• اخر الاخبار

    الاثنين، 30 يوليو 2018

    الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن تكتب عن : الأوزانُ والعروض الخليلية بين الأصالة والتّهجين



    قبل الإنطلاق بمقالي المختصر هذا أورد فيما يلي تصريحًا لملتقى بما يسمى بالعروض الرقمية يشير فيه صاحبه قائلا :
    ((( سـواءً كنتَ على علمٍ بماهية العروض أم لا !
    هذا المدخل للعروض الرقمي وضِع على اعتبار أن القارئ لا يلم بشيءٍ عن العروض .. فإن كنت ممن لهم خبرة ودراية بالعروض التقليدي فعليك نسيانه حتى تخرج من هنا ... لأن هذه الدروس صـمّمت لتعكس فكرة الأستاذ خشان عن "أن التعبير عن موسيقى الكلام بالأرقام يغني عن ما سواها ".. ليس هذا وحسب ، بل يفتح آفاقاً جديدةً للتأمل وفهم العروض . وهذا غاية القصد .
    لذلك، ضع في الإعتبار أن الدروس من أولها لآخرها لم تحـتوِ على تفعيلة واحدة من التفاعيل الخليلية ( إن صح التعبير) .. في محاولة جادة لفرض نظرية العروض الرقمي وقدرتها على تتبّع إيقاع الكلام ووزنه بشكل مستقل وطريقة أسهل من سابقتها!! ولا يعني ذلك الدعوة إلى نبذ علم العروض كما وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمهُ الله ، بل إن تعلمه يبلور الفكرة بشكل أكبر. لكن - كما هو رأي الأستاذ خشان - يجب علينا عدم "الوقوف عند أشكال تعبير الخليل دون الوصول إلى فكره" . )))

    إذن الفكرة تنطلق بعيدًا عن العروض الخليلية وتسعى لنبذ اللغة العربية في التفعيلات ونبذ الحروف كلها !!! وتعتمد على الأرقام العددية وكأن الشعر عمارة أو تجارة وليس شعورا واحساسا وجرسا موسيقيا يضبط الوزن لكل بحرٍ على انفرادٍ وإن تداخلات ذات التفعيلات في أكثر من بحرٍ فالفاصل اليقين يبقى هو الجرس الموسيقي لكلّ بحر .. ونرى الإعتراف أعلاه بعدم احتواء مايسمى بالعروض الرقمية على تفعيلةٍ واحدةٍ من التفعيلات الخليلية " في محاولةٍ جادةٍ لفرض العروض الرقمي " !!!
    نعم إنها محاولةٌ جادةٌ بالفعل لهدم الشعر العربي العريق وأساسياته وتفعيلاته الخليلية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله بعد أن سدده اللّه واستجاب دعوته .. إنها محاولةٌ للتعقيد والتنفير واقصاء عراقة الشعر العربي " وهو الوحيد الذي تبقّى من مجد العرب "
    ليإتي في زمننا أناسٌ يحملون معول الهدم له وبكل جرأةٍ ويدعون الناس لاتباعهم ومن يرفض دعوتهم فله الويل والثبور والطعن والتنديد !! والحمد للّه أنّ أمثال هؤلاء لم يلقوا اقبالا من الشعراء لذلك تخوّف هؤلاء من صولة الشعراء العروضيين ومن البداية نلاحظ قولهم أعلاه (( فإن كنت ممن لديهم خبرة ودراية بالعروض التقليدي فعليك نسيانه حتى تخرج من هنا ))
    إذن هي مصيدة للمبتدئين ! لتحريف قواعد اللغة العربية واللّه العالم بمن يقف من ورائها ..

    إنها بالفعل حربٌ ضدّ لغتنا العربية وضدّ عراقة الشعر العربي الأصيل وأوزانه الخليلية والذي لم ولن تصل لمثله أية حضارةٍ أخرى فمتى سنعي ما يحصل له من محاولة دحرجته عن الساحة لتحلّ محله الأرقام المهجّنة والمتعسرة الولادة ..

    وأورد هاهنا مثالا لتلك العروض المهجّنة والمحولة إلى أرقامٍ ورموزٍ وشفراتٍ معقدة في محاولةٍ للتّنفير وللحرب المبطنة ضدّ لغتنا وأوزان الشعر الخليلية :

    ((بحر البسيط : ٤٣٢٤٤٣١٣
    بحر المنسرح : ٤٣١٦٤٣
    بحر الرمل : ٢٣٤٣٣٣٣
    وأورد هنا شرحّا تظهر فيه محاولات التهجين :
    قطع البيت إلى أرقام " 1 و 2 و 3"
    • إجمع الأرقام 2 2 المتجاورة
    • أنظر هل هناك 1 3 3 ولٌس بعدها 3 ؟
    3 2 )2( = 3 2 1 1 إلى 3 3 1 أرجـع إذن
    • ماذا لو كان بعدها 3؟؟
    • إذن : قم بالحساب من اليسار بحيث تكون أقصى اليسار 3 ثم الذي يليه
    ألصله 4 .. وهكذا
    3 4 3 4 = 3 3 3 3 : مثال
    ً ؟
    • هل بقً لدٌك رقم 1 واحد
    إذن أرجعه للرقم 2
    • تأكد من تناوب الزوجً و الفردي
    • قارن تقطيعك بجدول البحور ))

