في اليوم السابع لاقامتي في اطراف المدينة , استدعتني العجوز جوليا , صاحبة الشقة وقالت غاضبة : شوهدت تخرج من بيت عاهرة في الضاحية المجاورة , كيف عرفت ايفا , وانت كما تقول غريب, وانا الغبية صدقتك ؟ احكي والا مثل قمامة ارميك خارج الشقة , فهمت ؟ هيا تكلم . ولما رأيت اصرار العجوز وهيجانها رحت مرغما اقول :
قبل ليلتين
لم اجد واسطة نقل للضاحية فمشيت . ولطول المسافة , شعرت بالتعب والعطش . كانت
السماء تنذر بهطول مطر شديد حينما مرت سيارة ايفا واسعفتني قائلة اركب شرط ان تكون مؤدبا أيها الغريب .!
. في
الطريق سألتني هل انت الساكن الجديد لدى العجوز
جوليا ؟ قلت نعم .ذكرتك بخير والتقطتني من الطريق. حينما اشتد المطر
قالت لن ادعك وحيدا في الليل والجو مطير .
طريقك مازال بعيدا وبيتي قريب . انزل معي . انا مضيافة والبيت واسع. شكرتها وركبت .
ثم
بعدها ؟ كرت علي العجوز مستفسرة.
امضيت
الليلة حتى الصباح في بيتها. كانت في منتهى الأريحية والادب و مضيافة حقا , اظنها راهبة او قديسة .
قديسة ؟
ايفا قديسة,ههههههه, العاهرة قديسة , يا الهي ما هذا الهراء الذي اسمعه , ايفا
العاهرة قديسة ! ينام حتى الصباح معها ويقول قديسة . انها عاهرة , أعلي يا غبي ؟
يسمي العاهرة قديسة . غباء ام شيطنة ؟ وأمام من
؟ أمام جولي ,ههههههه! فتحت فمها الاجوف
حتى نهاية اتساعه ثم راحت تتمتم .انها
عاهرة, تعرف معنى عاهرة؟ بنت ليل وتسميها قديسة كيف يا دون جوان ؟ قل لي كيف امضيتما الليلة؟ هل قرأتما قداسا أم صليتما متحاضنين ؟ تضحك على
جولي ؟ , ها ..صرخت بوجهي العجوز غاضبة .كنت واقفا مثل تمثال لا ادري ما اقول بل
هي لم تسمح لي بفرصة للتعليق, كانت عل استعداد لارتكاب جريمة . اسمع احذرك لا
تتظاهر بالبله, ماذا فعلتما ؟ .سيدتي هل
انت متأكدة من ان ايفا عاهرة ؟ اخيرا نطقت
. قفزت العجوز كملسوع وصاحت نعم بالتأكيد . هنا انبسطت أساريري و في سري فرحت. اذن وجدت مبتغاي انا الذي يعاني من الوحدة
والغربة والملل وخوف من سرعة مرور الوقت
معا .كانت ايفا في الخمسين .فائقة الجمال تلوي عنق قديس , عكس مؤجرتي
العجوزالدرداء التي تشبه حشفة تمر يابسة . في الليلة الثانية تسللت الى بيت ايفا . رحبت بي .واعتذرت عن
تقديم الشراب . لدي قهوة وبما انك عربي فلا اعتقد سترفضها. بوقار وحشمة قابلتني
على اريكة واسعة تفتح للخلف. وبابتسامة
سألتني هل حدثتك جولي عني ؟ قلت نعم . اصدقني
القول وقل لي مالذي قالته عني؟ .قالت انك
عاهرة صيادة سياح بلهاء مثلي, وحذرتني منك .اطلقت ايفا ضحكة وقالت نعم لقد صدقت جوليا و لم تكذب . الى قبل ايام, الى الليلة التي نمت عندي , كنت عاهرة امارس
الدعارة لقاء مال في مبغى عام وكانت هي , جولي
سمسارتي . نعم كنت عاهرة كما قالت مؤجرتك.
ومثل
أبله تماما فتحت فمي ولم ادر ماذا اقول .ادركت
ايفا حيرتي وقالت, تلك الليلة كانت فرصتك
لكنك التزمت بالشرط وكنت مؤدبا حقا . والآن ؟ تمتمت . جئت متأخرا فقد فات
الأوان يا صديقي , فأمس صباحا , بكرت
للكنيسة , وامام الرب وابونا القس اعترفت واعلنت توبتي . بغبطة باركني ابونا وقال
لقد انتصر المسيح على الشيطان يا ابنتي . وبخيبة امل قلت يا لحظي التعس .فعلا
جئت متأخرا يا ايفا .!!
ضحكت
ايفا وقالت بل انت سعيد الحظ والاكنت قد
لوثتك ليلتها . لقد نجوت من غواية الشيطان يا صديقي .اشرب قهوتك وتعال معي
الى الصالة حيث المدفأة الحجرية. حملت
فنجاني ودخلنا الصالة يدا بيد . كانت المدفأة الحجرية الملصقة بالحائط تلهث نتيجة
احتراق خشب التدفئة الجاوي .انظر,هنا, هذا
رفات ايفا العاهرة . وهذه التي امامك ايفا
جديدة . لقد احرقت ايفا العاهرة حياة العهر والدعارة وماض مذل بغيض وسخيف يا صاحبي
, وها انا الآن امامك ايفا أخرى , نقية مثل ثلج الجبال , قالت ايفا واشارت الى
المدفئة حيث كانت بقايا ملابس محترقة وعلب زينة وواقيات لم تأت عليها النار بعد !!!.
0 comments:
إرسال تعليق