• اخر الاخبار

    السبت، 3 يونيو 2023

    نملة ذئاب بنى الانسان..قصة قصيرة ..بقلم : على صلاح

     


    لقد عادت الذئاب للعواء مرة أخرى و لكن كيف تسنى لها ذلك فمنذ اصبتها اللعنة كم يدعى أعدائها أو تلك المنحة الالهية التي اختصها الله بها كما تردد هي بل تتعال بها على سواها داخل الغابة و خارجها اقرر هؤلاء و اطمأن عقلائها  بانها لا يمكن أن تستطيع ان تعود لذلك مجدد فقد أصابت احبالها الصوتية نعومة لا تسعفها للعواء مرة أخرى  و طربت اذان بعضها لواقع الالفاظ العذبة منذ تعلمت " الحوار " كبنى الانسان كيف لها بعد تعاقب الاعوام و السنين على ذلك ان تعود من حيث بدأت لذلك كان العواء هذه المرة ليس مألوفا و لا تحمد عواقبه فهو مؤشر جد خطير و عواقبه فادحة فما تعلمه هي و غيرها انها بمجرد العواء سوف تعود لتمشى على اربع سوف تكشر انيابها لتبدا حربها فهو بمثابة صفارة الانذار الرهيبة الكئيبة التي تصدر عند بنى الانسان قبل الحروب و نزاعات فاستقبله الجميع بشعور لا يمكنه وصفه او ترجمته كملة excited  التي لا معادل لها في العربية غير كملة منفعل فكان شعور من الاهتمام و الانتباه لا يدرى احد ما الدافع اليه هل هو الخوف أو الرهبة من التوابع او شماتة الاعداء أو الفرحة أو التسليم بغيب تنبؤ النذر أنه لن يأتي بخير لا أحد يدرى . فتلك الجماعة من الذئاب لها مكانتها الخاصة حتى بين ذئاب الغابة و لما لا فهي تحكم سيطرتها على الغابة بأسرها بل تكمنت من  ازالة غابات عدة اقامت مكانها مزارع و حقول و استعملت فيها البشر أنفسهم بل ووضعت الأسود في أقفاص حديدية و تركتها و شانها لا تذهب اليها  الا في ساعات الفراغ رغبة في التسلية و الترفيه عن نفسها و صغارها فحكايتهم يحيط بها الغموض يدفع على الفضول غير انه لا يروى ظمائه فمذ تركت الغابة و انقطعت عنها لمئات السنين و حتى عادت  اليها اليوم لا أحد يدرى ماذا أصابها في رحلتها ؟ فمن قائل انها استوطنت مانا بين الاجبال الوعرة و ضل ادمى طريقه اليه يوم فتقبلت بينها لأنها علم اشياء لم تكن تعرفها نقل لها ميراث ضخم من بنى جلدته  و العجيب أنه لم يدى لهم أنه هو وحده الذى طوره بل أقر لهم أنه لا يمكن لهم كبشر أن يعيشوا بمفردهم انهم هذا الميراث تتناقله  الاجيال و تتحمل أمانة تطويره أو توصم بلعنة اهداره و قد جعلها تتخلى عن عقلية الغابة و تتقلب الاخر بينها بل أخبارها أن تلك سن من سنن الكون و ضعها خالقه بل سر الاختلاف عند الخالق نفسه انه و بنى جلدته قد اتهم هذا الخبر من السماء برسل يشهد عليها تاريخهم بمر عصوره قبل أن يحاول هم أن يصعدا الى السماء بفضل امكاناتهم اليوم  ليبحثوا عن الحقيقة و لا ينكر أنهم مختلفين فيما بينهم فى الايمان بتلك الرسل و لكنهم جميعا مؤمنين بوجود الخالق و بعثه الرسل ايضا و ان الاختلاف حق اقره الخالق سوف ينبئهم بهم في يوم مشهود بينه و بينهم لا يعلم أحد موعده غيره

