توصلت دراسة جديدة إلى أن فئة من
الأدوية المستخدمة على نطاق واسع مرتبطة بها آثار جانبية شديدة وتأثيرات على الحياة
يمكن أن تستمر لسنوات، حتى بعد التوقف عن تناول هذه الأدوية.
فقد أظهرت الدراسة التي أجراها
باحثون في كلية الطب بجامعة كولورادو أن استخدام البنزوديازيبينات (Benzodiazepine) والتوقف عن تناوله مرتبط
بإصابة الجهاز العصبي وبتأثيرات سلبية على الحياة تستمر بعد التوقف
وتوصف البنزوديازيبينات لعلاج
اضطرابات القلق والأرق وتشنجات العضلات والفصام والاضطراب الثنائي القطب والنوبات
والصرع.
وقال ألكسيس ريتفو، الأستاذ
المساعد في الطب النفسي في جامعة كولورادو: "على الرغم من حقيقة أن
البنزوديازيبينات موصوفة على نطاق واسع لعقود، فإن هذا المسح يقدم دليلا جديدا
مهما على أن مجموعة فرعية من المرضى تعاني من مضاعفات عصبية طويلة الأمد. وهذا يجب
أن يغير طريقة تفكيرنا حول البنزوديازيبينات وكيفية وصفها".
وأوضحت كريستي هوف، طبيبة القلب
والمؤلفة المشاركة في الورقة البحثية: "لقد أبلغ المرضى عن آثار طويلة الأمد
من البنزوديازيبينات لأكثر من 60 عاما. أنا واحدة من هؤلاء المرضى. على الرغم من
أنني تناولت دوائي على النحو الموصوف، ما زلت أعاني من الأعراض يوميا بعد أربع
سنوات من تناول البنزوديازيبينات".
وتتضمن الدراسة الجديدة، المنشورة
في PLOS One،
قائمة طويلة من الآثار الجانبية التي عانى منها غالبية مستخدمي البنزوديازيبينات
بعد أكثر من عام من توقفهم عن تناول الأدوية.
وتشمل هذه الأعراض الطويلة الأمد
انخفاض الطاقة، وصعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة، والقلق، والأرق، والحساسية للضوء
والأصوات، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والأعراض الناجمة عن الطعام والشراب، وضعف
العضلات وآلام الجسم.
ومن المثير للقلق أن 54.7% من
المستخدمين أبلغوا عن تأثيرات شديدة على الحياة، تشمل محاولات الانتحار أو الأفكار
الانتحارية، على سبيل المثال.
وتضمنت الآثار السلبية الأخرى على
الحياة الفصل من العمل أو فقدان الوظيفة، ومشاكل الزواج والعلاقات الاجتماعية،
وانخفاض الدخل أو فقدان الدخل، وزيادة التكاليف الطبية والأفكار أو الأفعال
العنيفة.
وقال الدكتور ريتفو، في بيان صحفي:
"يجب أن يغير هذا طريقة تفكيرنا بشأن البنزوديازيبينات وكيفية وصفها".
وأجرى الباحثون مسحا على 1207
أشخاص، كان 63.2% منهم ما يزالون يستخدمون البنزوديازيبينات، و24.4% منهم يقللون
من جرعاتهم (التنقيص التدريجي)، بينما توقف 11.3% منهم تماما عن تناول الأدوية.
وكان لدى جميع المستجيبين تقريبا
وصفة طبية للبنزوديازيبينات (98.6%) وتناولها 91% في الغالب كما هو موصوف.
ووجدت الدراسة أن الأعراض العشرة
التي تتضمن انخفاض الطاقة، وصعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة، والقلق، والأرق،
والحساسية للضوء والأصوات، ومشاكل الجهاز الهضمي، والأعراض الناجمة عن الطعام
والشراب، وضعف العضلات وآلام الجسم، استمرت على مدى عام لدى أكثر من نصف
المستجيبين
وغالبا ما تم الإبلاغ عن هذه
الأعراض على أنها جديدة ومتميزة عن الأعراض التي تم وصف البنزوديازيبينات لها في
الأصل.
ويُعتقد أن الخلل الوظيفي العصبي
الناجم عن البنزوديازيبين، والذي صاغ الباحثون مصطلح BIND لوصفه، ناتج عن تغيرات في الدماغ ناتجة عن استخدام
البنزوديازيبينات.
ووصفت الدراسات السابقة هذه
الإصابة بمصطلحات مختلفة، ولعل أكثرها شهرة الانسحاب المطول. وكجزء من الدراسة،
قام مجلس المراجعة العلمية بتوحيد هذه الأسماء تحت مصطلح الخلل الوظيفي العصبي
الناجم عن البنزوديازيبين (BIND) لوصف
الحالة بدقة أكبر.
وتشير المراجعة العامة للأدبيات
إلى أنها تحدث في واحد من كل خمسة مستخدمين على المدى الطويل.
وعوامل الخطر لـ BIND غير معروفة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث
لتحديد الحالة بشكل أكبر، إلى جانب خيارات العلاج.
نُشرت الدراسة في مجلة PLOS ONE.
0 comments:
إرسال تعليق