وفشلت حكومتنا الرشيدة المتينة فشلاً زريعاً مُريعاً ليس له مثيل وبأي مقياس من المقاييس الإقتصادية المُتعارف عليها عالمياً أو حتى محليا وأغرقت المواطنين جميعاً والفقراء منهم على وجه الخصوص فى بحرٍ من المعاناة والعوز والآلام التي لا نهاية لها فأحالت نهاره ليلٍ دامس بإظلامه ثقيل بمعاناته لا يجد سبيلا للفكاك من قبضته الموجعه .
فبعد أن
نجحت الحكومة فى مواجهة أزمة كورونا ومعالجة آثارها الإقتصادية التي أثرت بلا شكٍ
علي دول العالم قاطبةً وبلا إستثناء ومنها بلدنا مصر المحروسة إلا أن حكومتنا
الرشيدة حينها نجحت وبتألق شهد به الجميع في الداخل والخارج فى تقليل آثار هذا
الوباء وتلك الكرثة الإقتصادية وما نجم عنها من توابع وآثار فمرت علنا بسلام
والحمد لله ،
إلا أنه
وبعد قليل بدأت حكومتنا الرشيدة المتينة في إنتهاج سياسات ومدارس ومناهج إقتصادية
كارثية متتالية متلاحقة متلاحمة متلاطمة طبقا لأوامر صندوق ( النَكَد ) الدولي
كمتطلبات وأوامر ضرورية مُلِحة للحصول على قرض جنابه ومنها رفع الدعم والذى تم على
مراحل أدت بلا جِدال لمعاناة البسطاء وصعوبة حياتهم لحد كبير وتحملوه بشق الأنفس ،
ثم
التعويم الأول للجنيه المصري والذي بدأت معه مرحة غرق الجنيه وسقوطه وأول خطوات
نهايته والذي إستتبعه موجة تضخمية كبري وإنقلاب لموازين الأسعار حاولت معه الحكومة
معالجة تبعاته ففشلت فلم تكتفِ بذلك بل لجأت للتعويم المتتالي والذي كان معه
إنفجار الأسعار وإنفلاتها فأصبحت كالغول الذي لا طاقة للجميع بمواجته لا الدولة
بكل سلطانها وسلطاتها وهيمنتها وجبروتها وبكل ما أوتيت من قوة ولا المواطن الضعيف
بكل ما يملك ،
فزاد
مؤشر الفقر وبلغ أقصى معدلاته وكذا زاد التضخم وسُحق المواطنون البسطاء بسيف
الغلاء الفاحش المتوحش وظهر عجز الدولة بكل أجهزتها في مواجهته ووقفت الحكومة
بوزرائها الأكابر يمصمصون الشِفاه ويتعجبون تاركين الحبل على الغارب لكبار
المنتفعين في شتي مناحي الحياة لمص دماء البسطاء هنيئاً مريئاً وتحت سمع الحكومة
وبصرها بل ومباركتها فطُحِن البسطاء وإزداد ثراء الأثرياء ووقفت حكومتنا الرشيدة
مكتوفة الأيدي في صفوف المتفرحين حيث تركت الجميع للتفاعل القاتل للوصول لحلٍ
طبيعي متيقنة أن البقاء للأقوى .
والآن
وبعد كل ما سبق وما نتج عنه من تآكل لدور الدولة الإقتصادي والإجتماعي وموت للجنية
المصري حيث بلغ سعراً لم يبلغه بطول تاريخ مصرنا الحبيبة وكذا تضاعف عدد الفقراء
ومن هم دون خط الفقراء بل وموتهم وزيادة الفجوة الطبقية بزيادة ثراء الأثرياء
لسابقة لم يبلغها من قبل أليس كل هذا دليل ومؤشر قوي على فشل حكومتنا الرشيدة فشلا
زريعاً يأخذنا لحتمية رحيلها غير مأسوف عليها وتغييرها بدماء جديدة وأفكار جديدة
عساه يحالفنا النجاح والتوفيق وخاصة أن مصرنا الحبيبة لا تخلوا من الكفاءات
وبعيداً عن أهل الثقة والوجوه العتيقة التي سئمناها ولم تفارقنا ربما لقرون .
0 comments:
إرسال تعليق