توفي فجر الاثنين، الصحافي الإسرائيلي أوري أفنيري (94 عاماً)، الذي يعتبر من قادة الحركة اليسارية في إسرائيل، وكان قد أدخل المستشفى في تل ابيب بحالة حرجة بعد ان أصيب بجلطة دماغية، فقد على إثرها الوعي منذ أكثر من أسبوعين.
ونال أفنيري شهرة واسعة في الوطن العربي، بعد لقائه مع الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، أثناء حصار بيروت عام 1982، وحقق بذلك أكثر من سبق صحافي، إذ إنه أول صحافي إسرائيلي يقابل عرفات ويجري حواراً في بيروت، الأمر الذي قاده إلى سلسلة من التحقيقات مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبعد لقائه عرفات، أسس أفنيري بعد انشقاقه عن حركة “شيلي”، حركة “ألترنتيفا” اليساريّة الراديكاليّة.
ويعتبر أفنيري من أبرز الصحافيين وقادة اليسار في إسرائيل، وأسس بعد تركه صحيفة “هآرتس″ عام 1950، أسبوعيّة “هعولام هزي” (هذا العالم)، التي اشتهرت بكشفها العديد من جرائم الفساد في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، وبجرأتها الاجتماعيّة ومناهضتها للتيارات اليمينية والدينية الإسرائيلية، ولحكومة بن غوريون.
وكتب أفنيري في سيرته الذاتية، “المتفائل” أن انضمامه لعصابة “الإتسل”، التي صنّفت إرهابية من قبل الانتداب البريطاني، علمته أن “الفرق بين الإرهابيين وبين مقاتلي الحرية وجهة نظر”، مضيفاً أن “حرب (الإتسل) على العرب أزعجتني جداً … يوجد لعرب البلاد حقّ لحياة وطنيّة، مثلما هو حقّ لليهود”.
وعن أخطائه السياسية، يقول أفنيري إن أكبرها على الإطلاق هو دعمه “لتوحيد القدس″ خلال حرب الأيام الستّة في التصويت الذي جرى في الكنيست، لكنّه برّر ذلك بأنه سعى لمنع إعادة الجزء الشرقي من المدينة إلى الأردن لأمله بتحقيق حلّ الدولتين، وتحويل القدس الموحدّة عاصمةً لإسرائيل ولفلسطين.
ونعى زعيم القائمة “المشتركة” النائب أيمن عودة، أفنيري قائلاً: “في لقائنا الأخير بجانب ضريح ياسر عرفات، أخبرني كيف اخترق حصار بيروت والتقى عرفات ليعمل جاهداً على نسف أكاذيب حكومة بيغن شارون بخصوص منظمة التحرير وياسر عرفات”.
وأضاف: “منذ صغري وأنا أراه في كل المفارق ضد الاحتلال، أوري أفنيري. السلام عليك أيها الأخ الصديق، طوبى لمن قال لا في وجه الإجماع″.
وعمل أفنيري لمدة 40 عاماً رئيساً لتحرير الصحيفة الأسبوعية “هذا العالم”، التي كشفت عن العديد من قضايا الفساد، وانتخب عضواً للكنيست في دورتها السادسة والسابعة كنائب عن حركة “القوة الجديدة” وكان عضواً في الكنيست عن قائمة “شيلي” في الكنيست التاسعة.
*المصدر : القدس العربى
0 comments:
إرسال تعليق