    تقول الضباع هي اشد من يحقد على تلك الذئاب ان هذا الانسان قد عاد اليهم بعد أن هجرهم فترة من الزمن لأنه قد وجد بين قومه من غدره في غيبته و هضم حقوقه فراي ان الغابة أرقى بكثر من مجتمعهم المزيف بكثير ان قصتهم لا تعدو أن هذا الانسان قد قتلهم جميعا بفضل سلاح ماكر كان قد طوره ذويه ما عدا احدى اناثهم فتزوجها أنجب بها هذا النسل الملعون حتى يحكم هو سيطرته بهذا النسل الجيد على الغابة و بنى الانسان في ان واحد فكان عاقب الله لسوء عمله و فساد نيته أن مسهم طائف من الشيطان فاذا غضبوا نكصوا الى طبيعتهم الأولى صاروا ذئاب و ما عد ذلك ستجدهم على تلك الهيئة كسائر البشر يمشون على قدمين و يتحاورن فيم بيهم و منهمكين في العمل و البناء و لا يدرى أحد متى تثور بينهم تلك النزاعات فعودنا نشاهد اليوم ماذا سوف يسفر عنه هذا الانذار الجديد هل حقا سيثور صراع جديد يشفى صدورنا و نسترد ارثنا أم يفنون بهم البعض و تشمل معهم سوء العاقبة فانتم لا تدرون شيئا عنهم اذا التحم في نفوسهم الغضب بذلك الغرور الذي ينظرون بيه الينا بل و الى بعضهم البعض . تريث الثعلب كثيرا و قال انى  يا صديقي اشاطر تلك الأماني جميعها و لكن لا اسرف في الامل مثلك انهم ان كان لديهم جنس يمسى العقلاء الذين يهبون دوما لإطفاء كل نار للحرب و لكنى لا أخشاهم على رغم من توفقهم علينا نحن معشر الذئاب في الحيلة و المكر لانهم ان كانوا ليس مثلنا يعيش كل فرد فينا على تلك الفطرية الالهية التي منحنا الله اليها دون أن يطورها مثلهم فهم يطورنها بميراث التاريخ كما تقول اسطورتهم فهم لا يعيشون فرادى منعزلين كما تعلمون فمنبع الخطورة هي تلك النملة التي سوف تلدها الانثى الاسبوع القادم و هنا قاطعه الاسد قبل أن تهم البقية الحاضرة من الحيوانات بالسخرية منه أو الانقضاض عليه كيف أيها الماكر ؟ ما قصة تلك النملة ؟ فجاب تعلو قسمات وجه اشارات الجدة و الوضوح انهم يا سيدى منذ ان اصابهم ما اصابهم هم يلدون صغارهم على هيئة نملة تتمتع بكل مظاهر الحياة و لكنها للآسف لا تتمتع بالحياة بمفردها كسائر صغارنا فهي بحاجة الى " التريبة " فعم الصمت المكان حتى صاح الصقر كيف لهذا الجبار الذى يصعد الى السماء و يشق الارض ليستخرج منها ما يشاء و يغوص في اعماق البحر يصطاد سيد المياه الزرقاء في أعماق المحيطات الحوت العظيم ان يلد صغاره عاجزين أو أن يكون هو قد نشا مثلهم يوما ما ان لا اصدق ذلك و لن يتقبله عقلي ان كنت أدرك أنه صغير قبل أن يرد الثعلب ظهر في اعينه أسف عميق و قال نعم انك لن تدرك ذلك و لا حتى انا قد كنت دائما ما اقوم بدور الوساطة بينهم بناء على تعليمات مولانا  الملك في ايام النزاعات السابقة و رغم أنى نجحت كثيرا بمعسول الكلام و حلوة الألفاظ و استنباط ما تخفى نفوسهم و عقولهم أن اجج نار الخلاف و ووصل الامر في بعض الحالات الى الانفصال و الهجران و قطيعة التامة الا انه بمجرد ولادة النملة تصاب الانثى بالهون و الضعف على من جراء الولادة بل تجاه تلك النملة و ما أن يحتويها الذئب الشاب حتى تقرصه في قلبه فسيرى في جسده و عقله قوى خفيه تجعل روحه معلقه بها يقر الجميع بواجب من المسئولية تجاه تلك النملة لا علاقة له برابط الحب لها لأنه ان كان الحب يعنى ان يؤدى ما عليه و زيادة فان المسئولية واجب و حق  لا يقبل النقاش أو المساس و يرفع الثعلب راسه عاليا الى حيث يقف الصقر بمرور الزمن تتحول النملة الى ذلك الجبار الذى كنت عنه تتحدث فهي ايضا تجمع اواصرهم تقرب بينهم بل تصبح محور حياتهم فيصيح البغبغاء هي ذكر أم انثى ؟ فيجيب الثعلب ان لغتهم على ثراء الفاظها و تنوعها لا تحمل مذكر لهذا اللفظ ممن يعنى انهم لا يهتمون .

    و هنا يطرح النمر سؤاله و هو يتوثب  للانطلاق ما الحل اذن ؟ فيهز الثعلب رأسه قائلا الحل الحقيقي طوع بنانهم هم ان ارادوا عادوا للحوار و كشف الله ظلمة نفوسهم و عقولهم و ذلك المس الشيطاني من التسرع و العجلة سوء عاقبة تقدير الامور هو ما ادعو الله ان يبتلى بالمزيد منه حتى يوردهم مورد الهلكة و الفرقة دون ان نكلف أنفسنا شر القتال و فاني اجدد قسمي و عهدي لمولانا الملك انى لن أدخر جهدا ان فتح الباب الذى استقبلوني منه يوما نشب بينهم هذا الصراع لكم جميعا في الوقت المناسب فقد اطلعت على كثير من اسرارهم منذ انفردت بكل جماعة منهم و سوف استخدم هذا و ما استنتجته و ما أعلم منكم عنه لأشحن نفوسهم سعى ان تهلكهم و نستريح من شرورهم يعود الى سباق عهدهم كما كانوا ...............       

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: نملة ذئاب بنى الانسان..قصة قصيرة ..بقلم : على صلاح Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top