عزيزى القارىء
؛عندما قرأت عنوان المقال تخيلت المشهد الشهير لنبينا المصطفى الهادى البشير سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم ؛عندما عاد إلى مكة موطنه ومسقط رأسه منتصراً وفاتحاً لها
؛ وقال مقولته الشهيرة من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن
دخل المسجد فهو آمن .ونظر إلى قومه الذين آذوه وأخرجوه من وطنه عنوة وقال لهم مقولته
الشهيرة :ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟!
ولا أقصد بتاتاً
هذا المشهد الرائع فى التاريخ الإسلامى ؛ولكننى أقصد بسؤالى هذا ما تفعله الحكومة بالمصريين
..فالنظام يسأل شعبنا العظيم :ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟!!!
الناس فى البيوت
والشوارع والحارات والنواصى والمقاهى والمدارس والمصالح الحكومية والحقول يصرخون ويشتكون
مر الشكوى من الغلاء الذى ألهب ظهورهم ؛حتى انهم لجأوا إلى الإجهاز على ما ادخروه ؛وآخرون
منهم لجأوا إلى البنوك الأهلية وهى “الجمعيات” ..ليست الجمعيات الخيرية..ولكنها جمعيات
الغلابة وهى عبارة عن مجموعة من الغلابة يشتركون
فيما بينهم وكل شهر يدفعون مبلغا من المال يتم الإتفاق عليه ،ويتم توزيع الحصول على
الجمعية كل شهر لأحدهم ..حتى يتمكنوا من العيش
وتلبية متطلبات الأمور الحياتية الصعبة.
فبعد مرور عام
على القرض الفضيحة “قرض صندوق النقد الدولى” وبعد مرور نصف عام على تعويم الجنيه ؛أصبحت
الحياة أصعب من ذى قبل ؛حتى ان البعض يتذكر حنين ماضى المخلوع ؛فالحياة كانت أسهل بالنسبة
لكل مواطن .
وبالرغم من تلك
الحالة الخانقة - وبدلاً من تصدير البؤس والشقاء
من المواطن للحكومة ؛حتى تتراجع عن قراراتها المستفزة التى يقول عنها المسئولون فى
بر مصر المحروسة أنها تصب فى مصلحة المواطن ؛ وهم محقون فى هذا ،ولهم حق فى كل ما يفعلونه
؛فأصبح شبح يوم الخميس يراود المواطن الفقير خشية اتخاذ قراراً جديداً يصب فى مصلحة
المواطن – يقوم المواطن الغلبان بممارسة حياته العادية ؛ويٌصدر للحكومة أن الحياة لونها
بمبى!!
فتجد ’لاف المواطنين
يذهبون إلى المصايف ويمارسون حياتهم ؛وهم فى
الحقيقة يستلفون مبالغ من المال ليقضون يومين
أو ثلاثة فى المصيف تحت دعوى “العيال عايزين
يغيروا جو”..وهم فى الأصل مدانون بمبالغ كثيرة لغيرهم “والطين يزداد بلة”.
وآخرون يشورون
بناتهن بالتقسيط ويأتون لها بكل شىء من الإبرة للصاروخ ؛ولا يراعى حالته الإقتصادية الزفت ،ولكن كل ما يعنيه أن يستر ابنته وهذا حقه
ولكن المثل بيقول “على أد لحافك مد رجليك” ؛وتكون نهايته بعدما يستر ابنته ..إما السجن
لعدم قدرته على تسديد الشيكات أو يٌصاب بجلطة وتفيض روحه لبارئها ولو حظه اسود ولديه اولاد ما زالوا فى عمر الزهور
يتركهم يتامى ويورثهم الفقر ؛لأنه ليست لديه كياسة فى التفكير.
الكارثة الكبرى..كثيرون
من بنى وطنى فى بيوتهم بدل الموبايل “ثلاثة” أو “أربعة” ..الأب والأم والإبن والإبنة
والواد الصغير يا مولانا نضحك عليه بكلمتين ؛وكمان خط “نت” لكل واحد فيهم ؛وتزعلوا
قوى لما يطلع الريس يقول “صبح على مصر بجنيه” ؛ما انت السبب يا آبا!!
