كانت الفتاة المسكينة تجر خطاها المتثاقلة وقدماها لا تكادان تحملانها من شدة الوهن، غارقة في بفكرها الى الايام الخوالي أيام الصبا، كم كانت فتاة محظوظة تعيش سعادة لاتوصف، لكن حظها العاثر حال دون استمرار هاته السعادة.فبينما هي سابحة في عالم الذكريات اذ بها تصتطدم بشيء ما في طريقها، لتكتف أنها قد سلكت طريقا قادها الى غابة كثيفة الأشجار ، الجو موحش والظلام دامس لا تسمع سوى صوت عواء الذئاب. انتابها ذعر شديد وشعرت بالخوف. في هذه الأثناء أحست بيد تربت على كتفها، حبست انفاسها من شدة الخوف، لكنها سرعان ما عادت الى رشدها عندما تأكدت أن صاحب الصوت الذي همس في اذنها تعرفه، نعم انه أخوها. ابتسم في وجهها وامسك بيدها وسارا في صمت الى ان وصلا الى روضة خضراء جميلة وعبق الورد تعطر المكان.
شعرت الفتاة الصغيرة بسعادة عارمة واحست بالطمانينة، نعم لن تشعر بالخوف ابدا مادامت يد أخاها ممسكة بيدها تحنو عليها كما كانت دائما، خاصة بعد وفاة والديهما في حادث السير المروع وتكفل هو برعايتها.
هنا استيقظت الفتاة على صوت الطبيبة العطوفة ، التي حمدت الله بعد ان عادت من غيبوبتها اثر الصدمة عقب وفاة اخيها، اذ لم تستطع تحمل فقدانه بعد والديها وتصبح وحيدة . لكنها في هذه اللحظة ابتسمت ابتسامة تحدي لهذه الحياة فقد ايقنت انها لم تفقد اخاها بل مازالت روحه وذكراه ترافقها أينما ذهبت واينما حلت.فهذه هي حال الدنيا لقاء وفراق.
0 comments:
إرسال تعليق