أيا صبرًا يحاكيني ويمضي
ويتركني بأوجاعِ القرارِ
فكم وقعت على نفسي صنوفٌ
منَ الظّلمِ وقد فاضَ اصطباري
فتغشاني وتذهلني أمورٌ
وتُشعلُ في فؤادِي جَمرَ ناري
وفي صدري أنينٌ حين أمسي
يُداهمني ويسلبني خياري
وتأبى النّفسُ أن تبقى الليالي
تعاندني وتمضي في دماري
يخاصمني الجهولُ على وفائي !
ومن صبرٍ إلى صبرٍ مَراري
تُجرّحني الشّظايا حيث تسري
وتصدمُني موَاقفُ من أُداري !
تمزّقني أناملُ من جحودٍ
تباغتني وترغبُ في انكسارِي !
ألم تعلم إذا صابت شراعي
فلي ألفٌ ومن هذا الخمارِ
أيا دارَ السّكينةِ كيف أمضي
ومن يعلم بصمتي فليُدارِ
عظيمُ البأسِ قد أضنى فؤادي
فلا صدرٌ يلوذُ بهِ فِراري
فذا صبحي تساوى فيهِ ليلي
تُحاكيني النّجومُ وفي النّهارِ !
فكم قهرٍ يُقاتلُني بصدري
وقد ضاقَ احتمالي واصطباري
أيا صبرًا وعن صبري توَارى
يعاتبُني ألا يكفي ضراري
وما أُخفيتُ من صبري وحُزني
عميقًا بي وفي تيهِ القرارِ
فهل من مُخلصٍ في الأفقِ يبدو
فأحصدُ عندهُ صدقَ الخَيارِ
ففي تيهٍ لقد حطّت سفيني
وبوصلتي فقد جهلت مساري
حياتي كُلّها صبرٌ وهمٌّ
رياحُ القيظِ تأتي بالغبارِ
بلا طعمٍ بلا لونٍ تراءت
بلا رسمٍ جميلٍ في الشّعارِ
أيبهضني الزّمانُ شفيفَ عمري
ويُبعدهُ بعيدًا عن مداري
إذا كان الزّمانُ عديلَ خصمٍ
فلا خير استدارَ على الدّيارِ
وما طبعُ الزّمانِ بغيرِ غذرٍ
يماطلني بموعدهِ يُماري
أيا صبرًا فهل يُنسى حسينٌ !
فما كان البُكاءُ إذن شعاري
فمن حزني ذرفتُ الدّمعَ جهرًا
فيا صبري سأُهديكَ اعتذاري
فإن تقبل فلا تجلس بقلبي
وغادر عنهُ أعلنتُ افتقاري
فليسَ لغيرِ
بكّاءٍ وجودٌ
فكن مثلي وإن قرُبَ احتضاري
ا====================
بحر الوافر
0 comments:
إرسال تعليق