• اخر الاخبار

    الجمعة، 27 يوليو 2018

    حكاية القهوة مع المآتم



    اعداد : حسين الحانوتى

    في البدايه كان سبب ظهور مشروب القهوة في مصر هم الطلبة المغتربين من أهل اليمن بالأزهر فكانوا يشربون القهوة لتساعدهم على الدراسة والاستيقاظ والذكر،
    وشيئًا فشيئًا انتشر أمر القهوة بين دارسي الأزهر ومن هنا كان ميلاد دخول مشروب القهوة إلى مصر في العقد الأول من القرن السادس عشر.
    قوبلت القهوة بمعارضة شديدة من قبل رجال الدين والطبقات المتشددة كما كان الحال في مكةأيضًاوبعض المدن الاسلاميه
    وعادة صوان العزاء ..
    . وشرب القهوة السادة علي روح الميت.
    في عام 1572 قام أحد فقهاء المذهب الشافعي وهو الفقيه أحمد بن عبد الحق السنباطي بحملة عنيفة ضد المشروب الجديد عندما طرح عليه أحد السائلين سؤالاً حول شرب القهوة:
    " ما رأيك في المشروب الذي يدعى قهوة والذي يزعم بعضهم أنه مباح رغم ما ينجم عنه من نتائج وعواقب فاسدة؟ "
    فأفتى بتحريمها وبالتالي قامت ردود فعل سلبية عليها وعارضها المجتمع بشدة.
    استمرت معاداة القهوة ومحاولات تحريمها بضراوة؛
    حتي منتصف عام 1572 عندما أدت خطبة أحد الأئمة الموالين للفقيه احمد السنباطي عن القهوة إلى هياج شعبي ضدها.
    لكن التاريخ يؤكد أن عدوى التحريم أصابت عموم القاهرة، حين هاجم فقيه متشدد اخر القهوة ومن يشربونها على المنابر وهو ما دفع المستمعين له لتحطيم المقاهي لتعيش القاهرة حالات شغب من أجل القهوة ..
    وفي نهاية عام 1572 صدرت فتوي مفاجئة بالقاهرة في مطلع شعبان 968 هـ/ 1572م يقضي بمنع المنكرات والمسكرات والمحرمات، وبغلق أبواب الحانات والخانات، ومنع استعمال القهوة والتجاهر بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها..
    ولتنفيذ هذا الحكم كما يصف الجزيري: " وكان البحث والتفتيش علي بيوت مقتنيها وشاربيها وباعتها شديدًا جدًّا، وضربوا وأشهروا وهدموا البيوت وكسروا أوانيها.



    تدخل تجار البذور والبن ومنتجي القهوة والبائعين نظرا للهجوم الشديد عليهم وخسارتهم وارسلوا وفد الي الشيخ احمد السنباطي يطلبوا الرجوع عن الفتوة .. فكان رده ...
    ما دامت القهوة تؤثر في العقل ايجابا او سلبا فهي حرام !!
    فقامت معركة حامية الوطيس بين مؤيدي الشيخ وفتواه و بين التجار ومؤيديهم من البائعين ..
    مات احد مؤيدي التجار .. فهرب الشيخ ومؤيدوه الي واحتموا بالمسجد
    حاصر التجار المسجد من كل جانب ... وجائهم خبر وفاة شاب اخر منهم وخبر اخر يؤكد ان هناك شاب في حالة خطرة .. الي ان أصيبوا بصدمة عندما علموا بموته ..
    فقرر التجار الاستمرار في محاصرة الشيخ ومؤيدي فتوي القهوة حرام شرعا في مسجدهم ...
    اشترك أهالي القتلى في الحصار وبقدوم الليل ارسلوا احدهم لإحضار بطاطين وعمل صوان بأعمدة لتتقيهم البرد ... و نكاية في مؤيدي الفتوة قام التجار ووزعوا مشروب ساخن .. كان قهوه بدون سكر !!
    استمر الحصار ثلاثة أيام مع استمرار حالة الفوضى والشغب حتي وصل امر الاضطرابات لأمر السلطان العثماني مراد والذي قام بتعيين مفتى جديد .
    وهو والذي استصدر فتوى جديده بعدم حرمة شرب القهوة ..
    اعتبر التجار ومؤيدي شرعية شرب القهوة ان هذا التغيير انتصار لهم ولأرواح شهداء القهوة ... و سمي مشروب البن بالقهوة التركي !
    انتقلت هذه العادة من حدث الي عاده عند أهالي تجار البن في القاهرة ومنها الي كبار الاعيان ... ومنها الي أقاليم مصر !
    فكان كل ميت يقام له صوان ويشرب المعزيين القهوة السادة !!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حكاية القهوة مع المآتم Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top