الغريب فى الموبايل
..ناهيك عن تصدير حالة البذخ لنظامنا المصون ؛أنه دعوة هدامة للتفكك الأسرى ؛ والبعد
عن الدين ؛فأصبحت ربة المنزل “الموبايل” فى يدها فى كل مكان ..فى حجرة النوم فى المطبخ
فى الصالة وحتى فى الحمام ؛وعندما تريد شيئا من زوجها أو ابنتها أو ابنها ترسل لهم
رسالة وهم يعيشون بين أربع جدران.أما “رب المنزل” فنفس الأمر زد عليه أنه لا يؤدى فرائض
ربه ؛غير إنه “يهؤ” هنا وهناك!!
الطامة الكبرى
..أن المغلوب على أمره –المواطن الغلبان- عندما يزداد سعر اى سلعة يذهب مهرولا وبدلا
من أن يأخذ من كل صنف “ربع كيلو” .. لا ..الواد عنتر ..يشترى اثنين وثلاثة كيلو مع
بداية الشهر وبعد ثلاثة أيام يصب جام غضبه على حكومته..يا رجل!!
يا سادة ..نحن
أمام بعض البشر لديهم انفصام فى الشخصية ”يقولون
مالا يفعلون” تجدهم يلعنون الدروس الخصوصية مثلا –وهم أول من يقوموا بالحجز لأبنائهم
بمئات الجنيهات.تجدهم ينادون بذهاب اولادهم للمدارس ومع بداية الدراسة يجبروهم على
الجلوس فى البيوت للمذاكرة والدرس الخصوصى.
تجدهم يتحدثون
عن الفضيلة وان التحرش فضيحة ؛وتجدهم يجلسون خلف الموبايلات وساعات السحر بجوار نسائهن
يخرجون عن السياق فى المحرمات مع نسوة خارجات عن السياق ؛والكارثة تجدهم يتشدقون بالفضيلة!!
وآخرون يتكلمون
عن شرع الله وحدود الله ؛وتجده أول واحد واكل مال اليتيم ؛ وواكل نصيب أخته فى الميراث
،وعندما يحدثك تجد انك أمام مولانا الإمام العلامة الفاضل سادس الخلفاء !!
ولا يكتفى بذلك
تجده يواظب على الصلاة ويتعامل بالربا ويسب الدين وبؤذى جاره ؛وعندما يٌخرِج زكاته
تجد صفوفاً امام بيته ؛يتركهم طوال العشر الأواخر من رمضان يذهبون ويعودون من اجل
20 جنيها فى ظرف ؛كل هذا ليقول الناس فلان قدام بيته أمم “الرجل بيزكى” ..ويعلم تمام
العلم ان الله ورسوله نهانا عن ذلك ؛فالمفروض ألا تعلم شماله ما أعطته يمينه ؛وهو يخرج
على الغلابة فى زينته بجلبابه الأبيض “اقفوا صف واحد”..لينعم عليهم ولى النعم.
وغداً العشر الأوائل
من ذو الحجة سترى عجب العجاب ؛البعض يذبح الذبيحة للأضحية فالمفترض تذهب لفقراء المسلمين
–وهم الآن كثر- ستجد عربات الكارو والملاكى تطوف الميادين والقرى والعزب والنجوع ؛وينادى
سائقوها وكأنهم على ربوة ..يا فلان ..فلان
بعتلك كيلو إلا ربع “لحمة العيد” كل سنة وأنت طيب”!!
فى النهاية بقى
أن أقول ..لا تلوموا النظام ..ولوموا أنفسكم ..لأنكم تصدرون لهم مشهد “النبلاء فى بلاد
الأحلام” ؛فجميعكم تكحون تراباً ؛وأمام نظامكم
وحكومتكم مليونيرات..فماذا تظنون أنهم فاعلون بكم ؟!
يا سادة كونوا
صرحاء مع أنفسكم ولا تلبسوا ثيابا غير ثيابكم ..بأفعالكم وكياستكم لن تدوس الحكومة
عليكم ؛وبطريقتكم هذه ..ماذا تظنون أنهم فاعلون بكم؟!!
**المقال تمت
كتابته فى
22 اغسطس 2017
0 comments:
إرسال تعليق