إنما الحياة الدنيا بالنسبة للبشر ماهى إلا دار المرور والعبور وليست دار مستقر فمهما طال بنا الأجل فهى قصيرة قصيره ولا بد حتما أن يحين الرحيل .
وإذا تدبرنا أمرنا
نحن وأمر وجودنا بعد أن كُنا أمواتاً ثم أحيانا الله سبحانه وتعالى بأمره وسخر لنا
ما فى الكون بقدرته ووهب لنا من عظيم نِعَمِه مالا يُحصى ولا يُعد ظاهرها وباطنها ،
وإذا نظرنا لمسيرتنا
نحن البشر فى ملك الله لوجدنا أن حياتنا الدنيوية هى إحدى مراحل مسيرتنا التى قدرها
الله لنا بحكمته وحُكمِه وهى أقصر مراحل تلك المسيرة مهما مضى علينا من زمن ،
وهى مرحلة مرور
وعبور مكتوبة ومُقدرة فى علم علام الغيوب قبل أن نكون وقبل أن نحيا من موتتنا الأولى
لنصل إلى المرحلة الثانية فى المسيرة وهى مرحلة القبور بالموت وفناء الأجساد بعد أن
يواريها التراب ويأكلها الدود حيث نبقا فيها
رفقة أعمالنا فى إنتظار اليوم الموعود ،
حيث يوم البعث
والجمع ليوم مشهود أمام الله الواحد الأحد المعبود ونُصِبَ الميزان وحان وقت الحساب
عن أعمالنا بدنيانا ومعنا صحائفنا وأعضائنا علينا الشهود والأبصار شاخصة فى إنتظار
النتيجة والمقر بدار البقاء والخلود ،
فلنغتم دُنيانا
ونكون من أهل العطاء والجود وحسن عبادة الله والركوع والسجود ونكثر فى فعل الخيرات
والبعد عن الشرور والمُنكرات وجمع الزاد والزواد وحسن إختيار الأنيس فى القبور وما
يثقل الموازين فى يوم البعث والنشور .
سائلين ربنا الستر
وحسن الختام وغفران الذنوب وعلى الصراط يوفقنا فى المرور ،
ويرزقنا رؤية وجهه
الكريم سبحانه وتعالى ورؤية وشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وشربة من يده وأن نرد
حوضه المورود وأن نكون بصحبته فى الجنة ودار الخلود .
0 comments:
إرسال تعليق