    ولا أدرى كيف عمد هؤلاء إلى تناسي أجراس البحور حيث أنّ بعض التفعيلات تدخل في كثيرٍ من البحور مثل تفعيلة مستفعلن ومخبونها ومطويها متفعلن أو مستعلن تدخل في بحر البسيط وبحر السريع وكل تفعيلات بحر الرجز والمنسرح ..
    وتفعيلة فاعلاتن تدخل في بحر الرمل والبحر الخفيف وبحر المديد ..
    كما أنّه تتماثل بعض التفعيلات في حالة التقطيع مع الجواز والفاصل الدقيق والذي يحول دون تداخل البحور هو الجرس الموسيقي والذي يحدد وجهة كلّ بحرٍ ومن المستحيل أن يتلائم جرس بحرٍ مع بحرٍ آخر ..

    إنّ كلّ المحاولات والرسومات الهندسية التي ملأوا بها الغوغل من أجل عملية الدعاية والجمهرة لهذه العروض المهجنة مصيرها الفشل وهاهم الشعراء في كلّ الوطن العربي يتناغمون على أوزان البحور الخليلية يخرجون لنا أجمل وأتقن مالديهم من القصائد الموزونة .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    1 comments:

    1. فاروق النهاري15 أغسطس 2018 في 8:56 م

      لا يجرؤ عالم على ما تقدم عليه الأستاذة أحلام الحسن.
      لنقرأ ماذا يقول الأستاذ حشان مما يتعلق بالموضوع الذي أثرته الأستاذة نقلا عن موضوع ( لماذا الرقمي ) بصيعة السؤال والجواب :
      https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha

      على أن من المفيد ان نميز بين العروض وعلم العروض وأقتبس من الرابط:

      https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alfrq-byn-alrwd-wlm-alrwd

      " العروض هو الإحساس بنظام الوزن الذي قد يدرك بالفطرة أو التعلم الذي يشمل القدرة على توصيفه، وعلم العروض هو منهج البحث المفضي إلى نظريات وقواعد ضابطة."

      س1 - : لماذا العروض من حيث المبدأ إذا كانت لدى الشاعر موهبة وأذن موسيقية

      جـ-1 – الشاعر في مثل هذه الحالة لا يحتاج العروض



      س2 – إذا كان الشخص شاعرا أو غير شاعر وهمّه معرفة الوزن صحيحه من مكسوره ويتقن التفاعيل فما حاجته للرقمي

      جـ2- لا يحتاج الرقمي

      س3 – إذا كان الشخص لا يعرف التفاعيل ولا الرقمي وهمه معرفة الوزن لا غير فبأيهما تنصحه

      جـ3 – أنصحه بالرقمي لأن تعلمه أبسط وأسرع. ويقوم على الفهم لا الحفظ ويخفف كثيرا من عبء المصطلحات. وأنصحه بعد إلمامه بالرقمي بأن يدرس التفاعيل ليتمكن من التواصل مع التراث العروضي العربي ومعرفة معنى وجوب التزام التفاعيل بممنهج الخليل وما وقع به عروضيون عرب أجانب حينما جهلوا منهج الخليل فتصرفوا بالتفاعيل خلافا له وهو مصدر شرعيتها.ثم سيجدها دارسها بعد إتقانه للرقمي طيعة ميسوره. من أراد أمثلة على ما وقع به عروضييون عرب وأجانب وشعراء نتيجة جهلهم بمنهج الخليل فليطلع على :

      ظلِم الخليل

      تجريد الأرقام

      بحور جديدة

      س4- بماذا تنصح العروضي

      جـ 4 – أنصحه بدراسة الرقمي إضافة لما لديه من إتقان للتفاعيل لأن الرقمي يمكّنه من الإلمام بكليات خصائص العروض فيفهم قواعد العروض العربي بشكل شامل، لا يملك النفاذ من قتامة حدود التفاعيل إليه إلا متمكن ذو بصيرة. الرقمي درب العبور من العروض إلى علم العروض. *****************
      لله در الشاعر:
      وإذا أراد الله نشر فضيلة ..... طويت أتاح لها لسان حسود
      ويمكن أن تحل مكان حسود ( حقود / جهول)

      ردحذف

    Item Reviewed: الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن تكتب عن : الأوزانُ والعروض الخليلية بين الأصالة والتّهجين Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top