• اخر الاخبار

    الجمعة، 27 يوليو 2018

    السعيد حمدى يكتب عن :(القادم أصعب إن لم ننتبه)

     



    إذا كان الواقع صعبا فالقادم ربما يكون أصعب ولا أقول ذلك تشاؤما ولا لجلب الإحباط ولكن أقوله حتى ننتبه جميعا حكومة وشعبا لعلنا نستطيع تدارك الأمر أو تخفيف آثاره وهذه هى مهمة الكاتب فى مجتمعه وليس شئ آخر ، لا يستطيع عاقل القول بأن الفجوة التى أحدثتها الزيادات الكبيرة فى الأسعار والتى شهدناها عبر السنوات الأخيرة من الممكن تداركها قريبا مهما حاولنا من إصلاحات ، لأن الوضع تغير بشكل كبير من حولنا أيضا مما زاد فى حجم تلك الفجوة التى أحدثت تصدعا كبيرا فى بنيان المجتمع وذلك للأسف مالا يدركه المسؤلون حتى الآن ، وذلك لأنهم ليسوا من أبناء ذلك المجتمع الذى أعنيه أو معظمهم ، فهم يعيشون فى أبراج عاجية يسمعون عن الفقر ولكن لم يجربوه حتى يعلموا مرارته ، ويشاهدون المرضى الغير قادرين عبر الشاشات فقط فلا يدركون ما تشعر به أسرهم فضلا عنهم وذلك لأنهم يعالجون فى أفخم المشافى فى مصر وإن لزم الأمر فإنهم يذهبون لتلقى العلاج بالخارج ، إن التغيرات الهائلة التى تحدث الآن فى المجتمع أخطر مما يتصور البعض ، فبعدما بدأ المجتمع فى التطور بعد سنوات من المعاناة وأصبحنا لا نستطيع التفرقة بين الغنى والفقير فى الشارع من حيث ملابسه كما كان يحدث فى السابق وذلك لإحداث انفراجة فى حياة الناس قد حصلوا عليها بأنفسهم وليس لأحد فضل فيها وذلك بسبب لجوء معظم الشباب إلى العمل بالخارج مما كان يعود بالنفع عليهم وأسرهم وتحسنت البيوت وأصبحت أيضا تشبه بعضها فلا يعرف بيت الغنى من الفقير أو على الأقل لم تعد الفوارق كبيرة جدا كما كان الأمر سابقا ، ذلك فضلا عن مستوى المعيشة من مأكل ومشرب فقد عرف كثيرون سلعا كانوا يسمعون عنها فى السابق وغير ذلك من المظاهر التى حسنت من الوضع المعيشى لشريحة كبيرة من المصريين وأكرر ذلك ليس بفضل سياسات الحكومات السابقة ولكن لأن الناس أدركت حينها أن عليهم الإعتماد على أنفسهم وشق طريقهم فى الصخر حتى تتوفر لديهم سبل العيش الكريم ، بعد كل ذلك تأتى الزيادات الرهيبة لتأكل كل هذه المكتسبات التى حصل عليها جزء كبير من أبناء المجتمع وليس كله فقد كانت هناك طبقة لم تستطيع تغيير واقعها وذلك ما كان يحاول الجميع صنعه وكان مطلب من مطالب الثورة ، تأتى الزيادات لتحدث هذه الفجوة الغير مسبوقة والكارثة هنا أن باب السفر إلى الخارج أغلق فى وجه المصريين نظرا للإنهيار الكامل لبعض الدول التى كانت مقصدهم أو للتغيرات الإقتصادية الكبيرة للبعض الآخر والذى جعلها طاردة للعمالة الوافدة وفى الداخل لا يخفى على أحد حالة الركود التى نعيشها مما يجعل فرص العمل قليلة وعند الحصول عليها فإنها لا تكفى لحياة كريمة تعود عليها كثيرون لسنوات ولا يستطيعون التخلى عنها بسهولة وذلك ما ينبئ بالخطر والخوف من اللجوء للجرائم الأخلاقية والتى أشرت إليها فى مقال سابق فكما قلت هى تنتشر فى المجتمعات الأكثر فقرا ، وهناك أمر آخر لابد من الإلتفات إليه وهو النفقات العالية للزواج والتى ستجعله أمر شبه مستحيل لدى كثيرين مما سيؤدى إلى إعتماد الفتاة على نفسها لجلب العريس خوفا من فوات القطار وذلك ما بدأ بالفعل ، فهناك بعض الأهالى يسمحون لفتياتهم بالتعارف من أجل الزواج وذلك خطير جدا فى ظل الإنهيار الأخلاقى بين معظم الشباب هذه الأيام نظرا للإنتشار الكبير للمخدرات بينهم وعدم الإتزان النفسى والعقلى مما يجعل الخسائر فى طريقة الزواج تلك لا تقل عن 25 % ، نقول ذلك كله من أجل الإنتباه ومحاولة تفادى أكبر قدر ممكن من الأخطاء حتى نستطيع عبور تلك الأزمة بمجتمع متماسك قادر على البناء والنهوض من جديد لأن كل شئ من الممكن تداركه إلا إنهيار المجتمع نفسه لا قدر الله. إنها نظرة تحليلية للأمور وبها نوع من الإستشراف لمستفبل ليس بالسهل قد تكون صحيحة وقد تكون مخطئة ولا أخفيكم سرا ، أنا أتمنى أن تكون مخطئة لأنه سيكون أفضل من صحتها .
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: السعيد حمدى يكتب عن :(القادم أصعب إن لم ننتبه) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top