• اخر الاخبار

    الأربعاء، 24 أغسطس 2022

    رائحة الموت عالقة بثيابى..بقلم: جمعه عبد المنعم يونس

     


     

    المقابر ليست بعيدة

    مللت كثيرا ًمن الذهاب إليها

    إنها تفتح أبوابها ف الليل والنهار

    تستبدل ثيابها كل يوم

    رائحتها عبقة برائحة

    أشجار الكافور العتيقة

    وذرات التراب العطن

    أنها رائحة الموت

    عندما أذهب إليها

    أجدها عالقة بثيابى

    أعود حزينا ًمكتئبا ً

    سأزور من أعرف منهم

    سريعا جدا ً

    كأنهم فى إنتظارى

    يجلسون القرفصاء بهياكلهم

    فى صمت وسكون

    أمام الأبواب

    من لا أجده

    ربما يكون نائما ً

    أو مل من زيارتى المتكررة

    أو يكون مشغولا ً بضيوف آخرين

    عندما أجلس أمام القبر

    منذ أكثر من أربعين خريفا ً

    مر الكثيرون من الأحياء

    فى تلك الهوة الضيقة

    وأسأل ؟

    متى أجتاز

    تلك الهوة ؟

    عندها يتملكنى الخوف

    والرغبة الشديدة فى الحياة

    أنتهى سريعا من مراسم العزاء

    أعود مهرولا ً

    كأنما الموت يطاردنى

    يهددنى

    أسمع صوته الماكر

    سألحق بك يوما ً

    أخطو فوق أسفلت الطريق

    أنفض أقدامى

    مخافة أن يكون قد علق بها

    وأنا أنظر خلفى

    حشود من البشر تخرج هاربة

    وأنا أتخيل أن كل الحشود

    ستعود يوما إلى هنا ولا تخرج أبدا ً

    الموت أشبة بثوب غال مخبأ فى مكان ما

    نحتفظ به

    كى نرتديه فى المراسم

    أعدُ على أصابع يدى من رحلوا

    فلا أحصيهم

    أعد على أصابع اليد الأخرى أصدقائى

    فلا أجد

    ما أثقل هذا الصرير

    وهو يَعُدُ سنوات العمر

    كأنى أعُد فى السراب

    أو إنى أعَدّ لنفسى سفينة

    الغياب

    الطويل .

    …………..

    12 يوليو 2018

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: رائحة الموت عالقة بثيابى..بقلم: جمعه عبد المنعم يونس Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top