 comments:
إرسال تعليق