أَتَيْتُ وَجُرْحُكَ
في مَبْسِمي....وَنَبْضُ جَوىً لَمْ يَزَلْ في دَمي
أَتَيْتُ لِأَلْثُمَ
تُرْبَ الْإِمامِ...........وَمَنْ لَمْ يَرَ التُّرْبَ لَمْ يُحْرِمِ
فَفي عالَمِ الذَّرِّ
زُرْتُ الْحُسَينَ.......وَلَسْتُ إِلى غَيْرِهِ أَنْتَمي
وَتُرْضِعُنِي
الْأُمُّ حُبَّ الْحُسَينِ........وَقالَ أَبي عَنْهُ لا تُحْجِمِ
فَقَدْ عُرَفَ
الْحَقُّ يَومَ الْحُسَينِ....وَمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ لَمْ يَنْدَمِ
*
سَلامٌ عَلى كَرْبَلاءِ
الْحُسَينِ.........سَلامٌ عَلى فَجْرِها الْعَنْدَمِ
نَفَحْتَ الْعُقولَ
بِضَوعِ السَّماءِ.....وَإِنْ خَضَّبوا شَمْسَكُمْ بِالدَّمِ
وَمِثْلُكَ عُنْوانُ
شُمِّ الْعَرانِينِ..........يَومَ رَماكَ بَنو الْأَلْأَمِ(م)
وَلاذَ الّذي قَدْ
تَوَجَّسَ خَوفاً.....وَلَمْ يَخْشَ في رَوضِكَ الْأَكْرَمِ
وَأَلْهَمْتَ فَيْضَ
النُّفوسِ تُقاها.....وَحَذَّرْتَها مِنْ هَوى الْمُغْرَمِ
وَعَلَّمْتَها
في قُرى الظّالِمِينَ....فَلَيسَ سِوى الْمَوتِ مِنْ مَغْنَمِ
أَتاكَ الْحِمامُ
غَشوماً هَلوعاً........وَخُضْتَ حِمامَكَ كَالضَّيْغَمِ
وَلَمّا هَوى الْمَوتُ
فيكَ يَدورُ........أَدَرْتَ عَلَيْهِ مَنىً يَرْتَمي
بَصَرْتَ وَمِنْ
قَبْلُ كَنْتَ بَصيراً..وَحارَ الرَّدى يا لَهُ مِنْ عَمي
غَريمُكَ تَرْحَضُ
فيهِ الدَّياجي......وَمِثْلُكَ يَسْمو عَلى الْأَنْجُمِ
فَإِنْ مُتَّ كُنْتَ
إِمامَ الْجِنانِ......وَإِنْ ماتَ لَظىً حَوْلَهُ تُضْرَمِ
*
سَلامٌ عَلى خُلْقِكَ
الْفاطِميِّ............سَلامٌ عَلى أَصْلِكَ الْأَكْرَمِ
سَلامٌ عَلى نَهْجِكَ
الْحَيْدَريِّ............سَلامٌ عَلى جَدِّكَ الْمُلْهِمِ
وَرِثْتَ النَّبيَّ
وَفِقْهَ الْكِتابِ......وَحُزْتَ الْعُلى في النُّهى وَالدَّمِ
رأى الْقَومُ فيكَ
أَماراتِ طه..........وَذا أَحْمَدٌ فيكَ لَمْ يُعْصَمِ
وَإِنْ طَلَبوا
النَّصْرَ كَيْداً وَجَوْراً.....فَأَفْحَمْتَهُمْ بِالْهُدى الْمُحْكَمِ
وَهَبْ غابَتِ
الشَّمْسُ يَومَ الطُّفوفِ...فَذي شَمْسُ آلِكَ لَمْ تُعْتَمِ
وُكُنْتَ ضُحى
الشَّمْسِ في النّازِلاتِ..وَكانوا نُجوماً بِها تَحْتَمي
وَكانوا فِداكَ
غَداةَ الْحِمامِ.......وَحَوْلَكَ في الْمَوْقِفِ الْمُضْرَمِ
وَظَنَّ الْعِدى
قَدْ قَضَوا مِنْكَ حِيْنَ....سَقَوْكَ سُحاباَ مِنَ الْأَسْهُمِ
*
نَدى راحَتَيْكَ
سَقى في الْفَيافي......رَياحينَ مِنْ نَجْعِكَ الْبُرْعُمِ
وَفي لُجّةِ الْقَيظِ
قامتْ دِماؤُكَ.......نَحْوَالسَّماءِ مِنَ الْمِعْصَمِ(م)
وَنورٌ مِنَ الشَّفَتَينِ
يَشُعُّ..............إِلى الَآنَ وَالْكَوْنُ لَمْ يُظْلِمِ
أَ في الْأَرْضِ
ماتَ الْحُسَينُ ظَمِيئاً..ومَنْ في السَّماءِ إِلَيْهِ ظَمِيْ
*
سَلامٌ عَلى ابْنِ
الْبَتولِ الّتي في......الْجِنانِ تَسودُ عَلى مَرْيَمِ(م)
سَلامٌ عَلى زَينَبٍ
في الْخُطوبِ...فَمَنْ مِثْلُها في الْوغى الْمُقْتَمِ
وَأَيْنَ الرِّجالُ
