* وحدها المعابد التي تمجد الارباب دون رضاهم ،تجيد صناعة الاكاذيب وترويجها، بحيل كثيرا ما استنكرها الشيطان ،معلنا،من أين يجيء الكهنة بكل. الاوهام والاكاذيب، عجزت منذ دهور على ابتكارها حيل توهم الفقراء ،إن الالة تعشق فقرهم ، وتعلن في مجلسها الاعلى ان هؤلاء الحفاة ،الناقرين ظهر المزابل ليل نهار انما هم احباب الرب الطاعن بالفرح، وسيحاول جاهدا، حين عبورهم الى حيث دار البقاء والازلية، منحهم مايشاءون ويرغبون،ثمار من حدائق الارباب ما شافتها ابصارهم،وما تذوقوا منها شيئا، ستظل عصية على فهمهم لبعض الوقت،لكن عطف الكهنة وتراتيلهم المتوسلة،تفتح الابواب على كل غاياتها، وتمتلأ البيوت الزبرجدية بنساء اعذب من العسل والذ، نساء لايعرفن النكد،ولاتطالهن السنة الرذيلة،يعلن انليل—،خذوا ما ترغبون..وامنحوا ارواحكم الرخاء والدعة،!! تنهمر فوق الهامات هالات من المباركة السرمدية،التي تبرق موحية،أن خلاص الأرواح ،ماكان ليحصل،لولا تلك التراتيل التي ضاعفتها الأيام،مثيرة الشفقة والخوف، يجلس أنليل،في علياء عرشه ،منصتا لذاك العويل ،الذي يشعره بأن الإنسان كائن غطس حتى اذنيه بتوسلات خرقاء لا تفيده بشيء!! يقو ل لارباب وجوده الصغار—لافائدة..مادامت مخاوف أعمارهم تسير خطاهم..من صور لهم اننا نريد الإنتقام..!!
* ترد عشتار،بصوت
مغناج اثار فضول صغار الارباب ومتعتهم—الكهنة طبول خراب القبول..ما كان علينا الابقاء عليهم!!
* رد انليل ضاحكا—
ربة جمالنا الكهنة مزارع فاسدة ..أفسدت بثمارها
هيبة الانسان وسلامه!!
* —والحل؟ قال
آتو ،بعد ان ازال بعض قذى عينيه بحركة مسرحية،أثارت
استهجان الارباب،فتعالت اصواتهم استنكارا،لم يك الاله الاكبر،الطافح بتراتيل التبجيل،يعرف
كيف يعيد توازن نفوذه الذي اصابته ارتباكات الارباب وفزعهم،بقلق ضم يديه الى صدره،وبصوت
صاف مثل ماءنبع ،انغمست ذاته العلوية،في تنغيمات هادئة،فجرت براكين الاستحسان ،بين
ثنايا الوجوه التي سيطر على ملامحها الخمول./ في المحنة فطنة الراغبين بالقول/تصير
معاني للرأفة/في المحنة يغدو الإنسان سؤال/وتصير
الإجابات استيقاظ مسرات الاشارة/تعلم الحكمة،لكنه خان مواجدها/راح يلهث وراء دهشة الخراب/أيها
الابن المكبل بالاكاذيب/القاتل بالفطرة/من دلك على دروب الفناء؟!!/ أيها الأدمي المضمخ بالشرور/دع حنجرتك تبتهج/فليس ثمة أكثر أهمية من
الابتهاج/ غن ماتشاء من المسرة/ومنح انثاك
حبورها/إفرش أسرة عظمتها ،لتمنحك الضحكات/لاتغفل
وحدتها وملأ أيامها بورد القصائد/!! لم يستطع الالهة الراغبين بفناء هذا الكائن الاقرب الى قلب انليل، تحمل التمجيدات ، فتصاعد نباح حناجرهم،مهددين إبن الأدمة الذي غير مسارات
خطاه،لولا جبروت الكهنة،وفضائح ذكورتهم،الساعية الى جر كل شيء صوب لغط شفاههم مطلقين
وعلى لسان الالهة،كل انواع الوعيد،والتخويف،ومايمكن للالهة ان تفعله حين تلتقي الخطاة
وجها لوجه، يغمض آتو. عيون رغباته مبتسما،لانه الوحيد الذي يعرف ان الكهنة هم الاهم ،ليكونوا حطبا لنيران سعير هاديس المنتظر لاوبتهم ،الكهنة حكايات،ملفقة،وتخمة ليالي
يتمنون دائما ،ان على الاله الاكبر ان لايشير
الى نهاياتها، يبتسم انليل،العارف بمكر المعابد واسرارها، متجاوزا خفافيش الوعيد الذي يقال على لسانه،وما
قاله يوما . التي ترف فوق الرؤوس التي لاتعرف،أي الطرق تسلك من أجل الوصول الى أمكنة الخلاص. يقول الاله الاكبر،مشيرا الى اعمدة الضوء التي انبثقت من قلب طلمة النهر الهادىء الطباع.—أبناء الأرض هم الاقدر على خلاصهم
من هيمنة الكهنة ومعابدهم!! ماكانت عشتار
،المفعمة بالمسرات والليونة ،تشعر بالحماس،لما يحدث قبالة وجهها،المليء بالكدر والانهدام،ترقب
اناث سومر،وهن يلوغن جالسات عند حواف الانهار، بحداءات،تصيبها بالذهول والقهر/ يمه
الولديالمالي الروح.. كتلك ييمه بالك تروح.. ..موتك ييمه موتت الروح/!! لم تستطع الربة
العارفة بمكانتها عند كبير الارباب،فنهضت إليه صارخة—اوقف هذا الحزن...أوقف ما يخالف
موجودنا الباعث على السلام!! أجلسها انليل بعد ان مسح مدامع عينيها الشاعتين ضجرا وتمردا،
عند خيبات أمانية،كان صباه الغارق ببرك صباها ،يلاحق فتوتهما،التي اضحكت صغار الارباب،واثارت
حفيظة الكهنة،الصاعدين فوق منابر التحريض/ما كان على عشتار اجتياز انوثة وجودها،والارتماء
بين أكف الغواية،الفتى الغر الذي لوثته نايات القصب واغاني الرعاة خطاه، يتلمس
وجد الارواح العابرة صوب وحدة الليل
المثعولة بصراخ الكراسيع،والبش وغاق القيعان، يقعد عند شطآن فضوله،مراقبا بخجل عريها المدجن لذكورته التي
يحسها تفيض بأنين موجع من بين فخذية، يهمس لمقاصده —لا تأخذ خطاك الى الخطيئة..وصمت الاكوان
يعدك لتكون ربا مطلق الفعل..محنة عشتار تحتاج
الى غواية جسد، ومحنتك تحتاج الى غواية الروح؟!!تتلاحق هموم الممتحن بالربوبية،لانه
ماكان يريد سوى البنت المصنوعة بدقة نحات ماهر.يحلم
بأن يغادر ضجيج وعناد الالهة الصغار، صوب مدن
الالفة و القبول،تقول المدونات المكتشفة عند عرش انليل، الغائب المنسي—تمنيت أن اعيش سعادات الانسان وافراحه بدلا من اكون رباً يسكن
الفراغ!!
0 comments:
إرسال تعليق