• اخر الاخبار

    السبت، 14 يوليو 2018

    ثقافاتٌ ورؤى الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تكتب عن : المرونة الأدبية ..




    كلّ مواقف الحياة في الجاهلية وحتى عصرنا الحاضر المزدهر بأصناف الثقافات والعلوم والإبداعات تشير إلى حاجة المجتمع بأطيافه كلها إلى المرونة .. المرونة في الكلام في شتى مساراته .. فلا يملك الإنسان دفّة التّغيير إلا بالمرونة .. ولا يملك دفة التفاعل الإيجابي إلاّ بالمرونة .. فكلّ سياقات الحياة ومساراتها تحتاج منّا للمرونة .. فلا يمكن التكيف مع المجتمع بالعنف أو الإيذاء أو الإستعلاء والغرور ونفخة الذات .. فنفخة الذات بالونٌ سرعان ما ينفجر ويسقط ..
    هذه المقدمة الإيضاحية البسيطة هي مدخلٌ للتعرف على أهمية المرونة الأدبية أو الإعلامية أو النقدية وما إلى ذلك .. فالأقلام خيولٌ تحتاج إلى ترويضٍ وتسخيرٍ لبلوغ الغاية المنشودة .. فالمرونة تعني القابلية للتغيير .. وعكسها من التّعنت والإصرار على التجريح والبهتان والطعن فلا يحصد إلاّ المثل ..

    وأمثلة ذلك كثيرة منها :

    1/ شعر الهجاء مثلًا فلا يُولد إلاّ هجاءً مثله .. ولا يجني إلاّ العداوة والبغضاء والتناحر والرّد بالمثل .. وشاع هذا النوع من الشعر في الجاهلية وتناقص بعد الإسلام إلاّ أنه مازال موجودًا يثير النعرات والأزمات السياسية والإجتماعية والشخصية .

    2/ الهجاء النّقدي ..
    وقد ظهر وانتشر كثيرًا جدًا في زماننا ..
    فكلٌّ حمل دلوه متقلّصًا شخصية الناقد وهو أبعد مايكون عن النّقد " ويحتاج لنقدٍ لاذعٍ كي يستفيق من سكرته " .. فالنقد علمٌ غزيرٌ له دراساته وعلومه الجامعية كما أنّ له قدرته على استنباط المفردات ولغويتها النحوية والصّرفية والأدبية .. ومراحل النّص كلها.. ومعرفة شروط النّص .. وثغراته و جمالياته وبلاغته .. والإلمام التام بجميع الأصناف الأدبية .. والناقد الأكاديمي الحاصل على المؤهل الأكاديمي في الدراسات العليا للنقد هو الوحيد القادر على كشف خفايا النّص الأدبي واصلاح ما يجب الإصلاح فيه بكلّ أمانةٍ ومرونةٍ متجنبًا التجريح والثبيط ..ساعيًا لرفع مستوى الفكر الأدبي في الوطن العربي ..

    أما معاول الهدم التي يحملها الجاهلون من غير أكاديمي علم النّقد باسم النقد الأدبي فلا بدّ للمجتمع بأن يعي لهم سادًّا لأفواههم الشيطانية الأبواب .. وفي الغالب لا يكون هؤلاء إلاّ من الفاشلين المدّعين لعلم النقد زورًا والذين يعترضون طريق المبدع الأدبي لتثبيطه ومسحه من الوجود انتقامًا لفشلهم .. وعلى المجتمع الواعي التصدي لدخلاء النّقد الأدبي أو لسواهم من الدّخلاء من غير ذوي الإختصاص .

    3/ مرونة النّص الأدبي ..
    وهو من ضروريات التّجديد الأدبي ومن أهميات المرونة في النّص عدم تعقيد المفردات وإن دخلت عوامل البلاغة فيها .. فالأديب المرن في كتاباته هو الذي يجعل نصّه قابلًا للتأويل عند الجميع وله القدرة على إيصال حرفه لكافة أطياف المجتمع المتعلم .. ودون التفريط ودون الإفراط لينتج نصًا أدبيّا معاصرًا ومحتفظًا بكافة مقوماته الأدبية العريقة .

    4/ مرونة الأجناس الأدبية ..
    تعددت الأجناس الأدبية من أنواع القصص وأنواع الشعر والخواطر والروايات والخطابة والمقالة والنثر بأنواعه والقصة الشاعرة وغيره وكلها أجناسٌ تحتاج لأقلام متميّزةٍ ليتحقق على إثرها ماتصبو إليه اللغة العربية والأدب العربي من التقدم والرّقي .. كما تحتاج لمرونةٍ تخوض من خلالها في بلورة قضايا الإنسان في قالبٍ أدبيّ ٍ يتسم بالمرونة والإعتدال والجودة الأدبية واللغوية ليبلغ غايته السامية لا جدالية الكلمة .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تكتب عن : المرونة الأدبية .. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top