مِنَ الثّاكِلاتِ.............وَأَيْنَ هُمُ مِنْ فَمٍ عَلْقَمِ
تَلَعْثَمَ صِيدُ
الرِّجالِ لِساناً..........وَزَيْنَبُ في صَوتِها الْأَقْوَمِ
*
سَلامٌ عَلى الْحُرِّ
حُرِّ الْحُتوفِ.....وَيَومَ كَسَرْتَ هَوى الْمَغْنَمِ
سَلامٌ عَلى مَنْ
تُناديكَ حُرّاً...وَصِرْتَ وَمِنْ قَبْلُ أَنْتَ الْكَمِي
تُؤامِرُ نَفْسَكَ
في الْأَمْرِ حتّى............بَكَيْتَ كَأَنَّكَ لَمْ تَبْسِمِ
وَنادَيْتَها تائِباً
يا حُسَينُ...........فَأَجْمِلْ عِتابَك في الْمُقْحَمِ
وَأَحْجَمَ أَلْفٌ
مَعَ ابْنِ الرِّياحيْ......وَوَحْدُكَ يا حُرُّ لَمْ تُحْجِمِ
وَتَنْدَمُ ما
عِشْتَ بَينَ لُحاهُمْ.....وَروحُكَ في الْمَوتِ لَمْ تَنْدَمِ
*
وَيا أَيُّها اللَّيْثُ
عادى الْهَوانَ............وَنادى عَلى حَيْنِهِ أَقْدِمِ
وَذي الْأُسْدُ
بَيْنَ الْوَصيِّ وَطه..صَدىً في الْوَغى يا فِقارُ احْسِمِ
وَكُلُّ مُروءاتِ
هذا الْوَرى ما.....احْتواها سِوى كَفِّكَ الْمُنْعِمِ(م)
وَحَتّى السَّنابُكُ
تَأْمَلُ وَهْيَ........تَطوفُ عَلى صَدْرِكَ الْأَرْحَمِ
*
سَلامٌ عَلى أَوَّلِ
السّاجِدينَ...........وَما كانَ إِلّاهُ مِنْ مُسْلِمِ
وَكانَ إِمامَكَ
بَعْدَ النَّبيِّ..............وَكُنْتَ الّذي لَهُما تَنْتَمي
وَكانَ غِناهُ
بِعَدْلٍ يُقامُ...........وَكانَ غِنَى النّاسِ بِالدِّرْهِمِ
وَكُلُّ الْخَلائِقِ
يَخْشى الْحِمامَ......سِواهُ فَقَدْ فازَ في الْمَأْتَمِ
وَكَمْ رامَتِ
اطْفاءَ نورِ الْإِلهِ.........بَنو عَبْشَمٍ وَبَنو الْمُلْجِمِ
وَلكِنَّ رَبِّي
أَتَمُّ الضِّياءَ.......بِرَغْمِ هَوى النَّاصِبِ الْمُجْرِمِ
سَيَبْقى الْعَطاشى
تَرومُكَ وِرْداً..لِتَشْرَبَ مِنْ عَذْبِكَ الزَّمْزَمِ
*
وَهَلْ نَحْنُ
إِلّا عِراقَ الْحُسَينِ.........أُباةً مِنَ الْمَجْدِ لَمْ نَفْطَمِ
وَنَحْنُ الّذينَ
كَسَرْنا الْغُزاةَ.......عُصاةٌ عَلى الدَّهْرِ لَمْ نُشْكَمِ
وَكُنّا لِأَبْناءِ
عَمٍّ فِداءً..................وَكانَ الْأَعارِبُ كَالْأَرْقَمِ
سَقَيْنا رُباهُمْ
مِنَ الْرافِدَينِ.........وَكانَ الْجَزاءُ شَذى الْعَلْقَمِ
أَغارَتْ عَلَينا
ضِباعُ الظَّلامِ........غَضَبْنا ألا يا عِراقُ اكْظِمِ
تَمادى بَنو العِجْلِ
والسامريِّ......وَعادَ هَوى الْجَمَلِ الْمُجْثَمِ
وَغَرَّهُمُ بِالْإِلهِ
الْغُرورُ.................وَأَرْدَتْهُمُ شُبْهَةُ الْمُبْهَمِ
فَما أَسْفَرَ
الصُّبْحُ إِلّا وَقِنْوانُ......نَخْلِ الْعِراقَينِ لَمْ يُصْرَمِ(م)
*
وَلَوْلاكَ كانَ
الْعِراقُ كَسيحاً............وَلَولا دِماؤُكَ لَمْ نَسْلَمِ
وَذا نَصْرُكَ
الْحَشْدُ بِاسْمِ الْحُسَينِ..إِذا صاحَ لَبَّيْكَ في الْمَلْحَمِ
بَلِ ازْدَهَرَ
الْوَرْدُ في كَرْبلاءَ.....وَأَيْنَعَتِ الْكَفُّ في الْعَلْقَمِي
....................................................
*مجاراة قصيدة
(في رحاب الحسين) لشاعر العراق الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد
0 comments:
إرسال تعليق